تشكل الجزائر الحبيبة ثقلاً وطنياً وإشعاعا ثورياً للقضية الفلسطينية بحكم ثقلها الديمغرافي ومخزونها الحضاري والتاريخي وموقعها الجغرافي، واعتبارها مركزا ثقافيا وسياسيا للعالم العربي وينبثق ذلك من دورها السياسي، بصفتها مكوناً أساسياً من مكونات الدفاع عن قضايا الأمة وبما ينسجم مع تاريخها الطويل في دحر الاستعمار.. السياسة الخارجية الجزائرية في عهد السيد الرئيس عبد المجيد تبون، تستند في تحركاتها إلى مبادئ عامة واضحة تعبر عن تطلعات الشعب الفلسطيني وميراثها الحضاري ودورها الإقليمي من ناحية، وتعبر عن القيم الدولية والإقليمية السائدة من ناحية أخرى. وتهدف هذه المبادئ بصفة عامة إلى الحفاظ على منجزات الأمة على أساس نيل فلسطين استقلالها واجتثاث المحتلين الصهاينة الغزاة. وفي الحقيقة.. تشكل الجزائر السند الكبير للشعب الفلسطيني وقضايا الأمة كلها ويأتي هذا الدور البطولي من مخزونها الثوري والحضاري والتاريخي وموقعها الجغرافي، واعتبارها مركزا ثقافيا وسياسيا للعالم العربي في عهد الرئيس تبون، كمشروع يهدف إلى تحقيق الوحدة والتنمية والنهضة العربية. هذا الأمر، أهّل الجزائر لتلعب دور الدولة النموذج سياسيا التي يتوجب عليها نتيجة لثقلها القيادي في المنطقة على نحو يعيد دور الأمة وتأثيرها في السياسة الدولية، إذ يعيش الفضاء العربي تحولات جذرية على مستوى بنياته الأساسية، أفضتها استتباعات تاريخية، لذا قامت السياسة الجزائرية الوطنية بمناهضة هذا التوجه، والعالم كله شاهد على الحملة الدبلوماسية القوية لتجنيد موقف افريقي رافض لوجود كيان الاحتلال الغاصب في القارة الإفريقية، وقام باتصالات وجولات دبلوماسية أثمرت عن موقف قوي معارض لوجود كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب، فالجزائر الحبيبة عودتنا على حمل الهم الفلسطيني في كل المحافل العربية والدولية، وفي إحياء الذكرى 75 المؤلمة للشعب الفلسطيني، احتضنت الجزائر بالمركز الدولي للمؤتمرات، أعمال الندوة الدولية المخلدة للذكرى ال75 للنكبة الفلسطينية تحت شعار "النكبة جريمة مستمرة والعودة حق، واشرف على تنظيم الملتقى الدولي وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، وبمشاركة سفارة دولة فلسطينبالجزائر.. العديد من القيادات الفلسطينية شاركوا في هذا الملتقى، ومنهم رئيس المجلس الوطني الفلسطيني الذي أكد أن أرض فلسطين عربية، داحضاً الرواية الصهيونية الكاذبة، بالتطرق إلى تاريخ وجود الفلسطيني على أرضه وإقامة الكيان الصهيوني لفصل الشرق العربي عن غربه، لافتا إلى أن "النكبة لا تتعلق بالشعب الفلسطيني لوحده، وإنما هي نكبة أمة بكاملها.. الدكتور أحمد أبوهولي، عضو اللجنة التنفيذية رئيس دائرة شؤون اللاجئين ورئيس اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، شدد من جهته على أن الشعب الفلسطيني يخوض معركة الصمود والتصدي والثبات ضد الاحتلال الصهيوني واعتداءاته وممارساته التعسفية، وأشاد أبو هولي بثبات مواقف الجزائر قيادة وشعبا مع القضية الفلسطينية، وكذا برفضها المطلق للتطبيع مع الكيان الصهيوني، مذكرا بتشديد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بكون الجزائر لن تكون أبدا طرفا في أي اتفاقات تطبيع و«لن تشارك فيها ولا تباركها"، ومن هذا المنطلق، تطرق إلى الدور الذي تلعبه الجزائر في دعم القضية الفلسطينية عبر التاريخ، وبكونها أول من اعترف بدولة فلسطين. ولفت د. أبو هولي إلى أن النكبة الفلسطينية شكلت أكبر عمليات للتطهير العرقي هي تلك التي مست الشعب الفلسطيني، والتي لا تزال تداعياتها مستمرة بسبب رفض الكيان الصهيوني الانصياع لقرارات الشرعية الدولية ومواصلة عدوانه، وعجز المجتمع الدولي عن إرغامه. شكرا الجزائر الحبيبة رئيساً وحكومة وشعباً وستظل الجزائر الحبيبة قبلة الأحرار ومخزن الثورة والثوار وقلعة الحرية ومنبرها الذي يشع حضارة وفكرا وحرية