تعزيز ثقافة التبليغ والمواطن عنصر أساسي في المعادلة الأمنية تتجنّد مصالح أمن ولاية ورقلة تجنّدا كاملا في مواجهة ظاهرة الترويج للمخدرات والمؤثرات العقلية التي تشهد امتدادا مقلقا في مختلف الأوساط والفئات، يستغل من خلاله مروجو هذه السموم فئة الأطفال والشباب بشكل يستدعي استخدام مختلف الأساليب التحسيسية والردعية معا، من أجل تجفيف منابع هذه الآفة الخطيرة من جهة، ووضع حد لها لأرقام ضحاياها المخيفة من جهة أخرى. تشكل العملية التحسيسية خطوة أساسية للتوعية بمخاطر السموم التي أضحت خطرا قائما يستغل من خلاله بارونات المخدرات حتى فئة الأطفال، إلا أنها تلقى الرّدع المناسب من قبل المصالح المختصة التي تحاصر المروجين في كل مكان، ففي مقابل المد الخطير الذي تشهده ظاهرة ترويج المخدرات، تسجل المصالح العملياتية التابعة للشرطة القضائية بأمن ولاية ورقلة حصيلة رقمية تدل على احترافية كبيرة وجهود حثيثة في مكافحة الآفات، حرصا على حماية المجتمع من آثارها الوخيمة. وفي هذا الصدد، اعتبر ضابط شرطة رئيسي شعيب بن كانون، رئيس خلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن ولاية ورقلة، أن آفة المخدرات تعتبر مشكلة اجتماعية لابد من تضافر الجهود لمحاربتها خاصة من خلال التبليغ، في إشارة إلى أهمية تنمية "ثقافة التبليغ" لدى المواطن، لأنه يعد عنصرا أساسيا في المعادلة الأمنية. مراهقون في خطر وبالنظر لما تسجله هذه الآفة من انتشار في أوساط المراهقين والشباب، والأساليب التي يستخدمها المروجون من أجل استقطاب هذه الفئات وفي مختلف الأوساط بما فيها الوسط التربوي، فإن الجانب التحسيسي والتوعوي أضحى ضرورة وأولوية لوقف هذا التغلغل المقلق في أوساط المجتمع. وعملا بهذا المنظور تعمل خلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن ولاية ورقلة على تنفيذ برنامج تحسيسي توعوي متواصل ومستمر، بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية، ومنها مديرية التربية، وتستهدف من ذلك المؤسسات التربوية، خاصة في الطورين المتوسط والثانوي، ومديرية التكوين المهني والتمهين عبر مراكز ومعاهد التكوين المهني، والجامعة بمختلف كلياتها، بالإضافة إلى الإقامات الجامعية وبالتعاون مع الجمعيات الفاعلة في المجال الصحي والمهتمة بمكافحة المخدرات لتوضيح الأضرار الصحية ومخاطر الإدمان على الفرد والمجتمع. وفي سياق ذلك، كشف رئيس خلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن ولاية ورقلة أن هذه الآفة التي يستغل مروّجوها فئة القصر لنقل وبيع المخدرات، أصبحت خطرا حقيقيا على هذه الفئة، مشيرا إلى أن مصالح أمن الولاية جندت قواتها، خاصة أمام المؤسسات التربوية لتوقيف هؤلاء المجرمين، كما تعمل خلية الاتصال والعلاقات العامة على تحسيس أولياء التلاميذ من مختلف الأطوار للوقاية من مخاطر هذه الآفات. وبالحديث عن الأساليب المختلفة التي يستخدمها مروجو هذه السموم، أضاف أن هناك طرقا للترويج لهذه السموم باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي تشكل هي الأخرى منصات يستغلها مروجو المخدرات والمؤثرات العقلية للتواصل والترويج، ولهذا، تحرص المصالح المختصة من خلال فرقة مكافحة الجرائم السيبرانية التابعة لأمن ولاية ورقلة على متابعة ورصد كل المواقع ذات الصلة واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمحاربتها. عمل ميداني استباقي.. من جهة أخرى، فإنّ الردع أمر لا مفرّ منه، لمحاصرة بؤر الترويج للمخدرات والمؤثرات العقلية، حيث وفي إطار مكافحة الجريمة بمختلف أنواعها، لاسيما ما تعلق منها بالاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية، تعمل المصالح العملياتية للشرطة القضائية لأمن ولاية ورقلة، ومنها فرقة البحث والتدخل، وفرقة قمع الإجرام، وفرقة مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات، على محاربة هذه الجرائم، من خلال تكثيف العمل الميداني الاستباقي عبر تنظيم دوريات بإقليم الاختصاص وبالتنسيق مع السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة الاختصاص لاستصدار أوامر بتفتيش مساكن المشتبه فيهم، وحجز الكميات الموجودة في مساكنهم، وذلك بناء على معلومات تفيد بوجود كميات معتبرة من المخدرات أو بناء على بلاغات ترد عبر الدعائم الاتصالية ومختلف الأرقام التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني أو تطبيق "ألو شرطة". وسجلت المصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية ورقلة خلال فترة 4 أشهر من سنة 2023 حصيلة ثقيلة إلى حد ما، من المحجوزات، خاصة المتعلقة بالأقراص المهلوسة، حيث تم إنجاز 616 قضية خلال هذه الفترة، وبلغ عدد الأشخاص المتورطين فيها 695 شخص، كما قدرت الكمية المحجوزة من المخدرات والمؤثرات العقلية ب 24.305 كلغ من القنب الهندي و575.75 غرام كوكايين و300.528 قرص مهلوس. أما بالنسبة لحصيلة المصلحة الولائية للشرطة القضائية في مجال المخدرات خلال سنة 2022، فقد عالجت ذات المصالح 650 قضية وبلغ عدد الأشخاص المتورطين فيها 829 شخصا قدموا أمام الجهات القضائية المختصة وأصدرت في حقهم أحكاما قضائية مختلفة كما بلغت الكميات المحجوزة 26.300 كلغ من القنب الهندي و638.14 غرام كوكايين و479.562 قرص مهلوس من نوع بريغابالين.