قال الأستاذ المحاضر بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة تيزي وزو، الدكتور إبراهيم خلفان، أن التدخل العسكري الفرنسي في مالي، مخالف للائحة الأممية 2085 التي أصدرها مجلس الأمن الدولي، في 20 ديسمبر الماضي، واعتبر أن المراحل الأولى لهذه الحرب ستكون لها عواقب وخيمة على الجانب الإنساني. «الشعب": أعلنت فرنسا بصفة منفردة الحرب على الجماعات الارهابية التي تسيطر على شمال مالي، دون إعطاء أي فرصة للحل السياسي هل يمكن اعتبار الأمر تحايل في قراءة بنود اللائحة الأممية 2085؟ الدكتور كريم خلفان: التدخل العسكري في مالي، لم يكن تحت غطاء اللائحة الأممية 2085 التي تحمل مقاربة شاملة لحل الأزمة، تبدأ بدعم فرص الحل السلمي وتقديم تقارير دورية للأمين العام للأمم المتحدة عن الأشواط التي قطعتها جهود التسوية السلمية، حتى وإن كانت هذه اللائحة لا تقصي نشر القوات الإفريقية بدعم لوجيستي غربي، من خلال بعثة دولية لدعم وتدريب الجيش المالي(مسما)، ويفترض على أعضاء مجلس الأمن الدولي احترام قراراته من أجل الوصول إلى حل سلمي للنزاعات. الفقرة العاشرة من القرار الأممي تنص على ضرورة التقدم في العملية السياسية، والتدريب الفعلي لوحدات الشرطة والجيش المالي والاستعداد العملياتي للبعثة الدولية، من أجل تحضير القوات المالية لتكون جوهر العملية العسكرية، لكن فرنسا سبقت تدخلها العسكري وتفكر الآن في كيفية ترك الجيش المالي في الصفوف الأمامية في هذه الحرب. وسنرى البيان الختامي لاجتماع مجلس الأمن الأخير لدراسته من الناحية القانونية والسياسية بشكل معمق. التدخل الفرنسي بدا وكأنه مبرمجا، وانتظرت باريس فقط تسوية نقاط الخلاف مع الولاياتالمتحدة لإعلان الحرب، ما هي الخلفية السياسية لهذا التحرك المستعجل في رأيكم؟ لا أحد يعرف أن كان هناك اتفاق أمريكي فرنسي خفي في هذا الجانب، وستكشف الأيام ذلك، لكن حسب التصريحات، فإن التدخل الفرنسي فاجأ الجميع من حيث التوقيت كونه غير خاضع لقرارات مجلس الأمن، ولكن ردود الفعل في مجملها كانت داعمة لهذا التدخل وعبرت مختلف الدول وعلى رأسهم أمريكا تقديم الدعم اللوجيستي للقوات الفرنسية. وأحيانا توجه تصرفات بهذا الشكل على المستوى الدولي، للاستهلاك الداخلي، فبعد فشل التدخل السكري الفرنسي قبل أيام في الصومال في تحرير الرهينة التي قتلت، أوجب على الحكومة التحرك في مالي لتحسين صورتها داخليا وإظهار قدرتها على حماية أمنها القومي. ما تصورك لعواقب الحرب؟ الأكيد أنها ستؤدي إلى كارثة إنسانية بالدرجة الأولى، فقد بدأت المنظمات الدولية تحصي أعداد القتلى من المدنيين، وبدأت حملات الهجرة الداخلية والخارجية لحدود البلدان المجاورة، هذا في المرحلة من الحرب، وهناك تقارير تقول بأن أعداد اللاجئين سيصل إلى 2 مليون لاجئ سنتي 2013 و2014 .