في حفل تقول كل المؤشرات إنه سيكون تاريخيا، كما كانت مراسم دفن الملكة إليزابيث الثانية، سيتمّ اليوم تتويج الملك تشارلز الثالثفي كنيسة وستمنستر أبي في لندن. ويُعد حفل التتويج بمثابة احتفال ديني رمزي يتم من خلاله تتويج الملك فضلا عن الفعل المادي بوضع التاج على رأسه. وسيكون التتويج، الذي يعود لألف عام ماضية، أكبر حدث احتفالي بعرض مهيب وموكب عسكري ضخم، وذلك منذ مراسم تتويج الملكة إليزابيث في 1953، والذي شهد امتلاء الشوارع بملايين المتابعين، في حين شاهد نحو 27 مليون شخص الحفل عبر شاشات التلفزيون وكان بالنسبة لكثيرين المرة الأولى التي يشاهدون فيها حدثا عبر التلفزيون. وينتظر اليوم أن يصطف عشرات الآلاف من بريطانيين وسياح على طول الطريق التي سيسلكها موكب تشارلز وكاميلا بين قصر باكنغهام وكنيسة وستمنستر، ودُعي نحو 2300 شخص لهذا الحفل، بينهم مائة رئيس دولة. وعند عودتهما إلى باكنغهام، سيوجه تشارلز وكاميلا تحية للجمهور من على الشرفة. وإذا كان الأمير هاري، الذي غادر البلاد وسط بلبلة في 2020، سيحضر الحفل في وستمنستر، فهو لن يظهر مع العائلة على الشرفة. سلطات وصلاحيات الملك رغم أنه في الأساس شخصية احتفالية لا يُنتظر منها التدخل في الشؤون السياسية للبلاد، إلا أن الملك في بريطانيا يحتفظ ببعض الصلاحيات الدستورية بصفته رئيسا للدولة، لعل أبرزها تعيين الحكومة، ففي اليوم التالي للانتخابات التشريعية البريطانية، يدعو الملك زعيم الحزب الذي فاز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان في مجلس العموم ليتولى رئاسة الوزراء ويشكل الحكومة، كما يتولى افتتاح البرلمان أو حله، الموافقة على مشاريع القوانين المقترحة من قبل مجلس العموم ومجلس اللوردات، كما أنه حافظ أسرار رئيس الوزراء، وله سلطة تعيين اللوردات في البرلمان ومنح الأوسمة وصلاحيات في حال حدوث أزمة دستورية خطيرة، كما يترأّس الكنيسة الأنجليكانية. هذا، ويُسمح للملك بممارسة صلاحياته الملكية "في حال حدوث أزمة دستورية خطيرة". وعندئذ، يسمح له بمخالفة نصيحة الوزراء لكن هذا الأمر لم يحدث في العصر الحديث. ويعتبر الملك في بريطانيا هو الحاكم الأعلى لكنيسة إنكلترا، وهو يملك سلطة تعيين الأساقفة ورؤساء الأساقفة. إلا أن هذه السلطة لا يمارسها إلا بناء على نصيحة لجنة كنسية.