تقف العديد من الدول والشّعوب عبر مختلف مناطق المعمورة مع الشعب الصحراوي في كفاحه من أجل الحرية والاستقلال، ولا تفوّت مناسبة لإبداء مواقفها الرافضة للانتهاكات المغربية والدّاعية إلى إقرار الشرعية الدولية من خلال تنظيم استفتاء تقرير المصير في الإقليم المحتل لتسوية آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية. وككلّ مرّة منذ نصف قرن، حظيت ذكرى تأسيس البوليساريو باهتمام بالغ، حيث وجهت اللجنة السويسرية لدعم الشعب الصحراوي، برقية تهنئة إلى الشعب الصحراوي وقيادته الوطنية جاء فيها، "قبل خمسين عاما، في 10 ماي 1973، تأسّست جبهة البوليساريو، بقيادة أمينها العام، الشهيد الولي مصطفى السيد، لمواجهة الإستعمار الإسباني ثم الإحتلال العسكري المغربي بهدف إنهاء الإستعمار، وليكون الشعب الصحراوي قادرا على العيش بكل حرية وفي كنف دولته المستقلة". وأضافت: "اليوم كما الأمس، الاستقلال هو الإجراء الصحيح الذي يخوض من أجله الشعب الصحراوي النضال"، مشدّدة على أن "الوقت قد حان ليعود المجتمع الدولي والأممالمتحدة إلى العمل بحرية تامة من العوائق المغربية المتعددة، لتنفيذ أهدافها في إنهاء الإستعمار والسلام في العالم". وأضافت اللجنة أنّ جبهة البوليساريو في 50 عاماً الماضية، تمكّنت من المُضي قدما بالدولة الصحراوية كبلد عضو مؤسّس في منظمة الإتحاد الإفريقي، معترف بها من قبل العديد من البلدان التي تتبنى القانون الدولي، وشدّدت على أنّها جهة فاعلة دوليا، ويجب الاعتماد عليها، سيما بعد انضمامها في 23 جوان 2015 إلى اتفاقية جنيف، وتوقيع البروتوكول الملحق رقم 1، باعتباره الممثل الشرعي للشعب الصحراوي، مطالبةً - في هذا الصدد - سويسرا بصفتها جهة الإيداع للإتفاقية، والمجتمع الدولي، إعطاء جبهة البوليساريو المكانة التي تستحقها بين الأمم، في مقابل التعامل مع النظام المغربي كقوة إحتلال ومعتدٍ على الشعب الصحراوي لما يقرب 50 عاما. واختتمت اللّجنة السويسرية لدعم الشعب الصحراوي برقيتها بهذه المناسبة الوطنية، بتجديد التضامن مع كل أطياف الشعب الصحراوي في الأراضي المحررة ومخيمات اللاجئين والأراضي المحتلة والمهجر، والصمود بكرامة في وجه مختلف التحديات من أجل إحقاق الحق في الحرية والاستقلال. وقفة بفرنسا تندّد بالاحتلال في الأثناء، خلّدت الجالية الصحراوية بفرنسا ذكرى مرور 50 عاما من كفاح الشعب الصحراوي الذي يتزامن مع الإعلان عن تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو). وبمناسبة هذا الحدث التاريخي نظّمت الجالية الصحراوية بفرنسا، وتحديدا بالعاصمة باريس، وقفة حضر فعالياتها إلى جانب الصحراويين المقيمين بفرنسا، عدد غفير من المتضامنين من عدّة دول. ورفع المتظاهرون شعارات معادية لنظام المخزن وشعارات داعمة لجبهة البوليساريو، ولتمسّكها بخيار المقاومة من أجل تحقيق الحرية والاستقلال وتقرير المصير. وقال أحد المشاركين في الوقفة، إنّ الشعب الصحراوي "من خلال هذه الفعالية يؤكّد من جديد الالتفاف حول جبهة البوليساريو، ممثله الشرعي والوحيد في مسار المعركة التي يقودها نحو الحرية والاستقرار، وتقرير المصير، ومسيرة البناء"، معربا عن "تمسّك الشباب الصحراوي بخيار الدولة الصحراوية في مواصلة معركة التحرير والبناء". حزب كاليسيون كناريا يجدّد دعمه من جهته، جدّد حزب كاليسيون كناريا دعمه القوي للنضال المشروع للشعب الصحراوي وقضيته العادلة من أجل الحرية والاستقلال، وذلك خلال تجمع نشطه الحزب بمدينة لاغونا. وحضر التجمع الإنتخابي الجالية الصحراوية بقوة وسط ترحيب كبير حضرته أيضا شخصيات سياسية وازنة تتقدمهم السيدة آنا أوراماس، العضو البارز في البرلمان الإسباني والمدافعة الشرسة عن القضية الصحراوية. السيدة آنا أكّدت أنّ الشعب الصحراوي لا يريد سوى الإستقلال، وأنّ موقف الحكومة الإسبانية سيظل عار على جبين من اتخذه ومن دعمه، مؤكّدة أن الباطل وإن طال أمده لا يمكن أن ينتصر على الحق. وشهدت القاعة التي احتضنت الحدث رفع الأعلام الصحراوية وسط هتافات الحاضرين نصرة لشعب يحظى بالاحترام، ولقضية عادلة حاضرة بقوّة في اهتمامات السياسيين والشعب الكناري. موقف قوي لحزب العمل النّرويجي أكّد حزب العمال النرويجي أنّ الاحتلال المغربي للصحراء الغربية يعد انتهاكًا للقانون الدولي، معتبراً أنه "لا مناص من أن ينال الإقليم استقلاله الآن"، في بيان اعتمده المؤتمر الوطني للحزب. وجاء في البيان: "يجب على النرويج تعزيز التزامها بالحل السلمي للصحراء الغربية التي يحتلها المغرب منذ عام 1975"، مضيفًا أنّه "يجب احترام حق الصحراويين المشروع في تقرير المصير والاستقلال". ووفاء منه لموقفه التاريخي من النزاع، شدّد الحزب على أنّ "الاحتلال المغربي ينتهك القانون الدولي، ولا مناص من أن تنال الصحراء الغربية استقلالها الآن". تجدر الإشارة أيضًا إلى وجود اتفاق بين الأحزاب النرويجية بشأن قضية الصحراء الغربية في النرويج، حيث تدعم جميعها النضال المشروع لشعب الصحراء الغربية من أجل الحرية وتقرير المصير والاستقلال.