حاورته: نبيلة خياط يرى المنشد عبد الحميد سراج بأن المستقبل في الجزائر هو للأغنية الملتزمة، مؤكدا بأن سياسة وزارة الثقافة الداعمة لهذا الطابع الفني الملتزم من شأنه تأكيد تطلعاته. ودعا محدثنا الفائز بلقب منشد الشارقة أصحاب الأموال إلى الاستثمار في هذا الطابع الفني الذي بات يستقطب نسبة كبيرة من الجمهور في الجزائر.
* من هو عبد الحميد بن سراج ؟
– عبد الحميد بن سراج من مواليد مدينة بوسعادة عام 82 متحصّل على ليسانس حقوق جامعة مسيلة عام 2006، بدايتي مع الإنشاد كانت تحت إشراف الأساتذة "مسعود زرقيط" و"محمد الصديق" و"بودراف والأستاذ حرزلي بلقاسم"وشاركتهم عديد الحفلات الإنشادية الناجحة والتي كانت بدايتها من المدرسة.
* كيف كانت تجربتك مع هذا الطابع الملتزم من الغناء والذي لا يستهوي الشباب عادة ؟
– كما سبق وأن ذكرت بدايتي كانت في التسعينيات وبقيت مع الإنشاد إلى غاية تأسيس فرقة "حادي الأرواح" سنة 97 تحت إشراف الأستاذ أحمد حنة وسجلنا أول ألبوم سنة 98 كنت من بين المنشدين الذين أسسوا "فرقة الرسالة" سنة 2006، شاركت في عدة مهرجانات وطنية لكن أهم مشاركة لي كانت مسابقة منشد الشارقة في طبعتها السادسة حيث حصلت على المركز الأول من بين 13 دولة عربية في طبعة 2011.
* كيف يقيم عبد الحميد بن سراج المنجز الإبداعي للإنشاد في الجزائر ؟
– نلاحظ في الآونة الأخيرة أن الإنشاد في الجزائر بدأ في التطور خاصة وأنه بات يحظى باهتمام كبير من قبل وزارة الثقافة التي خصصت له 4 مهرجانات محلية جهوية ومهرجانا دوليا، ومؤخرا مسابقة إنشادية وطنية كانت يوما ما حلم كل منشد جزائري، لكن دائما نطمح للأفضل هناك، اجتهادات مثلا من ناحية الفيديو كليب والإخراج من طرف بعض الهواة لكن نتمنى أن يكون هناك دعما قويا، وأعتقد أنه بات من الضروري استثمار أصحاب المال في الجزائر في مشاريع إنشادية من شأنها خدمة هذا الطابع الفني الروحي الذي أصبح يستقطب نسبة كبيرة من الجمهور خاصة الشباب. * نبرة كلامك تؤكد بأنك كفنان تجد عوائق كبيرة لإيصال الكلمة الهادفة إلى الشباب؟
– العوائق موجودة في أي شيء وفي كل مجال يخدم الدعوة والفن النبيل لكن لابد من تجاوزه وعدم الالتفات إلى الوراء، فهدفنا خدمة الفن النبيل ورسالتنا توصيل الكلمة الهادفة.
* شاركت في أوبيرات في ذكرى وفاة المنشد بوراس، ماذا تقول عن هاته الذكرى خاصة وأنك شاركت مع كوكبة من المنشدين في إحياء المناسبة ؟
– كان شرف كبير لي أن أشارك في أوبيرات "توفيق بوراس" رحمه الله عليه رفقة ألمع نجوم الإنشاد في الجزائر، خاصة وأنها ذكرى ساكنة في قلبي ما حييت لأن الرجل خدم الإنشاد بصوته وأخلاقه وتفانيه في خدمة رسالة الإنشاد والكلمة الهادفة.
* اخترت كعضو في لجنة التحكيم في مسابقة "حادي الأرواح" ؟ ما رأيك في الطاقات الشابة التي مرت على لجنة التحكيم؟
– كنت في لجنة التحكيم للتصفيات الأولى من مسابقة حادي الأرواح في طبعتها الأولى حيث زرنا خمسة عشرة (15) ولاية من ولايات الشرق رفقة الأستاذين عثمان بن ساعد وعبد الرزاق مختاري، أين انبهرنا بالأصوات الرائعة مما صعب علينا الاختيار في بعض الولايات، لكنها كانت تجربة رائعة جدا.
* هل لك مشروع إنتاج ألبوم إنشادي؟ لمن الكلمات والألحان؟ ومتى سيصدر ؟
– أحضّر لمشروع إنتاج ألبوم وقد بدأت تصوير مشاهد من الفيديو كليب الذي سيرى النور بعد رمضان مباشرة إن شاء الله، الأنشودة بعنوان "محمد" رسول الله من كلمات الشاعر "محمد الأخضر سعداوي" من مدينة تقرت ومن ألحان الأستاذ"عبد الرحمن بوحبيلة" يتحدث هذا الألبوم عن سماحة الإسلام وبدايته ومروره عبر الأزمان.
* هل تعتقد بأن الأغنية الإنشادية ستجد مكانها في الجزائر في وسط تغلب فيه سلطة الكلمة الهابطة ؟ – أكيد المستقبل للإنشاد في الجزائر، فهناك تحسن ملحوظ، خاصة من طرف الفرق الإنشادية والمنشدين ووجود شريحة كبيرة منهم تتعلم علم النغم والمقامات عبر النت وعبر الدورات التكوينية، كما يوجد تلاحم ملفت بين المنشدين من خلال لقاءاتهم المتكررة عبر المهرجانات الإنشادية مما يولد المحبة بين المنشدين ويزيد من اصرارهم على التواجد أكثر في الساحة.