أخواتنا الأسيرات...تيجان رؤوسنا...صبراً صبراً..آل ياسر..صبراً يا تيجان رؤوسنا، الحرية قريباً بإذن الله، لن يدوم السجن والسجان لأنّنا مؤمنين إيماناً راسخاً بالله جل شأنه، وبأن القيود ستنكسر وأنّ الليل زائل. يا دامي العينين والكفين إنّ الليل زائل لا غرفة التوقيف باقيةٌ ولا زرد السلاسل نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل وحبوب سنبلة تجف ستملأ الوادي سنابل أخواتنا..يا تيجان رؤوسنا، لكنّ أعطر باقات الورد، سلام..سلام..سلام، سلام لكنّ وأنتن تنتفضن في وجه الطغيان، سلام لكنّ وأنتن تصرخن في وجه الظلم والظالمين، سلام لكنّ وأنتن الصادقات المؤمنات، المناضلات، سلام لكنّ، أخواتنا وأنتن تحملن راية فلسطين خفاقة عالية، سلام لكن وأنتن تنتصرن على المحتل النازي الإرهابي الصهيوني، رفعتن هاماتنا بصمودكن الأسطوري، صمودكن وشجاعتكن ربطت على قلوبنا، وشحذت هممنا، فأنتن من لقن المحتل الصهيوني الغاصب دروساً، بأنّ فلسطين لأبنائها، وعلى الغرباء الرحيل، إصطفاكن الله، لترسمن حدود الوطن، بالْحرية رغم الْقيْد ورَغم تبدد الظلام، نقول للعالم الصامت الذي أدار ظهره لمعاناة الأسيرات والأسرى، أين أنت أيها العالم الظالم؟ وأين منظمات حقوق الإنسان ورؤسائها الذين يتشدقون بالرقي والتقدم وحقوق الإنسان؟ أين؟ وأين؟ ونسأل ألم تسمعوا عن الإعتداء على الأسيرات؟ لقد اعتدت قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال على الأسيرات في سجن الدامون بالضرب ورش غاز الفلفل، وعزلت ممثلة الأسيرات ياسمين شعبان، فيما صعّد الأسرى من خطواتهم الاحتجاجية ضد ممارسات الاحتلال. أما أنتم يا أبطالنا، يا عمالقة الصبر، أيها الأوفياء: ارتقيتم بأرواحكم وسموتم بها إلى العلياء ورفعتم فلسطين بين الأمم، وسجّلتم نضالاتكم في عمق التاريخ، سلامٌ سلام سلامٌ من الله عليكم وسلامٌ منا إليكم، يا من رفضتم الذل والهوان وصرختم في وجه الطغيان، أيّها الصادقون في زمن الزيف والباذلون في زمن الغدر سلامٌ سلام. تلك المعارك التي تخوضونها ضد جبروت السجن والسجان، أنتم الرجال..الرجال رجالات فلسطين وأبطالها فإن عدونا هو الأضعف والأقبح والجبان والمعتدي. عدونا الفاشي والإرهابي والنازي هو حلف الشيطان والأمريكان وأعداء الإسلام، ولقد تجلى الشيطان الأكبر بحلفه الإجرامي في حكامٌ بثوبٍ وعقال تكشفت لنا خيانتهم، ومدى عمق مخططهم ومدى تكالب أذيالهم من عبدة الدينار والدرهم، فلقد تلطّخت أيديهم بدماء أهل الإيمان، تلطخت أيديهم بقتل الطفولة وقتل الإنسانية وقتل الوجود لكننا سننتصر، نعم سننتصر، فقوة الله وعدالة السماء تأبى إلا القصاص من القتلة والمجرمين، ونقول لأَنياب المغتصب والمحتل، والدول الاستعمارية، تلك الدول التي انعدمت بها مبدأ الْإِنسانية، إنهم لا يعرفون معنى الفضيلة والأعراف، دول استعمارية تساند المحتل الذي يقتل الأطفال ويقطع الأشجار، ويبدّد الحقوق ويمحق الأمنيات، محتل جاء بِمؤامرة من الدول الاستعمارية ليضع فلسطين تحت سيطرته. لكن لَ سبيل لتحقيق ذلك، جاء باستيطانه وحكمه المستبد ليحرم أبناء الشعب الفلسطيني من حقهم بالحرية، ويضعهم خلف قيود بدّدت فيها أمنياتهم، ولَكِن قلوبهم مَا زالتْ مشعة بالْحرية رغم الْقيد ورغم تبدد الِاستيطان، ونقول لأبطالنا الأسيرات والأسرى، رفعتم رؤوسنا عاليا، وأنتم خلف قبضان الْعدو، نزف لَكم مِنْ الْكلمات مَا تشحذ بِه الْهمم ويربط به على القلوب، عائلات الأسيرات يتابعن بألم ووجع ظروف الأسيرات، حيث أنه تم إبلاغهم قبل أيام بممارسات الاحتلال بحق والاعتداء عليهن بعد عملية القدس التي أسفرت عن مقتل سبعة مستوطنين. قوات القمع داهمت غرف الأسيرات وأفرغتها من كامل مقتنياتهن وأغلقتها لغاية مساء اليوم التالي، لتنغيص حياة الأسيرات. أيّها السّادة الأفاضل: إن ظروف الأسيرات داخل السجون سيئة جداً، ولا تحتمل فرض عقوبات جديدة عليهن. وقد تم الاعتداء من قبل قوات القمع على بناتنا المناضلات، وواجهن ظروفت صعبة جداً خلال السنوات الماضية ومنهن من مضين من محكومياتهن عدة سنوات، التضامن الشعبي الواسع مع الأسيرات يجب تفعيله، وتفاعل الجماهير يرفع معنويات الأسرى والأسيرات ويدعهم في معركتهم ضد سجانيهم. أخواتنا الأسيرات الماجدات، أحرقن الغرف في سجن الدامون وفق بيان هيئة الأسرى، احتجاجاً على اعتداء إدارة السجن عليهن بالضرب وقنابل الغاز وفرض عقوبات قاسية، إلى جانب عزل أخوات في زنازين أخرى، وأفادت هيئة الأسرى بأنّ إدارة سجن عوفر أغلقت كافة أقسام سجن عوفر، فيما أرجع الأسرى وجبة الإفطار، وطالبوا بإجراء اتصال هاتفي مع الأسيرات للوقوف على تفاصيل الأوضاع عندهن، وأنّ الأسرى أبلغوا إدارة السجن بأنّ الأسيرات خط أحمر، ولن يسمحوا بالمساس بهن، لكنّ المجد يركع يا أخواتنا وتيجان رؤوسنا، أنا على موعد معكن ومع أبطالنا الأسرى قريباً بإذن الله.