وسط أجواء باردة للغاية، حطّت أقدامنا بمدينة الجسور المعلّقة (قسنطينة)، ولا يختلف اثنان في كونها مدينة معروفة بحسن الضيافة، وتتوفّر على إمكانيات ومنشآت عديدة، ممّا أهّلها لاحتضان إحدى محطات كأس إفريقيا للاعبين المحليين شان 2023 مؤخرا على مستوى ملعب الشهيد حملاوي، الذي بات من بين أجمل الملاعب الجزائرية، وكذا محطات في كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة. تملك مدينة قسنطينة الخبرة اللازمة لمثل هذه المواعيد، فبعد أن أبهرت الوفود الإفريقية ومسؤولي "الكاف" منذ أشهر قليلة فقط بمناسبة احتضان "شان" الجزائر بفضل حسن التنظيم والحضور القياسي للجماهير والعائلات القسنطينية التي خصت بها مدرجات ملعب الشهيد حملاوي، ها هو الآن على أتم الجاهزية لكتابة تاريخ جديد، سيبقى محفورا في تاريخ هذه الولاية. وكنّا جد متشوّقين لمعرفة أجواء كأس افريقيا لاقل من 17 عاما في مدينة العلم، حيث لاحظنا أن الكل يتحدث عن لقاء اليوم عن الدور ربع النهائي بين المنتخب الجزائري ونظيره المغربي، والمؤهل لنهائيات كأس العالم للشباب، سيما على مستوى ساحة الشهداء بوسط المدينة. وكانت لنا وقفة مع بعض الأنصار، حيث قال لنا محمد القاطن ببلدية الخروب: "الجزائر أعطت بعدا آخر لهذه البطولة رغم أنها لفئة أقل من 17 عاما ليس لها متابعة كبيرة، لكن عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني فإننا سنكون في الموعد"، قبل أن يضيف: "شخصيا سأكون حاضرا بملعب الشهيد حملاوي لمناصرة رفقاء الهداف مسلم أناتوف، قصد بلوغ المونديال رغم أن المهمة لن تكون سهلة". وتحدّث فوزي القاطن بحي علي منجلي: "الشارع الرياضي الجزائري الشغوف بالكرة المستديرة ضبط عقارب الساعة على موعد مع مباراة مهمة لنا، كل شيء جاهز، تشرفنا باحتضان الشان والآن نهائيات كأس إفريقيا للشبان، سنكون كلنا مع أشبال المدرب رمان..دامت أفراحنا ومرحبا بالجميع في مدينة قسنطينة". وسجّلت عديد العائلات حضورها بقوة في مباريات دور المجموعات بملعب الشهيد حملاوي، وهي بادرة تفاؤل لمواعيد رياضية هامة مستقبلا، كما أبدى مناصرو الفرق المشاركة ارتياحهم لمرافقة الجمهور لمنتخباتهم بالتشجيع على لعب كرة قدم جميلة.
عمليات التّنظيف والتّهيئة في كل مكان كما استحسن سكان المدينة عمليات التهيئة وإعادة الاعتبار التي استفادت منها أحياء وسط المدينةو في مقدمتها حي العربي بن مهيدي الذي تم تهيئته خلال شان 2022 واستعادته لواجهته، خاصة وأنه يعتبر من أعرق أحياء المدينة، كما تحدّث لنا الشاب مروان، موظف بشركة خاصة وسط المدينة، والذي ثمّن عمليات التنظيف والتطهير التي عرفتها شوارع وبنايات المدينة، الى جانب القضاء على الحظائر العشوائية والتمكن من استعادة مساحات كبرى لاستغلالها في مشاريع أخرى ترفيهية وسياحية تعيد بريق المدينة من جديد، وكذا تثمين المواقع السياحية والتاريخية التي أعيد لها الاعتبار من خلال تنظيفها وتهيئة الطرق المؤدية إليها. «الخضر" تأهّلوا لأوّل مرّة إلى المونديال من...قسنطينة لا يمكن للجزائريين أن ينسوا ملعب الشهيد حملاوي، لأنه شاهد على أول تأهل ل "الخضر" إلى المونديال بقيادة الثلاثي سعدان ومعوش وروغوف، حيث احتضن الملعب ثلاث مباريات تصفوية أمام السودان والنيجر، وفي اللقاء الفاصل أمام نيجيريا بعد فوز في لاغوس بهدفين دون، استقبل في الملعب في أواخر أكتوبر من سنة 1981، المنتخب الوطني نظيره النيجيري فوق أرضية اصطناعية، وكان الفوز بهدفين من بلومي وماجر مقابل هدف لنيجيريا، وتأهل الخضر الى أول مونديال من هذا الملعب، الذي صار الآن تحفة ما زالت مرشحة لمزيد من التعديلات، حيث توجد دراسة لتوسيعه، وتغطية كل مدرجاته في حالة فوز الجزائر بشرف احتضان كان 2025 أو 2027. السبّاحان صيود وسحنون...على خطى بولمرقة كما أنّ مدينة قسنطينة أنجبت أبطالا عالميين منهم بطلة 1500 متر، حسيبة بوالمرقة التي أهدت الجزائر أول ميدالية ذهبية أولمبية خلال أولمبياد 1992 ببرشلونة، وتمتلك حاليا قسنطينة أسماء عالمية في العديد من الرياضات على غرار السباحان جواد صيود وأسامة سحنون، وهما بطلان إفريقيان. ومن جهة أخرى، تمّ تدشين في ولاية قسنطينة مؤخرفندقا يعد تحفة في هندسته وهو فندق ألكسندر (غولدن توليب) بالخروب، من خمسة نجوم وهو إضافة للسياحة في قسنطينة، أما فندق ماريوت الرائع هو الآخر الذي لا يبعد عن مركب الشهيد حملاوي إلا بعشرات الأمتار، وهو أيضا من خمسة نجوم، فهو في خدمة مسؤولي من "الكاف" وضيوف قسنطينة، وتمّ تخصيص فندق إيبيس للصحفيين. من "شان 2022" مرورا ب "كان 2023" إلى...الألعاب العربية يمكن الإشارة إلى أنّ مدينة قسنطينة معنية باستضافة منافسات الألعاب العربية التي ستجرى ببلادنا، ابتداءً من 5 جويلية المقبل وإلى غاية 15 من ذات الشهر، بالإضافة إلى ولايات الجزائر العاصمة، عنابة، وهران وتيبازة.