رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: مجزرة بيت لاهيا إمعان في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ونتيجة للفيتو الأمريكي    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    توقرت: 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نادي الأسير الفلسطيني:الأسرى المرضى يوجهون رسالة مناشدةٍ للانتصار لقضيتهم
نشر في الحياة العربية يوم 05 - 04 - 2020

وجه الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي رسالة إلى الشعب الفلسطيني وقياداته وفصائله وجميع المؤسسات المعنية بالأسرى وشؤونهم، وللمجتمع الدولي والشعوب الشقيقة والصديقة، ناشدوا فيها كل تلك الفئات بأن تنتصر لهم ولقضيتهم، معبرين عن معاناتهم وآلامهم التي باتوا لا يطيقونها بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمد، وفيما يلي نص الرسالة نصا وحرفا كما وصلت لنادي الأسير هذا الأسبوع.
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة موجه من الأسرى المرضى بالأصالة وبالإنابة عن جميع الأسرى المرضى بالسجون
إلى جماهير شعبنا الفلسطيني التي إذا أرادت أن تنتصر لقضيةٍ فإنها ستنصرها بمشيئة الله…
وإلى قيادتنا الفلسطينية بكل أشكالها…
وإلى فصائلها الفلسطينية كاملة بأمنائها ومجالسها ومكاتبها ولجانها وأجنحتها المختلفة…
وإلى جميع المؤسسات ذات العلاقة التي تعنى بقضية الأسرى وحقوق الإنسان…
والى المجتمع الدولي والشعوب الشقيقة والصديقة وكل من هو على قيد الإنسانية والحرية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
نهديكم فتات أرواحنا وما تبقى لدينا من أمل محاصر، وحنين مهرب، وقبل باردة، تأتينا على قطع القماش الباردة …نهديكم أرواحنا وقد سمعنا حشرجتها المختنقة في صدورنا فهي عازمة على الرحيل…
لا نعرف من أي وجع نبدأ حيث لا نهاية للوجع! من هنا، من السجن، حيث السجن مقصلة الذي ما زال يحلم بالوطن، من حيث الزنزانة غير القابلة للحياة الآدمية، من تحت الظروف القاسية والتي لا تتناسب مع الجنس البشري.
نراسلكم من هنا، من فوق الكراسي الحديدية، حيث مشقة السفر وقسوة الذهاب والإياب من مقصلة إلى مقصلة (في البوسطة التي تجتمع بها كل أشكال المعاناة من قيد وبرد ومرض ومشقة السفر) في ظل معاملة قاسية ومهينة نفسياً وجسدياً.
نخاطبكم من تحت مطرقة الجلاد؛ حيث يمارس بحقنا كل أشكال الظلم والسادية والعنجهية والغطرسة بكل وحشية وبشكل ممنهج ومخطط له. نخاطبكم من فوق أسرة عيادات السجون و”مشفى الرملة” (ثلاجة الموتى) حيث لا شفاء ولا علاج.
فأطباء عيادات السجون ما هم إلا رأس حربة السجّان التي تخترق خاصرتنا، يشخصون أوجاعنا كما يروح لأمزجتهم وآرائهم الشخصية، دون إجراء ما يلزم من فحوصات حقيقية، عابثين بنا. فأجسادنا ليست جيفاً كي يتقززوا من لمسها، ونحن لسنا عبيدا كي يوغلوا في الاستهتار بنا، ولم تعد قضية الإهمال الطبي سياسة ممنهجة وحسب، إنها أكبر من ذلك! فقد أصبحت حبة المسكن التي اعتاد الجسد عليها، وسيلتهم للنيل من محتوانا وهويتنا ومبادئنا، فبها يساوموننا على ما تبقى لدينا من كرامة وعزة.
ليس هذا وحسب!
يؤسفنا أن نقول لكم أن دولة الظلم استغنت عن الفئران في تجاربها الطبية فقد وجدت أجسادنا لتصبح حقلا لتجاربها الطبية.
ليس هذا وحسب!
صار المرض وسيلة السجان للقضاء على قضيتنا، حيث يتعمد زرع المرض في أجسادنا لنبصح عالة على شعبنا وذوينا، ولترهيب كل من يعشق الحرية ويوغل في طلبها؛ لنصبح عبرة لغيرنا ويشار لنا بالبنان. لقد أدرك السجّان أجسادنا، ويحاول عبثا أن يدرك الفكرة والمبدأ وعشق الحرية وحنيننا الوطن.
تفاقمت الأوجاع فينا وازدحمت، وصلت الذروة وذروة الذروة، فالمقعدين والمصابين بالسرطان وأمراض القلب والتنفس والكبد والرئة والديسك والنظر والأورام والسكري والجرحى وأصحاب الأمراض النفسية والعقلية، صار المرض والقيد توأمان.
المرض ينهشنا من كل جنب وما يصلكم بعض ما نعانيه في ثواني العمر على فراش السجن البارد، علما بأن الكثير من الأسرى ما زالوا يرفضون الحديث عن أمراضهم وأوجاعهم خوفاً منهم على ذويهم كي لا يرهقونهم بمزيد من الهموم، ما زالت الكثير من الأمراض حبيسة أجساد أعياها الوجع.
لم تعد حبة الدواء مطلب لنا فقد أثبت السجان أنها من مصادر معاناتنا ومن دواعي عذاباتنا، ما نشتهيه بكل شوق ووعي هو شهوة الرحيل من أحضان أمهاتنا وأولادنا وذوينا، رحيل موشح بابتسامة أخيرة واحتضان دافئ أخير.
لهذا نستحلفكم بالله العظيم أن توحدوا جهودكم وتكثفوها، وتبتعدوا عن المناكفات والخلافات؛ كرامة لله ورسوله ثم كرامة لشهداء الوطن وشهداء الحركة الأسيرة، وانتصاراً لعذاباتنا ومعاناتنا التي نعيشها بكل ثوانيها ودقائقها.
نستحلفكم بالله جميعكم أن تكون قضيتنا وجراحنا الملتهبة سبب وحدتكم، لقد لاحظنا بعض الاهتمام المبارك بقضية الأسرى عموماً منذ ما يقارب العامين وكان هذا الاهتمام بمثابة الرذاذ الخفيف الذي تساقط على شفاهنا الشقية وأذاب بعض أملاح الشقاء عن شقوق أرواحنا، ولكننا نأمل منكم مزيداً من الجهود الموحدة والمكثفة بكل المجالات وبكل المحافل الدولية وفي أرض الوطن الجريح.
تصلنا بعض بشائر الأمل بالتحرر ولكن هذا الأمل مشبع بالتخوف والترقب، ولن نعيشه تماماً إلا إذا شاهدنا أنفسنا نقبل جباهكم واقعاً حقيقيا،ً لا أضغان أحلام. تجاربنا علمتنا أن هذا الأمل الذي نترقبه من خلالكم بكل لهفة مهدد بالاغتيال والتصفية كلما حاول دخول زنازيننا خلسة عن أعين السجان، فلا يسمح له أن يكون إلا مترنحاً مريضاً منهكاً كأجسادنا.
إن لم تدركوا رسالتنا هذه كما أدرك السجان أجسادنا فسوف تصلكم رسائلنا القادمة بشكل مختلف؛ ستكون رسالتنا القادمة جسداً ممدداً، وقد اعتدنا على رؤيته على كرسيه المتحرك، فمنصور موقدة ومعتز عبيدو وناهض الأقرع على سبيل المقعدين.
ستصلكم رسالتنا القادمة (بزة شاباص) تخبؤ فيها جسداً مشبعاً بحقن الكيماوي والكورتزون فمعتصم رداد ويسري المصري على سبيل السرطان.
ستصلكم أجساداً مهترئة من آثار المسكنات والتجارب الطبية، والقائمة تطول وتطول!
ستصلكم أجساد تحمل قلوباً استوطنها الضعف بعضلة القلب والتضخم وانسداد الشرايين، . نستحلفكم بالله أن تدركوا رسالتنا كما أدرك السجان أجسادنا،
ربما نتفهم جوانب القصور المتعلقة بقضيتنا ولكننا نقف مذهولين من التقصير الذي يحيط قضيتنا من كل صوب، مذهولين رغم كل المعاناة والألم؛ تتجه عيوننا نحو الأسير المريض المسن فؤاد الشوبكي، فكيف يقبل حر على بقائه في السجن؟!
هذه الرسالة التي تنقل لكم بعض ما جال بنا من ألم ووجع ومعاناة ستكون مختلفة عن رسائلنا القادمة، إن لم تصل قلوبكم وعقولكم وأفعالكم فإننا مضطرون إلى انتزاع حريتنا بأمعائنا، وسنكون حينها شلال من الشهداء يتحمل السجان أولاً مسؤولية ذلك، ولا نعفيكم من تحمل جزء من المسؤولية، وإذا اضطررنا لخوض معركة التحرر بأمعائنا ونحن على ما نحن عليه من معاناة وعذابات فهذا لأننا بدأنا نفقد أي ثقة وأمل لنا بكم.
فاختاروا بين أن تستقبلونا في ساحات المشافي الفلسطينية رافعين رايات النصر والحرية، أو أن تستقبلونا على أعتاب مقابرنا الفلسطينية!
يا شعب الشهداء، يا أحرار العالم …
ألهذه الدرجة هانت عليكم كرامتنا؟! وتقزمت بعيونكم وأفعالكم معاناتنا؟!
نقسم لكم بالله العظيم أننا نتمنى حكما صريحاً بالإعدام، وليتم تنفيذه لنستريح دفعة واحدة من الألم لأننا نعايش الإعدام البطيء يومياً، فشهيقنا من الخاصرة، وفراشنا مشاك بآلاف الإبر والسكاكين المسمومة، يعتصرنا الألم وتعصف بأجسادنا كل أشكال الوجع. نريد الحرية ونشتهيها، سواء أكانت حرية القيد أم حريتنا من المرض والتي لن تتحقق عند معظمنا إلا برحيل أبدي.
وأخيرا نعتذر لكم إن آلمنا شعوركم وأرهقناكم بوصف بعض ما نعانيه، وربما لا تكفينا الملفات الضخمة ولا السجلات الكبيرة لنوثق لكم مشاهد حياتنا البعيدة كل البعد عن الحياة، وإن وصلتكم أجسادنا؛ فستجدونها سجلاً حافلاً وشاهداً صادقاً على ما نقوله لكم في هذه الرسالة .
إلى أن يمن الله علينا بفرج ٍ نسأله أن يكون قريبا، أو شهادة تريحنا من عذاباتنا، نهديكم فتات أرواحنا المختنقة في صدورنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
____
الشهيد أبو جندل… يخرج من جثته ويعود إلى جنين
بقلم :عيسى قراقع
يوم الأحد 13/4/2002 أعدمت قوات الاحتلال الشهيد يوسف احمد ريحان كبها الملقب بابي جندل في مخيم جنين، القي القبض عليه حيا بعد ان فرغت ذخيرته واقتيد إلى كومة من ردم بيت مهدوم بعد ان عصبوا عينيه وكبلوا يديه وضربوه بأعقاب البنادق، وهناك أعدموه بإطلاق الرصاص على راسه. دقت أجراس الكنائس ولم تتوقف مع زخات الرصاص وصوت الصواريخ والطائرات الحربية الإسرائيلية التي اقتحمت مخيم جنين بكل عتاد الموت والقتل والذبح طيلة فترة اجتياحهم للمخيم 3-4/2002 -19/4/2002 وأدت إلى استشهاد 58 شخصا معظمهم من المدنيين وارتكاب مجزرة بشرية بحق سكان المخيم، وهدم 600 منزل واعتقال المئات، الدبابات وآلاف الجنود والمجنزرات والجرافات حرثت ارض المخيم وحاراته وأزقته، وكانت حربا إسرائيلية عالمية على اللاجئين الصامدين المقاومين، وكانت جرائم حرب وفظائع وإرهاب رسمي قاده شارون وموفاز في ذلك العدوان الذي أطلقوا عليه عملية السور الواقي.
أبو جندل قائد معركة جنين التي لقبها أبو عمار “جنين جراد” وعاصمة الشهداء، يخرج من جثته الذبحية ويعود إلى جنين في شهر نيسان، يقف في مقبرة الشهداء ويقرا الفاتحة على رفاقه وأخوته الشهداء، يزرع الورد على أضرحة المقاتلين الذين استبسلوا بأرواحهم ودمهم أمام الغزو الإسرائيلي الهمجي في تلك الأيام القاسيات.
ابو جندل يخرج من جثته ويعانق المحاصرين في كنيسة المهد في بيت لحم، قنابل ورصاص تطلق على مذود اليسوع عليه السلام، شهداء وجرحى ودماء على ارض الكنيسة، سقط قارع الأجراس شهيدا لكن روح ابو جندل ظلت تقرع أجراس المقاومة حتى الشهقة الأخيرة.
أبو جندل يفتح الأبواب والذكريات ويعبئ بندقيته بالرصاص، ينهض من الموت ليرصد الحياة التي عاشها بعد الممات، يعانق الشهداء الذين حملوا الأرض فوق الرفات، ينبش حطام البيوت المردومة المقصوفة، يلملم بقايا الجثث المدفونة أطفالا نساءً معاقين، يكتشف يدا صغيرة لرضيع يمسك قنينة حليب، يكتشف كرسيا لمعاق قتلوه ودفنوه تحت الحجارة، ويكتشف أشلاء مبعثرة مطحونة بالبارود والتراب، يتعرف على الملامح والوجوه والأصابع، ولا زالت السنة اللهب تخرج من تحت الأرض، من جدران البيوت ، لا زال الأطفال مصدومين مرعوبين، هناك موتى وبلدوزرات، هناك موتى وجرحى ينزفون بلا إسعاف، هناك موتى وشاشات وكاميرات وأجساد تتبخر أمام الصور التي احترقت في ظل الصمت العالمي وسقوط الحضارات والديمقراطيات وشرائع حقوق الإنسان.
أبو جندل يخرج من جثته ويعود إلى جنين، هنا لم ينتصر جيش إسرائيل، وهنا لم نشيع تاريخنا تحت جحيم القصف والقنابل، هنا صمدنا وقاتلنا ودافعنا عن العلم والكرامة والنشيد، هنا دافعنا عن أحلامنا و حياتنا وأرضنا، رضعنا حليب البطولة من أمهاتنا، ارتدينا أجنحة الطيور، حملنا الماء والدم والحجر والأسلحة، حملنا مفاتيح بيوتنا وذكرياتنا الأولى وصارت بنادق، واقسمنا ان لا يمر الغرباء من أمام بيوتنا، ان لا تأكل طائراتهم ووحشيتهم حقولنا وأحلامنا، وعندما طلبوا هدنة مع أشباحنا اقترفوا ألف ألف مذبحة.
أبو جندل يخرج من جثته ويعود إلى جنين، أراه في حي الحواسثين، أراه في منطقة الجبريات، أراه في حي الدمج، المقاتلون يطاردون الجنود من شباك إلى شباك، من شارع إلى شارع، لا طعام ولا نوم ولا ماء، الموت خلف الباب، الموت يأتي من الأرض ومن السماء، يخرج في بكاء الأطفال بانفجار الصواريخ ودوي الانفجارات، أزيز رصاص، رعب وهلع، وأبو جندل يخرج من كل موت وجدار، لم يرفع يديه ولا راية بيضاء، كانت جنين أوسع مكان في الأرض لتتسع خطاه، وكانت جنين أوسع بحر تمده بالموج والنجاة، وكانت جنين أوسع جنة تقدم له كل ما ملكت الحياة.
أبو جندل يخرج من جثته ويعود إلى جنين، شاهدا على جريمة العصر، شاهداً على إعدام السكان المدنيين ودفنهم تحت أنقاض البيوت، شاهدا على إعدام الأسرى وإذلالهم، شاهدا على ليل بلا رحمة، وعلى دبابة لا زالت تدوس البشر وزهر الليمون وتحاصر شعبا بين حاجز وجدار مستوطنة.
ابو جندل يخرج من جثته ويعود الى جنين، يجتمع مع كل الشهود الدوليين الذين وصلوا المخيم: لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، منظمة العفو الدولية، الصليب الأحمر الدولي، تيري لارسن منسق الأمم المتحدة في الشرق الأوسط، وفد الأدباء والمفكرين العالميين، الروائي العالم راسل بانكيس، رئيس البرلمان العالمي للكتاب وول سونيكا الحائز على جائزة نوبل للآداب، الشاعر والروائي برايتن براتيناخ، والكثيرون الذين جاؤوا وشاهدوا المجزرة، يسألهم ابو جندل عن الرواية المفقودة والاغنية المذبوحة والموتى الذين يبوحون بالأسرار، ويسألهم عن دولة عنصرية اسبارطية تحمل العدالة الإنسانية والسلم والأمن في فوهة صاروخ وفوق حاملة الطائرات، يسألهم عن المحكمة الدولية وماذا اتخذت من قرارات، يسألهم عن حياته القادمة بعد الممات.
أبو جندل يخرج من جثته ويعود إلى جنين، يفتح قبره ليعرف من تبقى من أصدقائه، يخرج ليرى جنازته التي لم يشاهدها في شمس الظهيرة،يرى ان الدماء صارت غيوم، ويرى ان أولادا نهضوا من الوقت والموت وكبروا فكبرت الرؤيا وزادت عدد النجوم، ويرى ان هناك جيلاً آخر ووصايا وشجرا ولدنا تحته يحرك ظلنا، وموتى يزورون بيوتهم في المكان الذي يهدمون.
إلى أين يقودنا استهتار الاحتلال بصحة الأسرى
بقلم: أحمد طه الغندور
على ما يبدو أن غطرسة الاحتلال الإسرائيلي تقوده إلى العمى، إذ بالرغم من الكارثة الإنسانية التي تحيق بالعالم بأسره نتيجة تفشي فيروس “كورونا (COVID-19)”، والتي وصلت إلى تخوم “المجتمع الإسرائيلي”؛ فأصابت قيادات ذلك المجتمع السياسية، والعسكرية، إضافة إلى الألاف من السكان العاديين، إلا أن الاحتلال يهمل بشكل متعمد حقوق الأسرى الفلسطينيين، وخاصة حقهم في الحماية الصحية الضرورية في ظل هذا الوباء الخطر.
فهل من المقبول أن ندع الاحتلال يمضي في استهتاره وإهماله الصحي بحياة ما يزيد عن خمسة ألاف أسير فلسطيني بين رجل، وسيدة، وطفل فلسطيني؟!،
وإذا ما أدركنا أن من بينهم (200) قاصر، و (41) أسيرة، و (700) أسير يعانون من أمراض مختلفة، في معظمها من الأمراض المزمنة والخطيرة، إضافة الى العشرات من المسنين، وجميعهم عانوا، ويعانون طيلة سنوات الأسر من الإهمال الطبي، وحتى الغياب المتعمد للعناية الصحية!
فهل لنا أن نتخيل كيف سيكون عليه حال أسرانا البواسل في “زمن الكورونا”؟!
لعل ما حدث مع الأسير المحرر ” نور الدين صرصور ” من “بيتونيا”، الذي جرى اعتقاله بتاريخ 18/3 وأُفرج عنه مساء الثلاثاء الماضي، والذي أثبتت الفحوصات الطبية التي أجرتها الطواقم الطبية الفلسطينية إصابته بفيروس “الكورونا”.وقد أذن ” نور الدين ” للسلطات الفلسطينية بنشر اسمه وتفاصيل ما حدث معه على أمل إنقاذ الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال من مغبة الإصابة بهذا الوباء القاتل، وتحميل “سلطات الاحتلال الإسرائيلي” وما يُعرف باسم “إدارة مصلحة السجون” المسؤولية القانونية الكاملة لما قد يصيب الأسرى نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قِبل “سلطات الاحتلال”.وقد قضى ” نور الدين ” مدة (12) يوماً من فترة اعتقاله في “القسم 14” من “معتقل عوفر” الإسرائيلي المعروف ب “المعبار”، بعد انتهاء التحقيق معه في مركز تحقيق “بنيامين”. و “المعبار”؛ هو قسم يضم أسرى موقوفين جدد. وقد ثبت للفلسطينيين أن عدد الأسرى الذين تواجدوا في القسم وقت وجود الأسير المحرر ” نور الدين ” قد بلغ (36) أسيراً، وقد كان مخالطاً لهم طيلة المدة المذكورة، الأمر الذي يدعو إلى رفض رواية “إدارة سجون الاحتلال”، التي تدعي حتى اللحظة أنه لا يوجد إصابات بين صفوف الأسرى، رغم تأكيدها على تسجيل حالات بين “السجانين”، وقامت بفرض الحجر على عدد أخر منهم! فأي مستوً من الأخلاق تتمتع به “سلطات الاحتلال” أو أي مسؤوليات قانونية ممكن أن تتحلى بها في مواجهة الأسرى الفلسطينيين! إن القضية بالنسبة للأسرى اليوم هي قضية “حياة أو موت”، وليست قضية “تسهيلات” يقدمها “الاحتلال” للتواصل مع الأهل “مؤقتا”، أو القيام “بفحوصات ظاهرية” سمها إن شئت طبية لن تشفع للأسرى في مواجهة الوباء!
إذن؛ المسألة الأن أكبر من ذلك!
ولن تنفع معها أية خطوات اعتيادية، تكون رادعة للاحتلال الذي تجاهل مسؤولياته القانونية وفق قواعد حقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي؛ وخاصةً الالتزامات المحددة الواردة في الاتفاقيتين الثالثة، والرابعة من اتفاقيات جنيف للعام 1949، كما أن “الاحتلال” لا يخشى العقاب الذي يفرضه القانون الجنائي الدولي المتمثل في “ميثاق روما”، لذلك فقد أساء الأدب! لذلك علينا أن نُغير بعض أساليبنا في التعاطي مع هذه القضية، مع ضرورة القيام الفوري بهذه الخطوات:
أولاً: بالنسبة لإجراءات الأسرى الاحتجاجية؛ فهي الأقوى والأجدى، وهم وحدهم يملكون كامل الحرية في تنفيذ ما يناسبهم في الوقت الملائم.
ثانياً: على الحكومة الفلسطينية ممارسة الضغط اللازم على اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي للقيام بواجباتها كاملة، دون أعذار واهية، للإسراع في توفير الحماية الصحية اللازمة للأسرى، والعمل على الإفراج السريع للفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل المرضى وكبار السن، والنساء، والأطفال، والإفراج غير المشروط عن الأسرى الخاضعين للاعتقال الإداري.
وهذا الإجراء يشمل الحكومة السويسرية أيضا لدورها كرعاية لاتفاقيات جنيف.
ثالثاً: تحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، ووضع المؤسسات الدولية عند مسؤولياتها لإنهاء هذه القضية بشكل عاجل وسريع، وحث المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالتدخل، لأكثر من جانب قانوني؛ يصب في خانة جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية.
رابعاً: على الفصائل الفلسطينية جميعها الضغط على “الوسطاء” بينهم وبين الاحتلال للتدخل من أجل توفير الحماية السريعة للأسرى، مع العمل الجاد على تحريرهم والإفراج عنهم.
خامساً وأخيرا: إتاحة المجال للدبلوماسية الفلسطينية لممارسة دورها مع المنظمات الدولية للتدخل لصالح الأسرى الفلسطينيين.
ختاماً، علينا ألا نفقد ثقتنا في قدرة الله سبحانه وتعالى فهو القادر على حماية أسرانا وبلادنا من الوباء والاحتلال البغيض.

++++++++++++
الأسير القائد عمر خرواط يواجه قرار العزل الانفرادي في سجن الرمله عزل أيالون
أفاد امجد النجار مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة الخليل ان القائد الفتحاوي الأسير البطل محمد عمر فهمي ناصر الدين ( عمر خرواط ) المعتقل منذ 18 عاما في سجون الاحتلال يواجه الان قرارا إسرائيليا صادر عن وزير الامن الداخلي جلعاد اردن يقضي بوضعه في العزل الانفرادي في سجن الرمله عزل ايالون …
وأوضح النجار ان القائد خرواط المكنى أبو فهمي يعتبر من قادة حركة فتح في سجون الاحتلال ويحوز على احترام كبير بين كادر الحركة الاسيرة نتيجة لمواقفة النضالية ضد إدارة السجون …
يذكر ان الأسير خرواط من مواليد مدينة الخليل بتاريخ 3/11/1971م وهو من عائلة مناضلة وخلال الانتفاضة الأولى كان من قادتها وتعرض للاعتقال مرات عديدة آنذاك وتبؤ عدة مواقع قيادية في الحركة من عضويه الإقليم تحت قيادة المناضل المرحوم ذياب الشرباتي أبو خالد امين سر حركة فتح إقليم الخليل آنذاك …
وما ان بدأت انتفاضة الأقصى كان عمر خرواط من أوائل من التحقوا بقيادة كتائب شهداء الأقصى مع الشهيد مروان زلوم والعديد من الشهداء وتعرض لمطاردة طويله ومحاولات اغتيال فاشلة أصيب خلالها بعدة رصاصات وما ان تشافى عاد لمواصلة عمله النضالي حيث تسلم قيادة كتائب شهداء الأقصى بعد اغتيال الشهيد مروان زلوم بتاريخ 22/4/2002م الا ان تم اعتقاله بعد اشتباك طويل مع الاحتلال واطلقت عليه عدة صواريخ استشهد على إثرها خمسة من كوادر كتائب شهداء الأقصى وهم أمجد ياسر كاتبة، 25 عاماً، أصيب بشظايا في مختلف أجزاء الجسم ومنذر عز الدين كاتبة، 22 عاماً، أصيب بشظايا في مختلف أجزاء الجسم وأكرم نجم الدين الحموري، 22 عاماً. أصيب بشظايا في مختلف أجزاء الجسم ورجائي أبو شامي، 30 عاماً، أصيب بشظايا في مختلف أجزاء الجسم وأشرف ياسر شاهين، 24 عاماً، وأصيب بعدة أعيرة نارية ثقيلة في مختلف أجزاء الجسم وأصيب خرواط بعدة رصاصات مع رفيق دربه القائد حاتم الجمل وموسى أبو تركي حيث نقل بطيارة هوليكبتر للعلاج في احدى المستشفيات الإسرائيلية وترددت اشاعات آنذاك باستشهادة قبل ان يتبين الخبر اليقين من محامي نادي الأسير بأنه جريح ويتلقى العلاج وكان ذلك قبيل اجتياح الخليل بتاريخ 29/4/2002م
وحكمت عليه المحكمة العسكرية في “عوفر” حينها بالسجن المؤبد لعمر خرواط حيث امضى حتى الان 18 عاما متواصله في سجون الاحتلال مواصلا نضاله داخل قلاع الاسر قائدا وطنيا مدافعا عن حقوق الاسرى الا ان تم عزله بقرار اجرامي .. ان نادي الأسير الفلسطيني يحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياه الأسير خرواط الذي يعاني من عدة إصابات وان بقاءه في العزل الانفرادي يعرض حياته للخطر الشديد …

رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين
الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في السجون لم تحصل في تاريخ الحقوق والأمم المتحدة
أكّد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبوبكر أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تواصل احتجاز قرابة 200 طفل وقاصر موزعين على معتقلات عوفر ومجدو والدامون التي تفتقر للحد الأدنى من المقومات الإنسانية، ويتعرضون لأساليب تعذيب ومعاملة حاطّة بالكرامة ومنافية للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
وقال اللواء أبوبكر في بيان صحفي اليوم السبت، عشية يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف بالخامس من أبريل الجاري، أن الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في سجون الاحتلال الإسرائيلي لم تحصل في تاريخ الحقوق والأمم المتحدة، مما يشكل وصمة عار في جبين هذه المنظمة والمنظمات الحقوقية الدولية، التي عجزت عن تأمين الحد الأدنى لحماية هؤلاء الأطفال.
وأشار اللواء أبوبكر إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ العام 2000 ما لا يقل عن 17000 قاصر فلسطيني، تتراوح أعمارهم ما بين (12-18) عاماً، وسُجّلت العديد من حالات الاعتقال والاحتجاز لأطفال لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات. وأن نحو ثلاثة أرباعهم تعرضوا لشكل من أشكال التعذيب الجسدي، فيما تعرّض جميع المعتقلين للتعذيب النفسي خلال مراحل الاعتقال المختلفة، وذلك بحسب آخر الإحصاءات والشهادات الموثقة للمعتقلين الأطفال. وأوضح اللواء أبوبكر، أن نسبة اعتقال القاصرين المقدسيين هي الأعلى، حيث يعتقل العشرات منهم يومياً ويتم احتجازهم بشكل غير قانوني، إضافة إلى فرض سياسة الحبس المنزلي بحقهم، والإبعاد عن القدس، وفرض الغرامات المالية الباهظة.
واعتبر اللواء أبوبكر استهداف الأطفال المقدسيين جزءاً من سياسة الاحتلال لعزل القدس المحتلة عن بقية المحافظات، والنهج الذي يسير عليه لسلب القدس والمقدسيين هويتهم الفلسطينية، والسعي لتحطيم مستقبل الشّعب الفلسطيني بتحطيم أشباله. وطالب اللواء أبوبكر الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وسائر الهيئات الدولية، وعلى وجه الخصوص اليونيسف ومنظمة العفو الدولية بالتحرك السريع والجاد للضغط على حكومة إسرائيل ومطالبتها بإطلاق سراح كافة الأسرى وخاصة الأطفال التي باتت حياتهم مهددة استناداً للظروف التي يعيشونها، وفقاً لتحذيرات وتعليمات منظمة الصحة العالمية للوقاية من فايروس كورونا؛ معتبراً ما تقوم به سلطات الاحتلال من استهتار في حياة وصحة الأسرى وتجاهل لمطالبهم البسيطة أعلى مراحل اغتيال الإنسانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.