تتواصل بقاعة الحفلات بوتشيشة محمد بمدينة بوسعادة، فعاليات المهرجان الثقافي المحلي للإنشاد في طبعته التاسعة بمشاركة 11 ولاية، حيث يستمتع فيها الجمهور الكبير بمختلف الوصلات الفنية بصوت أعمدة الإنشاد في رحاب أجواء رمضانية متميزة. يشهد المهرجان الثقافي المحلي للإنشاد ببوسعادة مشاركة العديد من الفرق الإنشادية المحلية والوطنية التي ذاع صيتها داخل وخارج الوطن، على غرار لقمان إسكندر بمرافقة فرقة "النور" لولاية المدية وفرق الإنشاد "آفاق" لولاية عنابة، إلى جانب فرقة "الأشواق" لولاية بشار وفرقة "ضياء" بسكرة، والعديد من الفرقة الإنشادية التي تستعرض الفن الأصيل. وفي السياق، أكّد محافظ المهرجان المحلي الثقافي للإنشاد، محمد بوهالي، أنّ بوسعادة تعتبر مدينة الفن والفنانين، خاصة وأنها تستضيف كبار الفنانين، على غرار الفنان التشكيلي ايتيان ديني الذي تحدى فرنسا وبنا مسجدا بها، مضيفا أن بوسعادة تزخر بقامات إنشادية كبيرة لامعة كتبت أسماءها بأحرف من ذهب، "كما أن الإنشاد هو باسطة عقد الجزائر تاريخ وجهاد، خاصة وأن المهرجان جاء في شهر أفريل شهر العلم والعلماء وذكرى رحيل العلامة عبد الحميد بن باديس". وأشار المتحدث خلال كلمته التي ألقاها أمام الجمهور الكبير الذي غصت به قاعة بوسعادة من مختلف الولايات والمناطق المجاورة سهرة الافتتاح، إلى أنّ الإنشاد ضارب في التاريخ الإسلامي، واشتهر به صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى رأسهم عبد الله بن رواحة وبلال بن رباح وغيرهم، بحكم أن الإنشاد يمثل مختلف مظاهر الحياة الاجتماعية. الأمين العام لولاية المسيلة، كشف في كلمته أن المهرجان الثقافي المحلي للإنشاد المقام بمدينة بوسعادة يشارك فيه 100 عضو من 11 ولاية، معتبرا أن الأنشودة تحمل في طياتها القيم الدينية التي تهدف إلى تلخيص معاني الأخوة والتضامن، بمضامينها الاجتماعية والتربوية ذات التأثير الايجابي خاصة على النشء. ومن جهته، نوّه مدير الثقافة لولاية المسيلة، مراد بن عيسى، ممثلا لوزيرة الثقافة في كلمته بأهمية المهرجان، الذي يعتبر من التظاهرات التي تمتاز بأسماء وفرق ثقيلة من شأنها تقديم إضافة للإنشاد. مع العلم، استهل بداية السهرة الفنية الأولى فرقة الإنشاد "النور" من ولاية المدية بقيادة المنشد اسكندر لقمان، الذي أطرب الجمهور الحاضر بوصلات إنشادية، تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، كما تمّ تكريم المداحة والشاعرة المتميزة الحاجة الزهرة حرزلي، نظير جهودها وكلماتها وأشعارها التي زينت أعمال المنشدين وحفلاتهم، بالإضافة إلى تكريم المرحوم رمضان محفوف الذي كان يصدح صوته بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -دائما، كما كان أحد أعمدة الإنشاد في مدينة البويرة، وأحد المشاركين المتميزين في طبعات المهرجان السابقة. ليعود المنشد لقمان في ختام السهرة، ويمتع الجمهور الغفير من العائلات والمواطنين الذين تفاعلوا مع وصلاته.