انظمت روسيا الى الدول الداعمة لفرنسا في الحرب التي تخوضها في مالي ضد الجماعات الارهابية التي تسيطر على شمال البلاد، وتقدمت موسكو بعرض مساعدة لوجيستية على باريس لنقل الجنود والعتاد الحربي، لتنضم بذلك الى قائمة الدول التي ستقدم مساعداتها. كشف، امس، وزير الخارجية الفرنسية، لوران فابيوس، ان عددا من الدول منها افريقية، ستقوم بتوفير وسائل لوجيستية، لنقل القوات الافريقية المشكلة للبعثة الدولية لمساعدة الجيش المالي والمقدر عددها ب3300 جندي، وقال فابيوس في تصريح لاذاعة «اوروبا1»، ان «دولا افريقية واروبية ستوفر النقل الجوي للقوات المسلحة المتوجه الى مالي، كما ستساهم كندا ايضا في هذا الدعم اللوجيستي» واضاف « روسيا ايضا اقترحت وضع وسائل نقل حربي تحت تصرف الفرنسيين». وتأتي هذه الاستجابة الواسعة، لطلب الدعم الذي تقدمت به دول الايكواس وفرنسا للأمم المتحدة بتقديم دعم لوجيستي للعملية العسكرية الهادفة الى مكافحة الارهاب واستعادة الوحدة الترابية والوطنية لمالي، في اجتماعها الاستثنائي الاخير الذي عقد اول امس، بعاصمة نيجيريا ابيجان، والتي تم فيها التوقيع على نشر القوة الدولية التي نص عليها القرار الاممي 2085 الصادر في 22 ديسمبر الماضي، ولم تحدد دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا توقيتا دقيقا للشروع في نشر قواتها. وتؤشر المعطيات المتعلقة، بهذا الدعم اللوجيستي التي تشارك فيه القوى الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالامريكيةوروسيا التي انضمت الى القائمة، أمس، الى ان تكلفة الحرب في مالي ستكون باهضة الثمن، لن تستطيع فرنسا تحملها بمفردها، في ظل أزمتها الاقتصادية المتفاقمة، والتي كانت الدافع الرئيسي لعودتها الى مستعمراتها القديمة من بوابة التدخل العسكري ومكافحة الإرهاب، وبحسب كثير من المراقبين فإن شمالي مالي سيكون افغانستان الساحل الافريقي، مايعني ان قيمة هذه الحرب ستفوق ملايير الدولارات. وتتجه فرنسا ومعها الجيش المالي والقوات الافريقية الى ساحة حرب تبلغ مساحتها 822 كيلومتر مربع، ناهيك عن التضاريس الوعرة التي لا يعرفها الى اهالي المنطقة والجماعات الارهابية المتحصنة بها، وسيساعدها أسلوب حرب العصابات على استنزاف الجهد والقوت وإطالة أمد الصراع.