رئيس الجمهورية أكد مساندة بلادنا لجيرانها ودول القارة في حربها ضد الإرهاب رفض أيّ تدخل أجنبي بحجة مكافحة الإرهاب لأنها مقاربة أثبتت فشلها الذريع أدركنا مبكرا أخطار الظاهرة الإرهابية وخلفياتها وأبعادها قام رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأحد، بزيارة عمل وتفتيش إلى مقر قيادة القوات البرية، أكد خلالها إرادة الجزائر على إضفاء ديناميكية جديدة على جهود مكافحة الإرهاب بالساحل والصحراء ورفضها لكافة أشكال التدخل الأجنبي في المنطقة. وحسب ما أورده بيان لوزارة الدفاع الوطني، فإنه «في إطار الزيارات التفتيشية والتفقدية إلى مختلف مكونات الجيش الوطني الشعبي، تزامنا مع شهر رمضان المعظم، قام السيد الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، هذا اليوم الأحد 2 أفريل 2023، بزيارة عمل وتفتيش إلى مقر قيادة القوات البرية». و»بعد مراسم الاستقبال، ورفقة اللواء عمار أعثامنية، قائد القوات البرية، وقف السيد الفريق أول بمدخل مقر القيادة، وقفة ترحم على روح الشهيد البطل ديدوش مراد الذي يحمل مقر قيادة القوات البرية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له، وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة وعلى أرواح الشهداء الأبرار». وإثر ذلك، عقد الفريق أول شنقريحة لقاء توجيهيا مع الإطارات والمستخدمين، حيث ألقى كلمة توجيهية، تابعها مستخدمو وحدات النواحي العسكرية الست عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، «أشاد فيها بمضمون كلمة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، التي ألقاها في النقاش رفيع المستوى لمجلس الأمن للأمم المتحدة، والتي أكد من خلالها سعي الجزائر الحثيث لمساندة جيرانها ودول القارة الإفريقية في حربها ضد الإرهاب والتطرف العنيف». وذكر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بأن الجزائر «أدركت مبكرا أخطار الظاهرة الإرهابية وخلفياتها وأبعادها، وحذرت العالم برمته من نتائجها المدمرة والوخيمة وتمكنت، باعتراف الجميع، من دحر الإرهاب وقبر مشروعه الظلامي، بفضل الاستغلال العقلاني لمقوماتها وإمكانياتها وتجارب شعبها المكتسبة خلال الثورة التحريرية المظفرة». وتابع الفريق أول: «لقد أثبتت الوقائع والأحداث الماضية والجارية، أن مكافحة هذه الآفة الخبيثة، بالجدية والفعالية اللازمة، تبقى بصفة أكيدة بحاجة ماسة إلى جهد متواصل ومتكاتف ومنسق، على المستويين الوطني والإقليمي وحتى الدولي، لاسيما من خلال الحرص على التطبيق الصارم للقرارات والأدوات القانونية للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وغيرها من الآليات الثنائية ومتعددة الأطراف ذات الصلة». كما لفت قائد الأركان إلى أن هذا الأمر أكد عليه رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، في كلمته في النقاش رفيع المستوى لمجلس الأمن للأمم المتحدة حول مكافحة الإرهاب، حيث أكد أن «الجزائر تواصل بنفس الروح جهودها الرامية إلى مساندة جيرانها ودول القارة الإفريقية في حربها ضد الإرهاب والتطرف العنيف، مسترشدة في ذلك بتجربتها المريرة والناجحة في ذات الوقت». وجدد الفريق أول شنقريحة، «إرادة الجزائر على إضفاء ديناميكية جديدة على جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، مؤكدا رفض الجزائر لأي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في المنطقة، لأنها مقاربة أثبتت فشلها الذريع»، مشيرا في هذا الشأن، إلى أنه و»في ذات السياق تندرج المبادرة التي تقدمت بها الجزائر بهدف إضفاء ديناميكية جديدة على جهود مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، والتي تمت المصادقة عليها شهر أكتوبر 2022، من قبل الدول الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة، التي تضم كلا من الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر». في هذا الصدد بالذات، «اعتمدت هذه الآلية الإقليمية على استراتيجية تهدف بالدرجة الأولى إلى تكفل كل بلد على حدة بمواجهة التهديد الإرهابي، ضمن إقليمه الوطني، اعتمادا بصفة أساسية على قدراته ووسائله الذاتية، مع انضمامه، بطبيعة الحال، إلى ديناميكية جماعية أساسها تضافر الجهود والتنسيق والتعاون المتبادل، والابتعاد عن أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي بحجة مكافحة الإرهاب، لأنها مقاربة أثبتت التطورات الأخيرة الحاصلة في المنطقة، فشلها الذريع»، يؤكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي. وإثر ذلك، ترأس الفريق أول شنقريحة اجتماع عمل، حضره رؤساء الأقسام وإطارات القوات البرية، تابع خلاله عرضا شاملا قدمه قائد القوات البرية، حول التدابير والإجراءات الرامية إلى إنجاح برنامج تحضير القوات لسنة 2022-2023. كما أسدى، بهذه المناسبة، جملة من التعليمات والتوجيهات التي تصب في مجملها حول «ضرورة السهر على مواصلة جهود التحضير القتالي للوحدات والأفراد وفقا للخطط والبرامج المقررة، مع توفير كافة الظروف المهنية والمعيشية المناسبة للمستخدمين لأداء المهام الموكلة لهم على أكمل وجه».