أيّ إيمان، وأيّ عزم، وأيّ بطولة؟! أيّ صدق، وأي طهر، وأيّ نقاء!! أيّ تواضع..أيّ حب..وأيّ وفاء؟ أيّ مناضل هذا المُترع عظمة، وأمانة، وسمواً؟ إن الذين بهرتنا نضالاتهم وصمودهم، نفتديهم بأرواحنا، إنّهم قناديل الحرية، وعمالقة الصبر الذين حملوا فلسطين في عقولهم وقلوبهم وحدقات عيونهم، من خلف قضبان سجون الموت الصهيونية الإرهابية والنازية الفاشية، يسطّر أبناؤنا الأسرى الأسيرات والأسرى الأبطال سجلات المجد والفخار التي تزخر بالعزة والشموخ والتضحية والفداء، عمالقة الصبر الذين ضحوا بكل ما يملكون، من أجل فلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. لقاؤنا اليوم مع فارس من هؤلاء الرجال العظماء، الذين أثروا الإنسانية بنضالاتهم وفكرهم وصمودهم، وتحديهم للقتلة الإرهابيين من سجاني وسجانات العدو الصهيوني الإرهابي النازي الفاشي، مع القائد الكبير وليد دقة، الأسير القائد وليد دقة الذي يبلغ من العمر 59 ربيعاً والذي ولد في مدينة باقة الغربية، إحدى مدن المثلث شمال فلسطينالمحتلة. السّادة الأفاضل: من ركام الألم تنبثق قامات العزّة والرّجولة والشّهامة والابداع، ومن شلال العذابات، أخذ البطل العملاق يقارع المحتلين الغزاة، ويضرب الاحتلال في زنزانته التي حولها الى مدرسة وطنية مبدعة، بفكره المستنير وآرائه الثرية القوية، فتارة يدك حصون السجون الحديدية بصموده الأسطوري وتارة يُنتج كتباً فكرية، وتارة يبحر في الأدب ليثري قصص الملحمة البطولية للأسرى وتارة يكتب المقالات سياسية والثقافية. إنّنا أمام مفكّر ومناضل صلب، وأحد روّاد الحركة الأسيرة، إنّها قصة بطولة أسمى ما عرفت الدنيا من إبداع ورجاحة عقل وسداد رأي أطل على الدنيا بوجهه الجميل، وسجل سجلاً حافلاً بتحدي السجن والجلاد، عندما أنجب ميلاد وليد دقة قبل نحو عام، ليثبت للعالم كله أسطورة الفلسطيني المناضل والمبدع، حيث كان زواجهما وعقد قرانها في عقر سجن عسقلان، قصة ستتحدث عنها الأجيال وقصة لم تُرو من قبل، وسابقة لم تتكرر في تاريخ السجون الصهيونية الإرهابية والنازية الفاشية وليد دقة..الثائر الذي أبصر بعينيه نور القدس، ومن أزهار شقائق النعمان استنشق عبق البطولة ورائحة المسك التي تفوح من دماء الرجال، الذين صدقوا الله فصدقهم فحق لهم أن يكونوا تيجان رؤوسنا، الثائر وليد الكاتب والمفكر ومعه أبطالنا الأسيرات والأسرى حولوا سجون ومعتقلات دولة الاحتلال، الى ثورة على الواقع الإعتقالي بإرادة قوية تقهر المحتلين وتحويل السجون الى مدارس وطنية، والتطلع الى الحرية والحياة والمشاركة في بناء المجتمع الفلسطيني. وفي الحقيقة: إرادة الأسيرات والأسرى حوّلت المعتقلات الصهيونية الإرهابية والنازية الفاشية من محنة إلى منحة يستفاد منها، ومن عتمة الزنازين إلى منارات، وقلاع ثورية مشرقة، وجعلوا من سجونهم مدارس وجامعات فكرية متعدّدة ومتنوّعة، خرجت أجيالاً متعاقبة من المتعلّمين والمثقّفين المبدعين. السّادة الأفاضل: الرّحلة النّضالية التي يعيشها الأسيرات والأسرى الأبطال أثرت الإنسانية بإبداعاتهم العلمية، وذلك بالالتحاق بالجامعات الفلسطينية والعربية والدولية، في الوقت نفسه محاولات الاحتلال الصهيوني المتكررة لإحباط هذا التوجه، وعرقلة جهود الأسرى في استغلال فترات الاعتقال الطويلة بشكل منتج يخدم قضيتهم. أبناؤنا روّاد الحركة الأسيرة أصبحوا علماء وأخصائيّين في مختلف التخصصات، رغم محاولات مصلحة السجون الصهيونية إدخال الكتب التعليمية، وتوفير القاعات والصفوف الدراسية، وعاقبت من يقومون بتقديم الدروس والمحاضرات. وبالرغم من الظروف القاسية والمضايقات المريرة فى السجون، نجح الأسيرات والأسرى في تحويل سجون الموت محنة إلى قلاع علمية رائدة، وجعلوا من سجونهم مدارس وجامعات فكرية متعددة، ولعل إسهاماتهم الفكرية والثقافية في ساحات الثقافة العالمية دليل دامغ على إبداعاتهم، وأمام قسوة الأوضاع ووحشية الممارسات العدوانية في سجون الموت ورغم وسائل التعذيب الجهنمية وأصناف التنكيل على مرّ عقود الصراع ضد الاحتلال ومحاولة الانتقام منهم بهدف كسر شوكتهم، ولم يدع الاحتلال وسيلة لقتل الأسيرات والأسرى إلا ولجأ اليها لقهر الابطال، ولكن أبطالنا كانوا لهم بالمرصاد.. ومن قبيل الخسّة والنّذالة، يلجأ المحتل الصهيوني الارهابي الى تنفيذ سياسة الإهمال الطبي البغيض التي تهدف إلى تصفية أبطالنا، وقد لجأت سلطات سجون الموت الارهابية إلى عدم تقديم العلاج المناسب للقائد والمفكر وليد دقة، بعد تدهور خطير طرأ على وضعه الصحي. وللأسف هناك إصرار من الاحتلال على تجاهل الوضع الصحي الأسير دقة بعد اكتشاف إصابته بالسرطان، والذي يتطلب متابعة صحية مكثفة ومستمرة، إلا أنّ الاحتلال كعادته ينتهج جريمة الإهمال الطبي بحقه، وفرض حالة من التعتيم على أوضاعه الصحية دون معاينة وتشخيص لمرضه الخطير. الأسير أبو ميلاد شفاه الله وعافاه أصيب بالتهابٍ رئويٍ حاد وقصور كلوي، ممّا يشير إلى نية صهيونية لانتهاج سياسة الإعدام البطيء بحقه، خصوصاً وأن المشفى التي يتواجد بها تفتقر إلى المقومات الطبية، حيث حوّلها الاحتلال إلى مسالخ يرتكبون فيها الأخطاء الطبية، وينتهجون سياسة الإهمال الطبي بحق عشرات الأسرى المرضى، الأمر الذي يعتبر مخالفة صريحة لكل المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية، نناشد منظمة الصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الدولية ذات الصلة إلى سرعة إرسال لجنة طبية متخصصة لتقصي الحقائق، ومتابعة الوضع الصحي العاجل والخطير للرفيق الأسير وليد دقة، وإجراء الفحوصات الطبية والمتابعة الصحية المكثفة واللازمة. شفاك الله وعافاك يا أيّها القائد العظيم، المجد يركع لأسيراتنا وأسرانا الأبطال، ونقول: إنّ موعد الحرية قريب بإذن الله.