كشف خلاف بين شركة قبرصية وأخرى صهيونية حيثيات فضيحة تجسس جديدة، واتضح بحسب تحقيقات مكتب كندي متخصص، أن الأخيرة اقترحت على المغرب برنامج تجسس شبيه ببرنامج "بيغاسوس". وقال المكتب إن البرنامج المطور استخدم فعلا ضد صحفيين وشخصيات سياسية معارضة وعمال بمنظمة غير حكومية. فجر مخبر كندي متخصص فضيحة تجسس جديدة باستخدام برنامج أعدته شركة من الكيان الصهيوني وتم اقتراحه للمغرب، مشابه ل "بيغاسوس" الذي طورته شركة صهيونية أخرى تعرف باسم "أن أس أو" واستخدمته المخابرات المغربية للتجسس على مسؤولين وصحفيين ومدافعين عن حقوق الانسان. ضحايا جُدد وأوضح مخبر كندي متخصص يدعى "سيتيزن لاب"، استنادا إلى قاعدة تحليل عينات تقاسمها معه مركز "مايكروسوفت ثريت إنتلجنس"، أنه تم تطوير مؤشرات مكنت من تحديد ما لا يقل عن خمسة ضحايا من المجتمع المدني لبرامج التجسس والاستغلال الخاصة ببرمجية تجسس مطورة من قبل "كوا دريم "عبر خمس مناطق في العالم هي أمريكاالشمالية وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وأوروبا والشرق الأوسط. ويؤكد المخبر أن برمجية التجسس الجديدة صممتها "كوا دريم"، وقد أنشأها مسؤول عسكري صهيوني سابق وموظفون سابقون في شركة "أن أس أو" التي طورت برمجية التجسس الشهيرة "بيغاسوس"، والتي هي اليوم ترزح تحت نظام عقوبات أمريكي. ووفق المعطيات التي كشفها المخبر الكندي، فإن "من بين ضحايا برمجية التجسس المطورة والمكتشفة حديثا، صحفيون وشخصيات سياسية معارضة وعامل بمنظمة غير حكومية"، غير أن الدراسة تحاشت ذكر الأسماء. المغرب في قفص الاتهام وحسب عدة مقالات صحفية، فإن "كوا دريم" باعت برنامجها لعدة دول واقترحته لأخرى، وعلى رأسها المغرب. وأوضح "سيتيزن لاب" أنه بمجرد وضعه على الهاتف أو الكمبيوتر، يمكن لبرامج التجسس الخاصة ب«كوا دريم"، تسجيل صوت مكالمة هاتفية والتقاط الصور والبحث في الملفات الموجودة على الجهاز، وكل ذلك دون معرفة المستخدم.كما يتضمن البرنامج أيضا وظيفة التدمير الذاتي لإخفاء وجوده بمجرد عدم استخدامه، وهي نفسها صفات برنامج "بيغاسوس". خلاف مالي يكشف الفضيحة وعن حيثيات كشف أمر هذه الشركة، فكان إثر النزاع الذي وقع بينها وبين شركة أخرى مسجلة في قبرص باسم "إينريتش" حول اقتسام عوائد المنتجات، التي حددت ب 92 بالمائة للشركة الصهيونية و08 بالمائة فقط للشركة القبرصية، الأمر الذي قاد إلى الكشف عن تفاصيل مثيرة للاهتمام حول أنشطة الشركات، فقد كانت "كوا دريم" تسوق منتجاتها باسم الشركة القبرصية. وينتظر أن يقود الكشف عن هذه الفضيحة إلى الدفع بالدول المتضررة من برمجية "بيغاسوس"، إلى التحقق من عدم تعرض هواتف مسؤوليها إلى الاختراق من جديد. وكان مسلسل "بيغاسوس" الذي استخدمته المخابرات المغربية، قد سبب للنظام المخزني فضائح بالجملة، لا سيما بعد تعزيز تحالفه مع الكيان الصهيوني، ودفع الى اتخاذ إجراءات قانونية في العديد من البلدان، بما في ذلك إنشاء لجنة تحقيق خاصة بالبرلمان الأوروبي. القضاء الفرنسي يرفض ادعاءات المخزن وفي سياق متصل بفضيحة "بيغاسوس"، رفضت محكمة الاستئناف في باريس دعاوى رفعها المغرب بتهمة القذف ضد المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام الفرنسية، التي كشفت أو نددت باستخدام الرباط لبرنامج التجسس "بيغاسوس". وجاء قرار الاستئناف مؤيدا للأحكام الابتدائية التي أصدرتها محكمة باريس الجنائية، والتي أعلنت عدم قبول الامتثالات المباشرة ضد صحيفة "لوموند" وإذاعة فرنسا و«فرانس ميديا موند" و«ميديابارت" و«لومانيتي" و«فوربيدن ستوريس" ومنظمة العفو الدولية (أمنيستي). والحل نفسه في إسبانيا التي يرفض قضاؤها دعوى رفعها المغرب ضد الصحفي الإسباني، إغناسيو سيمبريرو، الذي اتهم المملكة بالتجسس عليه باستخدام برنامج بيغاسوس.