وافق برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس) على خطط التدخل في مالي وغينيا بيساو لاستعادة الأمن والاستقرارإلى الدولتين الواقعتين في غرب أفريقيا , واللتين شهدتا انقلابين عسكريين منذ عدة أشهر مما أدى إلى فراغ أمني. وذكر بيان للإيكواس أمس، أن رئيس البرلمان إيكي كواريمادو وهو نائبرئيس مجلس الشيوخ النيجيري , نقل الموافقة إلى رئيس كوت ديفوار الحسن وتارا خلالاجتماعهما في أبيدجان أمس .وكان الرئيس النيجيري حوناثان غودلاك قد طالب في الكلمة الافتتاحية لقمةالإيكواس منذ ما يقارب من أسبوعين زعماء غرب إفريقيا بالخروج بقرارات وصفهاب”الجريئة” لمساعدة كلا من مالي وغينيا بيساو على استعادة الأمن مشيرا إلى أن بلاده تؤيد بقوة القرارات والتوصيات التي أصدرها وزراء دفاع التجمع الاقليمي مؤخرا حول التدخل العسكري في مالي من خلال إرسال 3200 جندي إلى البلد الواقع غرب إفريقيا لاستعادة الأمن بها.و من جهته طلب رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا رئيس تكتل (الإيكواس)خلال قمة استثنائية عقد في أبوجا من دول العالم , مساعدة مالي وغينيا بيساو على استعادة الأمن في الدولتين الإفريقيتين لوضع حد لأعمال العنف والتطرف لافتا إلى أن قرارات قمة زعماء دول الإيكواس توصياتها بخصوص مالي وغينيا بيساو سيتم إرسالها إلى الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة للمصادقة عليها.وبعدما روجت باريس لصالح الحل العسكري في شمال مالي، لمدة أشهر، وقّع وزير الخارجية الفرنسية خرجة، بدت غامضة، بتصريح قال فيه :“إن باريس لا تنوي ابدا إرسال قوات حربية إلى شمال مالي، في موقف يعكس تخبط الإليزيه بخصوص الموقف من أزمة مالي على مقربة من زيارة فرانسوا هولند إلى الجزائر”.يقول وزير الخارجية الفرنسي، فابيوس الذي زار طرابلس، “إنه ليس لدينا اية نية على الإطلاق للتدخل على أراضي مالي”. وذلك توقيع اتفاق في ابوجا حول إرسال 3300 جندي افريقي إلى شمال مالي، ويؤكد فابوس ان قرار التدخل العسكري يعود إلى الأفارقة الذين كما يتعين عليهم التجمع وتوحيد قواتهم لكنه ترك مجال المناورة لبلده عندما قال “إن فرنسا يمكن ان تساعد في المجال اللوجستي”.ويحيل الموقف الجديد لباريس على ارتباك واضح، في القرار و الرؤية، حيال الحل المفترض في شمال مالي رغم أن قادة مجموعة الإكواس فصلوا في إرسال ألاف الجنود إلى منطقة الشمال، وتشير تصريحات فابوس بأن باريس تكون قد تراجعت عن حزمها المبالغ فيه بشن الحرب على التنظيمات المسلحة في شمال مالي ، ضمن معطيات جديدة. وطرحت تساؤلات حول هذا الموقف الجديد، وما إذا كانت الجزائر واحد من متغيرات طرحه، إذا ما علمنا إن الجزائر أبدت معارضتها الحرب في شمال مالي، في تصريح للناطق الرسمي للخارجية عمار بلاني قدم مباشرة بعد مصادقة دول الإكواس على قرار إرسال 3300 جندي إلى الشمال لملاحقة العناصر المسلحة، وثاني قراءة في الموضوع، تحيل على الزيارة المرتقب أن يؤديها الرئيس فرانسوا هولند إلى الجزائر، إذ أرادت باريس الإستيباق إلى موقف « يرضى» الجزائر ، ولعنت على حبل الأزمة المالية لتقول أنها لا تنوي إرسال قوات عسكرية فرنسية إلى المنطقة، تناغما مع موقف الجزائر، وحتى تضمن باريس التي تعاني من ازمة اقتصادية تفويت الزيارة بنجاح، قد يتضمن افتكاك صفقات أو مشاريع.