اعتبر المحلل الاقتصادي عبد الرحمان هادف، أن الاكتشافات التي حقّقتها سوناطراك (15 اكتتشافا)، يجعل من الشركة الجزائرية شريكا آمنا وموثوقا به من حيث توريد منتجات الطاقة على نطاق عالمي، ويرى في القانون الجديد للمحروقات 19-03 محفّزا للشركاء الأجانب نظرا للمزايا التي يتضمنها، والتي تعد حسبه الأفضل في العالم. قال المحلّل الاقتصادي هادف في تصريح ل «الشعب»، إنّ «سوناطراك» الشركة الأولى في إفريقيا، ختمت عام 2022 بحصيلة أكثر من إيجابية، وذلك في سياق عالمي يتّسم بتوتّرات قوية في قطاع الطاقة، مبرزا أنّ ما حقّقته الشركة الوطنية أكثر من 60 مليار دولار رقم أعمال موجه للتصدير من المحروقات، عزّز مكانتها كعنصر رئيسي في السوق العالمية، لافتا الى أنه خلال العام الجاري تمّ تخصيص ما لا يقل عن 5.5 مليار دولار لاحتياجات الاستثمار من حيث حجم إنتاج المحروقات الأولية، وقد أعلنت سوناطراك عن حجم يزيد عن 189.6 طن من المكافئ النفطي (TEP) بزيادة قدرها 2 بالمائة مقارنة بالعام السابق. وقال في هذا الصدد، إنّ الشركة حقّقت من حيث نشاطات الاستكشاف والإنتاج، اكتشافات ضخمة من النفط والغاز خلال هذا العام هذه أكثر من خمسة عشر (15) اكتشافا، معظمها بجهودها الخاصة مع ثلاثة استكشافات في إطار الشراكة. هذه الاكتشافات- يضيف محدثنا - تمت على محيطات مختلفة على أحواض بركين، حاسي مسعود، حاسي الرمل، إليزي، أدرار وحوض بشار، ممّا سيسمح ل «سوناطراك» على المدى المتوسط والطويل بزيادة طاقاتها الإنتاجية، والوفاء بالتزاماتها على حد سواء اتجاه السوق المحلي، وكذا نحو الشركاء الأجانب، وهذا ما يجعل من الشركة الجزائرية شريكا آمنا وموثوقا به من حيث توريد منتجات الطاقة على نطاق عالمي. وفي سياق آخر، وبغية تطوير وتعزيز قدراتها الإنتاجية، وضعت شركة النفط الوطنية خطّة استثمارية متوسطة المدى رئيسية للفترة 2023-2027، ويعتقد أنّ تخصيص ما يزيد عن 30 مليار دولار لإنجاز مشاريع تنموية، يتيح لها الاستكشاف والإنتاج، سيسمح بزيادة احتياطاتها القابلة للاستغلال، ووضع كميات إضافية في السوق. وتجدر الإشارة إلى الجهود المبذولة لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في إطار القانون الجديد للمحروقات 19-03، الذي يقدّم إطارا قانونيا وتنظيميا محفزت جدا من خلال المزايا الموجّهة للشركاء، والتي تعتبر من بين الأفضل في العالم. توسيع الاكتشافات بالجنوب الغربي من البلاد تؤكّد الاكتشافات النّفطية والغازية للشركة الوطنية للمحروقات «سوناطراك» على مدى السنوات الثلاث الماضية، التي وصلت إجمالا إلى 35 اكتشافا منها واحد فقط مع شريك أجنبي، على أنّ «سوناطراك» ماضية في برنامج تطوير قدرتها الإنتاجية من خلال برامج الاستكشاف وكذا الإنتاج، ويرى هادف أنّه أصبح من الضروري اليوم، أن تعمل الوكالة المكلفة ببعث المناقصات في إطار القانون الجديد على تحقيق شراكات جديدة من خلال العمل على مقاربة جديدة، خاصة من جانب الاتصال مع وزارة الطاقة والمناجم، وكذا الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات للعمل على بعث مناقصات جديدة في الجنوب الغربي للجزائر، الذي لم يستكشف بصفة واسعة بعد. وذكر محدثنا بعقود الشراكة التي أبرمتها سوناطراك مع شركة «إيني» الايطالية، والتي يعتبرها مهمة جدا، ويعتقد أنه من الضروري إبرام عقود مع شركات كبرى أخرى في إطار تنويع الشراكة، حتى يكون هناك توازن بين الشركاء الأجانب، ممّا يمكّن الشركة من الاستفادة من الإمكانيات والتكنولوجيا، لأنّ قطاع المحروقات مرتبط كثيرا بالتطور التكنولوجي خاصة في مجال الاستكشاف والتنقيب، وبالتالي أصبح من الضروري -يقول المتحدث - أن تكون هناك شراكات في هذا المجال التي تمكن الجزائر من تعزيز مكانتها كلاعب مهم على مستوى الخارطة الطاقوية العالمية، ومن هنا سيسمح لبلادنا أن تطور مجالات أخرى في قطاع الطاقة خاصة الطاقات المتجددة الصديقة للبيئة (الطاقة الشمسية والهدروجين الأخضر..).ويعتقد محدّثنا أنّه أصبح من المهم اليوم بعث شراكات وتحقيق الإنتاج، وتقاسم للمخاطر في مجال المحروقات، وهو المجال الذي يعرف ضغوطات كبيرة، حيث يؤكد أخصائيون في الطاقة عن إمكانية حدوث ندرة في الطاقة خلال العشريات القادمة، وبالتالي على الجزائر أن تطوّر مخزونها الطاقوي على الأمدين المتوسط والبعيد.