في الذّكرى المزدوجة لتأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين (1956) وتأميم المحروقات (1971)، يعود اسم سوناطراك، المصنفة من بين أفضل شركات النفط العالمية. تحظى شركة "سوناطراك" بمكانة هامة في العالم بمساهمات وشراكات وفروع محلية ودولية عددها 41 فرعا، من شأنها تعزيز وجود المجمّع وتقوية وضعه المالي. سطّرت شركة سوناطراك خطة استثمارية بين 2022 و2026 بقيمة 39 مليار دولار، وفي 2022 تعتزم الشركة استثمار 8 مليار دولار، والنصيب الأكبر منها سيكون موجّها للاستكشاف والانتاج. قال الرئيس المدير العام لمجمّع سوناطراك، في تصريحات إعلامية مطلع العام 2022، إنّ الهدف تخصيص جزء كبير للاستكشاف والانتاج هو الحفاظ على قدرات الشركة في الانتاج، وأضاف أنّ حصة الشراكة الاجنبية تمثل الثلث في برنامج سوناطراك خلال الاربع سنوات المقبلة. وفي عزّ أزمة جائحة كوفيد-19 تمكّنت الشركة الوطنية للمحروقات من القيام ب 18 اكتشافًا جديدًا، مع معدل نجاح أعلى بكثير مما كان عليه في عام 2019، بمعنى أنها تمكنت من القيام بعدد من الإكتشافات أقل، لكن باحجام أكبر، وبتكاليف أقل. وتخطّط الشركة لجلب استثمارات أجنبية خاصة في مجال الإستكشاف، حتى تخفّف من عبء ضخ استثمارات هامة في حيّز من سلسلة صناعة النفط والغاز، ويتميز مجال الاستكشاف بمخاطره المالية العالية عالميا، بينما يوجد هناك من برع في هذا المجال (الاستكشاف)، وتخصّص فيه عالميا ودأب على تحمّل مخاطره. مصانع التّكرير تنجح في أولى مهامها تمكّنت الجزائر بفضل الجهود المبذولة في مصانع التكرير من التوقف بشكل نهائي عن استيراد الوقود منذ شهر أوت من سنة 2020، ما وفّر للجزائر 1.5 مليار دولار عام 2021 كانت تنفق على استيراد هذه المادة في السنوات السابقة. وبفضل مشاريع توسعة وعصرنة محطات التكرير، مع إعادة التأهيل والتحديث للمصافي في شمال البلاد بكل من أرزيو وسكيكدةوالجزائر، تمكّنت سوناطراك من ضخ كميات إضافية من الوقود في السوق الوطنية حجم 2 مليون طن من المازوت و1.2 مليون طن من البنزين. وكشف الرئيس المدير العام للشركة توفيق حكار عن تحضير المجمّع لإنشاء مصفاة تكرير بحاسي مسعود، وتوسعة مصفاة سكيكدة لتحويل بعض المشتقات الى وقود هذا العام. دعم الشّركات الجزائرية قال الخبير الطاقوي مهماه بوزيان، في تصريح لمجلة "الشعب الاقتصادي"، إنّ السياسة العامة لشركة سوناطراك تستهدف رفع معدل الإدماج الوطني في أنشطتها إلى أقصى حدّ ممكن كالتزام منها، وتشجيع تطور المحتوى المحلي في إجراءات التعاقد الخاصة بالشركة، ومضاعفة الاعتماد على الانتاج المحلي في مجال السلع والتوريد المحلي والخدمات. ووقّعت سوناطراك ستة عقود مع مؤسساتها الفرعية بقيمة إجمالية تفوق مئة وخمسة مليار دينار جزائري، وإبرام عقد إنشاء مجمّع بين المؤسسة الوطنية للهندسة المدنية التابعة ل "سوناطراك" (ج س ب) ومع الشركة الناشئة "أورس" لخدمات النفط والغاز، وتوقيع 1700 صفقة مع شركات جزائرية في مجال الدراسات والأشغال والخدمات، ما يمثل نسبة 80 بالمئة من إجمالي صفقات الشركة في عام 2021. وفي نطاق انعاش مشاريع الاستثمار، قامت سوناطراك بمنح (64 %) من هذه الإستثمارات بالدينار الجزائري، ما يعادل 5 مليار دولار أمريكي. مشاريع في البتروكيمياء لم تكتف سوناطراك بتسجيل حضورها الدولي في مشاريع الإستكشاف والتنقيب فقط، بل هي اليوم شريك مهم في تطوير المشروع البتروكيميائي لإنتاج مادة "البولي بروبلين" البلاستيكية عالية الجودة بمدينة جيهان التركية، ضمن شراكة في ثلاثة عقود مع الجانب التركي. ويتعلق العقد الأول بإنجاز المشروع بكل مراحله من الدراسات الهندسية المفصلة، المشتريات، الانجاز وبدأ التشغيل (أ ب س س). ويرتبط العقد الثاني بأشغال الصيانة الدورية للأجهزة والمعدات، أما العقد الثالث فهو لخدمات بيع و تسويق الإنتاج. وتبلغ التكلفة المالية للمشروع 1,7 مليار دولار، تساهم فيه سوناطراك بنسبة (34%)، وتضمن تموينه بالمادة الأولية البروبان الجزائري في إطار عقد طويل الامد باعتماد أسعار السوق الدولية. وتعتزم أكبر شركة بترولية في افريقيا القيام بأربعة مشاريع في البتروكيمياء على الامد المتوسط بقيمة 8 مليار دولار، وتعتبر المشاريع الموجهة للبتروكيمياء مشاريع باهضة، غير أن المجمّع حسب الرئيس المدير العام مستعد للقيام بهذه المشاريع. وتعتمد مشاريع البتروكيمياء على الشراكة الاجنبية بداعي الاستفادة من التكنولوجيا والتحكم في عملية الانتاج، لذا تعتزم الشركة امضاء اتفاقيتين في هذا الشأن مع شريكين من الصين والولايات المتحدة. مكانة محترمة في السّوق الدولية بالنسبة للإنتاج من خام النفط، ووفقا لمستوى الإنتاج المرجعي المتفق عليه ضمن خطة "أوبك+" لموازنة السوق، تأتي الجزائر في المرتبة الثالثة في افريقيا بعد كل من نيجيريا وأنغولا. أما مستوى صادرات الغاز الطبيعي المسال (ل - ن - ج)، فقد جعلت الجزائر في المرتبة الرابعة ضمن أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، وفي 2021 كانت تركيا أبرز وجهة مستقبلة للغاز الطبيعي المسال الجزائري بحصة (37 %)، تلتها فرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، وفقا لتقرير "أوابك" حول تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين في عام 2021. وفي بداية العام، أشارت تقارير لهيئات دولية متتبعة لسوق الغاز بأن صادرات الجزائر من الغاز حقّقت "تحولاً مذهلاً" العام الماضي (2021) على خلفية زيادة الإنتاج، ونجاح سياسة التسويق المنتهجة من قبل سوناطراك. الرّجوع إلى ليبيا وقّع مجمّع "سوناطراك" بروتكول اتفاق مع المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، يقضي باستئناف نشاطها في ليبيا، المتوقف منذ اندلاع الأزمة في 2011، وقال الرئيس المدير العام توفيق حكار على هامش مراسم التوقيع، في 10 من فيفري 2022 بطرابلس "هدفنا هو استكمال التزاماتها التعاقدية والشروع في تطوير الحقول المكتشفة". وبموجب هذا الاتفاق تعود سوناطراك للنشاط مجددا في ليبيا من خلال استكمال التزاماتها التعاقدية في منطقتي التعاقد "065" و«96/95" في حوض غدامس. الاستثمار في النيجر كما وقّعت سوناطراك، عبر شركتها الفرعية "سوناطراك الدولية للاستكشاف وإنتاج النفط (سيبكس) عقدا مع وزارة البترول لجمهورية النيجر، يوم 4 فيفري 2022 بنيامي يهدف إلى تقاسم إنتاج رقعة كفرا. ويعتبر العقد تحيينا وتجديدا للعقد المبرم سنة 2015، ويهدف إلى ضمان تقييم أفضل للاحتياطات المتوفرة من المحروقات على مستوى رقعة كفرا، وذلك تبعا للحقول المكتشفة أثناء عمليات التنقيب. وتغطي أعمال الشركة في كفرا بئرين استكشافيتين هما "كيه.إف.آر-1" و«كيه.إف.آر.إن-1" باحتياطي نفطي محتمل يبلغ 168 مليون برميل و100 مليون برميل على التوالي. «نفطال" في موريتانيا على صعيد آخر، وقّعت شركة "نفطال" شركة فرعية ل "سوناطراك" منتصف 2021 عقدا مع شركة التنظيف والاشغال والنقل والصيانة الموريتانية على عقد تجاري لتموين القطب الصناعي بالزفت الموجه لتعبيد وصيانة الطرقات ضمن خطة تهدف الى تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين البلدين. كما وقّعت "نفطال" في 21 سبتمبر من سنة 2021، اتفاقاً مع شركة الأشغال العمومية الجزائرية، لإنجاز محطات وقود كبرى على طول الطريق بين تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية. غاز "العملاق" والجارة تونس كانت إمدادات ساقية سيدي يوسف أولى خطوات مشروع تزويد البلدات الحدودية التونسية بالغاز الطبيعي، وفي نوفمبر 2021 تباحث وزيرالطاقة محمد عرقاب مع نظيرته التونسية نويرة القنجي زيادة صادرات سوناطراك الغازية نحو البلدات الحدودية التونسية، وإمداد تونس بالوقود (النفط الخام والمنتجات النفطية). وفي 2019 قامت الجزائر بإمداد بلدة ساقية سيدي يوسف التونسية على حدود البلدين بالغاز الطبيعي، عرفانا بشهداء مجزرة ساقية سيدي يوسف إبان ثورة التحرير من عام 1958. وتزوّد الجزائرتونس بالغاز منذ عقود عبر أنبوب عابر للبحر المتوسط المعروف بتسمية "ترانسماد-إنريكوماتاي"، الذي يعبر أراضيها ويقطع المتوسط ليصل إلى جزيرة صقلية الايطالية. وأعلنت "سوناطراك" في جوان 2020، تجديد عقد توريد الغاز الطبيعي إلى تونس حتى عام 2027، وإمكانية تمديده عامين إضافيين. «إيني" الإيطالية شريك مهم المتابع لنشاط عملاق النفط الجزائري يلاحظ التناغم والتفاهم مع شركة إيني الإيطالية، التي وقّعت معها أكثر من 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في العامين الأخيرين. ومن بين أبرز أوجه الشّراكة في الفترة الأخيرة العقد الذي تمّ توقيعه بين الشركتين لتطوير حقول في حوض بركين، وهو أول عقد بموجب قانون المحروقات الجديد، ويغطي مساحة 7880 كيلومتر مربع في الجزء الجنوبي من حوض بركين، بالقرب من حقل منزل لجمت شرق "م ل أ« والمجمع الميداني للمنطقة المركزية (كافك)، الذي يدار بشراكة بين "إيني" وسوناطراك. وعلى هامش إمضاء العقد، جدّد مسؤولا الشركتين الالتزام بإطلاق برنامج استكشاف وتطوير طموح في المنطقة، المرحلة الأولى منه تهدف لتسريع تطوير الاحتياطات المقدرة ب 135 مليون برميل نفط مكافئ، مع بداية الإنتاج بحلول نهاية عام 2022. مشاريع في أمريكا الجنوبية وقّعت شركة "سوناطراك" والشركة العمومية البوليفية لحقول النفط "يو بي إف" على مذكرة تفاهم في العاصمة "لاباز" في سنة 2019، وتضمنت المذكرة تعاوناً في مجال استكشاف واستغلال المحروقات في بوليفيا، وإرساء إطار للتعاون في مجال البتروكيماويات وتسويق الغاز والمنتجات النفطية الصافية وتبادل المعلومات، وإنشاء شراكات بين الطرفين في المستقبل. وتعد بوليفيا الدولة الثانية في أمريكا اللاتينية التي اقتحمت "سوناطراك" أسواقها بعد البيرو، حيث تستثمر الشركة الجزائرية في حقل للنفط والغاز بالبيرو مع الشركة الأمريكية "أويل والكوري ساوث إس كا" والشركة البيروفية "تيك بترول". «أسميدال" رهان في تطوير الأسمدة تعتبر شركة "أسميدال" الهيئة الأساسية المسؤولة عن إنتاج الأسمدة في الجزائر، وتعمل كشريك لمعظم الشركات الخاصة والدولية المهتمة باستغلال ثروات الجزائر في سوق الأسمدة كما هو الشأن مع مركب الأمونياك "سورفيرت" بأرزيو بوهران، الذي تمّ تدشينه في أوت 2013، وهو مركب أنجز في إطار شراكة جزائرية مصرية بين سوناطراك وأوراسكوم وتقدر طاقته الانتاجية بأزيد من 1.5 مليون طن من الأمونياك و1.2 مليون طن من اليوريا سنويا.