لا ترتيب للولايات في نسب النجاح لأن الظروف والإمكانيات تختلف تجهيز 1200 ابتدائية بالألواح الالكترونية قبل الدخول المدرسي المقبل أشرف وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، على إعطاء اشارة انطلاق امتحان شهادة البكالوريا 2023 من ولاية ورقلة، وسط ظروف هادئة و»انطلاقة موفقة، على أن تستمر نفس الأجواء التي تميز سير الامتحان على مدار خمسة أيام على حدّ وصف الوزير بلعابد. في كلمته على هامش إعطاء انطلاق أحد أهم امتحان في المنظومة التربوية الجزائرية من مركز امتحان متوسطة الشهيد مرخوفي حسين بولاية ورقلة، وصف الوزير بلعابد أجواء سير الامتحان ب» الانطلاقة الموفقة على أن تستمر طيلة أيام الامتحان». وأضاف الوزير أن هذا الامتحان يكتسي أهمية بالغة في المجتمع الجزائري قائلا «هذا الامتحان له مكانة وازنة ومؤثرة في المجتمع الجزائري لذا يحظى بمتابعة واهتمام شديدين»، مشيرا إلى أن الأساتذة هم أعمدة القطاع، ومن أهم أولويات وزارة التربية ومؤسساتها المحلية هو حماية المربّي. وذكّر الوزير بما تقرّر في قانون العقوبات من تشديد لعقوبة كل من تسوّل لهم أنفسهم الاعتداء على الأساتذة أثناء تأدية مهامّهم، وجدّد الوزير وصفه للمواد القانونية التي جاءت لتعزّز من حماية الأستاذ باللّبنة والدعامة التي تتيح للأساتذة أداء مهامهم وسط ظروف آمنة. وحول ما يرافق الامتحان من تذبذب في الانترنيت وحجب لمواقع التواصل الاجتماعي، أوضح وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد أن الحلول البديلة هي قطع السلوكات الدخيلة على المنظومة التربوية، والذهاب سويا كقطاع تربية ومجتمع وصحافة ومختلف الفواعل في الشأن التربوي الى محاربة ظاهرة الغش، وظاهرة نشر المواضيع فور توزيعها في مراكز الإجراء. وفي ذات السياق أوضح بلعابد انه بفضل الإجراءات التي اتخذتها الدولة، فظاهرة الغش في تراجع كبير، مشيرا الى أن مصالحة تنسق مع وزارة العدل ومؤسسات سيادية لمحاربة هذه الظاهرة، مجدّدا تذكيره باللجنة الولائية التي يترأسها النائب العام لكل ولاية وتضم ممثلي الأجهزة الأمنية للعمل على ردع الظاهرة ومن ثبت تورطه في هذه السلوكات السيئة والمقيتة، وسيتم إيداع كل من ثبت تورطه في هذه السلوكات. ومن جانب آخر أكد الوزير بلعابد أن مواضيع امتحان شهادة البكالوريا لن تخرج عن ما تم تقديمه للتلاميذ الأقسام النهائية حضوريا، وأضاف أن من أسمى وأكبر غايات امتحان شهادة البكالوريا أوشهادة التعليم المتوسط هو مبدأ تكافؤ الفرص، وأضاف أن هناك موضوعا واحدا ووحيدا لكل أبنائنا المترشحين لاجتياز هذا الامتحان، وهذا من اكبر لبنات ودعائم مبدإ تكافؤ الفرص. وذكّر وزير التربية الوطنية باجتهاد الوصاية في اختيار فترة توافقية تستجيب لمتطلبات إتمام البرنامج، مشيرا الى جهود الدولة في توفير قاعات امتحان وتمدرس مكيّفة وكل مستلزمات السير الحسن. وفي ذات الصدد نفى وزير التربية وجود أي تصنيف للولايات يتم الأخذ به في نتائج البكالوريا، قائلا « نحن لا نصنف بل نشخص ونعاين ونعالج، ولقد امتنعنا عن تصنيف وترتيب الولايات لأن الظروف والإمكانيات وحتى الجغرافيا تختلف، وهدفنا هو التعاطي السريع والايجابي مع كل الوضعيات في كل الولايات». وعن الكتاب المدرسي الرقمي ذكّر الوزير بأنه تم اعتماد الكتاب الرقمي مجانا لأبنائنا دون استثناء ل 5 ملايين و600 ألف تلميذ بالطور الابتدائي، وهو موجود في أطوار تعليمية أخرى وأعطى أريحية كبيرة وسندا تربويا رقميا بالإضافة الى دعم آخر وهو تخفيف وزن المحفظة بالنسبة لتلاميذ التعليم الابتدائي. وبالنسبة للألواح الالكترونية أشار الوزير أن مصالحه ماضية في تنفيذ تعليمات وقرار رئيس الجمهورية بتجهيز المدارس الابتدائية بهذه الألواح الالكترونية، كما كشف الوزير عن تجهيز قرابة 1.200 مدرسة ابتدائية بالألواح الالكترونية قبل الدخول المدرسي المقبل. ويجتاز أزيد من 790 ألف مترشح امتحان شهادة البكالوريا، قرابة ال 34 بالمئة منهم مترشح حر، موزعين على 2.674 مركز إجراء وسيصحح على مستوى 88 مركز تصحيح، فيما تحصي الوصاية 18 مركز للتجميع والإغفال بالإضافة الى مركز واحد للإعلان عن نتائج الامتحان قبل 20 جويلية المقبل، ويعتبر ناجحا في الامتحان كل من تحصل على معدل يساوي أو يفوق 10 من 20، حسب الوزير بلعابد. وتوجّه السيد الوزير بالشكر الى كل أجهزة الدولة والدوائر الوزارية والأسلاك الأمنية التي ساهمت بفعالية في تنظيم امتحان بحجم البكالوريا. واعتبر الوزير عبد الحكيم بلعابد أن النقاش على المناهج والبرامج الدراسية علامة صحية ودلالة على وعي المجتمع وإدراكه بأهمية دور المدرسة في صنع الأجيال. وقال بهذا الصدد، «نحن نعمل على إصدار برامج جديدة، تأخذ بعين الاعتبار كل ما يخدم أهداف التربية والتعليم وكل ما يفيد الشخصية والهوية الوطنية وأخلاق المجتمع وكل المستجدات والمتغيرات الحاصلة في العالم والمقاربات الحديثة والجديدة في التدريس بما يواكب البرامج المتطورة في العالم»، مشيرا إلى أن هذه البرامج ستنصب في وقتها للمضي إلى مستوى آخر من التدريس والتعليم في الجزائر. مؤشرات إيجابية لتدريس الإنجليزية في الابتدائي وذكّر الوزير أن نتائج مادة اللغة الإنجليزية كانت ممتازة، كما أن نسبة النجاح في هذه اللغة فاقت 90 في المائة، معتبرا على أن كل المؤشرات الأولى لتقييم سنة من تدريس هذه اللغة في المستوى الثالث من التعليم الابتدائي إيجابية جدا. وأشار هنا إلى أن مجلس الوزراء المنعقد يوم 28 ماي 2023، كان قد تطرق إلى قرار إستراتيجي جاء في وقته لرص أركان هذه اللغة في النظام التربوي الجزائري ويتعلق الأمر بالشروع الفوري في تكوين أساتذة التعليم الابتدائي في اللغة الإنجليزية على مستوى المدارس العليا للأساتذة، حيث سيشرع خلال الدخول الجامعي المقبل حسبه في تكوين رتبة أستاذ التعليم الابتدائي للمادة اللغة الإنجليزية. المدرسة مستهدفة ولابد من تضافر الجهود لحمايتها من جانب آخر تطرق وزير التربية الوطنية إلى ضرورة تكاتف الجهود لتعزيز مناعة المدرسة وحصانتها من آفة المخدرات والمؤثرات العقلية ومخاطرها، مشيرا إلى أن المدرسة مستهدفة لذا يسعى قطاع التربية وفي إطار برنامج حكومي لمحاربة هذه الظاهرة وكذلك لردع كل من يريد إقحام المدرسة في هذه الظاهرة التي يجب محاربتها بالتحسيس والإعلام وبالأدوات القانونية المتاحة أيضا. وصرح الوزير بأنه قد تم الشروع في حملة تدوم طويلا وستعرف فعالياتها تنظيم تظاهرة رياضية يوم 17 من شهر جوان الجاري بمشاركة تلاميذ من كل ولايات الوطن تحت شعار نعم للرياضة ولا للمخدرات، معتبرا أن تحييد المدرسة وتعزيز مناعتها وحصانتها من هذه الآفات يتطلب جهودا تبدأ من داخل المدرسة بتعاون المؤطرين والأساتذة والمستشارين والإدارة كما أن على المجتمع والإعلام أن يلعب دوره كذلك لمساعدة المدرسة وحمايتها من هذه المخاطر.