أدان النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس، الشيخ يوسف جمعة سلامة، التصعيد الخطير للكيان الصهيوني بحق المسجد الاقصى المبارك واعتداءاته الاجرامية على المصلين، مؤكّدا أن ما يجري هذه الايام بالأقصى، «استباحة مبرمجة» من قبل قوات الاحتلال تستهدف تجفيف الوجود الاسلامي في المكان المقدس. قال الشيخ جمعة سلامة، إنّ استهداف الاحتلال واعتداءاته على الاقصى تزداد خلال ما يسمى ب «الأعياد اليهودية»، من خلال «منع المصلين والمرابطين من الوصول إليه والاعتداء المستمر على المعتكفين فيه وبصفة خاصة في المصلى القبلي، بالضرب والطرد ومنعهم من الاعتكاف». ونبّه الى أن المسجد الاقصى المبارك يتعرض في هذه الايام ل «هجمة شرسة» من قبل ادارة الاحتلال «الفاشية الاجرامية التي تعشعش في عقولها فكرة فرض سيطرتها على المسجد وتقسيمه زمنيا ومكانيا، تمهيدا لإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم على انقاضه». وبعد أن شدّد على أنّ الأقصى بمساحته البالغة 144 دونما، «مسجد إسلامي بقرار رباني وملك خالص للمسلمين وحدهم وليس لغير المسلمين حق فيه، لا يقبل القسمة ولا الشراكة، ولا يوجد لليهود أي حق في هذا المكان المقدس»، حذّر المتحدّث، سلطات الاحتلال من محاولة تغيير الوضع القائم الديني والتاريخي والقانوني له. وفي ظل الظروف التي يمر بها الأقصى خصوصا والقدس عموما، طالب الشيخ جمعة سلامة من الأمتين العربية والاسلامية «الوقوف أمام مسؤولياتهما تجاه ما يحدث من اعتداءات إجرامية على المسجد والمصلين والمرابطين المعتكفين في قبلة المسلمين الأولى». كما ناشدهما بضرورة العمل مع كافة المؤسسات الدولية على لجم الاعتداءات الاجرامية التي تقوم بها سلطات الاحتلال تجاه المسجد الاقصى والمدينة المقدسة. هذا، واقتحم نحو 200 مستوطن صهيوني متطرّف ساحات المسجد الأقصى، وسط تزايد تهديدات ذبح القرابين. وترافق الاقتحام بعد ليلة ثانية من أكبر عملية قمع نفذتها شرطة الاحتلال بهدف إبعاد وفرض قيود، مشددة على المصلين والتنكيل بالمعتكفين وإخراجهم بالقوة. وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المسجد الأقصى، معزّزة بعناصر من الوحدات الخاصة، وانتشرت في ساحاته بدعوى تأمين اقتحامات المستوطنين للأقصى، فيما قامت بإبعاد المرابطين من محيط المصلى القبلي. ووفقا لمؤسسات مقدسية، فإنّ المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات متتالية مرتدين «لباس الكهنة»، وضمّت كل مجموعة 50 مستوطنا، حيث قامت هذه المجموعات المقتحمة بجولات استفزازية في ساحات الحرم وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال. وقال شهود عيان إنّ المجموعات المقتحمة نفذت جولات استفزازية في ساحات الحرم، وتلقّت شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وقام عدد من المستوطنين بتأدية طقوس تلمودية في الجهة الشرقية من ساحات الحرم، وعند مصلى «باب الرحمة»، وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة. في الأثناء، عمت المظاهرات بلدات في ضواحي القدس الشرقية، حيث اشتبك المتظاهرين مع العساكر الصهاينة في منطقة الطور في القدس. واندلعت، مساء الخميس، مواجهات في عدة مدن في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، عقب تظاهرات نصرة للمسجد الأقصى. وفي وقت سابق، أكّدت فصائل المقاومة الفلسطينية أنّ «الاعتداء المتواصل على الأقصى واقتحامات الصهاينة والتهجّم على المرابطين هي عدوان صهيوني خطر يستوجب هبّة شعبية».