تحفيزات لصالح جاليتنا تهدف إلى تخفيف وطء الابتعاد عن الوطن الجزائر مدرسة في احترام القانون الدولي والشرعية الدولية باعتراف الأممالمتحدة أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مساء الاثنين، بالعاصمة البرتغاليةلشبونة، إلتزام الدولة بحماية أفراد الجالية الوطنية في الخارج وبفتح الأبواب أمامها للمساهمة في تنمية الوطن. في لقاء جمعه مع ممثلين عن الجالية الوطنية المقيمة بالبرتغال، في مستهل زيارته إلى هذا البلد الصديق، قال الرئيس تبون إن الدولة الجزائرية حريصة على «حماية أبنائها في المهجر والدفاع عنهم في حال تعرضهم للتعسف في الدول التي يقيمون بها، مع احترام سيادة تلك الدول». وذكر بهذا الصدد، بتكليف الممثليات الدبلوماسية للجزائر في الخارج بتولي مهمة توكيل هيئة دفاع عن أيّ جزائري يتعرض للمضايقة أو التعسف. كما استعرض مختلف الإجراءات والتدابير التي أقرها لفائدة أفراد الجالية، على غرار تخفيض أسعار الرحلات الجوية بهدف ضمان تواصلهم المستمر مع الوطن وكذا تمكينهم من الاستفادة من التقاعد على مستوى الصندوق الوطني للتقاعد، إلى جانب تحفيزات أخرى، يؤكد رئيس الجمهورية أن الهدف منها هو «تخفيف وطء الابتعاد عن الوطن». في سياق ذي صلة، استمع السيد الرئيس باهتمام الى آراء ومقترحات بعض المتدخلين، ومنها اقتراح عقد ندوات وطنية دورية تجمع الكفاءات الوطنية المتواجدة في الخارج، حيث رحب بهذا المقترح، شريطة أن تكون هذه الندوات متخصصة وتتم «بمبادرة من النخبة الجزائرية التي ستجد كل الترحاب في وطنها». في هذا الصدد، نوه الرئيس تبون بمستوى الكفاءات الجزائرية في الخارج، مؤكدا أن «الجالية الوطنية أصبحت نخبوية والأبواب مفتوحة أمامها للمساهمة في تنمية البلاد». وفي كلمته، قال رئيس الجمهورية إن الالتقاء بجزائريي المهجر هو «سنّة حميدة دأبت عليها الدولة الجزائرية للتواصل معهم بهدف طمأنتهم بشأن الوضع في البلاد والاستماع الى انشغالاتهم». ولدى تطرقه إلى العلاقات الثنائية مع لشبونة، وصف السيد الرئيس هذه العلاقات ب»التاريخية والطيبة»، مؤكدا أن البرتغال «دولة صديقة بأتم معنى الكلمة»، مذكرا بدعم الجزائر للثوار البرتغاليين ضد الدكتاتورية ولإقامة الديمقراطية. كما أعرب رئيس الجمهورية عن الرغبة المشتركة لقيادتي البلدين من أجل «توطيد العلاقات في المجال الاقتصادي»، مضيفا أن الجزائر تسعى إلى تدارك الأمور واستغلال الفرص التي تم تضييعها في السابق بتطوير التعاون الاقتصادي مع البرتغال وذلك على أساس «النهج الجديد الذي تبنته الجزائر ببناء اقتصاد قوي خلاق للثروة ولمناصب الشغل، يتجاوز الإيديولوجيات ويعود بالفائدة على أبناء الوطن». وفي رده على سؤال حول العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية في الفترة الأخيرة، اعتبر الرئيس تبون أن الجزائر حاليا تعد «مدرسة في احترام القانون الدولي والشرعية الدولية وذلك باعتراف هيئة الأممالمتحدة وأمينها العام». وذكر الرئيس، من جهة أخرى، بأن الجزائر «كانت على شفا حفرة من الانهيار، لولا الوقفة الوطنية للشعب الجزائري في الحراك المبارك الذي سار بالجزائر الى الانتخابات وأبعد العصابة». ممثلو الجالية يشيدون باهتمام الرئيس بالكفاءات أشاد ممثلون عن أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالبرتغال، مساء الاثنين، بلشبونة، بالاهتمام الخاص الذي يوليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، للكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج. وعلى هامش اللقاء، الذي جمعهم بالرئيس تبون، في مستهل زيارة الدولة التي يقوم بها إلى البرتغال، أشاد أفراد الجالية ب»المكانة الخاصة» التي تمنحها الجزائر الجديدة تحت قيادة رئيس الجمهورية لأبنائها في المهجر. واعتبر أفراد الجالية، أن هذه المكانة تجسدت في عديد التحفيزات والتسهيلات والتدابير الهامة التي أقرها السيد الرئيس والتي تهدف إلى تعزيز صلة أفراد هذه الجالية بوطنهم الأم وإشراكها فعليا، بصفتها قوة تأثير واقتراح في مسار التنمية الذي باشرته الجزائر. في هذا الصدد، قال إيهاب شنين وهو رئيس جمعية «كازا ألجيرينا»، قيد التأسيس، إن «الجالية الوطنية جزء من المجتمع الجزائري وامتداد طبيعي له وتريد المشاركة في مسار التنمية والمساهمة في بناء الجزائر الجديدة التي أصبحت مبعث فخر لكل جزائري في الخارج، بفضل الإنجازات المحققة في الداخل والخارج». وأضاف المتحدث، أن الجزائريين المقيمين بالبرتغال، على قلة عددهم، إلا أنهم «متموقعون بصفة إيجابية في مختلف القطاعات والمؤسسات البرتغالية»، مشيرا إلى أن الهدف من تأسيس الجمعية هو «خلق روابط بين أفراد الجالية والتعريف بالجزائر على مستوى المجتمع المدني البرتغالي». بدوره ثمن الباحث الجامعي الدكتور مراد عاتي، حرص رئيس الجمهورية على الإلتقاء بجزائريي المهجر في كل مرة، مؤكدا أن «الجالية الجزائرية مجندة لتيسير التواصل بين المؤسسات والمتعاملين في كلا البلدين». ونقل شعور الجزائريين المقيمين في البرتغال ب»الفخر والاعتزاز»، نظرا ل «العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية وتأديتها لأدوار رائدة في العالم»، مشيرا إلى ردود الفعل «الإيجابية» التي يلمسها لدى البرتغاليين تجاه الجزائر. من جهته، اعتبر الأستاذ في جامعة لوزوفن محمد بوبزاري، أن من شأن زيارة الرئيس تبون إلى البرتغال، إتاحة فرص أكبر للتعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك من خلال محاولة «تذليل الصعوبات والإجراءات الإدارية المعقدة التي تحول دون تحقيق تعاون فعال بين المؤسسات الجامعية والبحثية في كلا البلدين».