أبدى العديد من الأولياء بولاية ورقلة تخوفا كبيرا من انغماس أبنائهم في الفضاء الافتراضي خلال العطلة الصيفية، وما توفره الأنترنت من محتوى أو إمكانية للتواصل بمجهولين قد يشكّل خطرا عليهم. يعود سبب ذلك حسبهم لقلة فضاءات التنزّه والتسلية وحرارة الجو خلال ساعات الصباح التي تضطرهم للبقاء في بيوتهم وبالتالي قضاء وقت أطول عبر الانترنت ويعتبر من جهتهم بعض الأولياء، أن العطلة الصيفية فرصة للعب بالنسبة للأطفال، مشيرين إلى أنهم يفضلون مشاركة أبنائهم اللعب الجماعي بالقرب من التجمعات السكنية، باعتباره وسيلة تعليمية مهمة، بدلا عن استخدام الأنترنت لساعات من الوقت. وأكدوا أن حرصهم على متابعة أبنائهم ومراقبتهم في استخدامهم للأنترنت، يبقى نصف حل، خاصة أنه لا يمكنهم الاستمرار في مراقبتهم طوال الوقت وأبرز العديد منهم تخوفهم من استخدامات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي قد تشكل خطرا بالنسبة للأطفال، الذين قد يتعرضون إلى الابتزاز أو قد يقعون ضحايا للاستغلال من قبل مجرمين. وأكد العديد منهم أن هذا الوضع يتطلب ضرورة ملء فراغ الأطفال، بتسجيلهم عبر المدارس القرآنية القريبة من بيوتهم أو في دورات تكوينية تفيدهم خلال العطلة. وعلى الرغم من ذلك، فإن فصل الصيف يعد فرصة رائعة للأطفال، حيث يمكّنهم الاستمتاع بالأنترنت واستكشاف عوالم جديدة، إلا أنه يحمل أيضًا تحديات ومخاطر، ومن واجب الآباء والأمهات أن يكونوا على اطلاع بتلك المخاطر وأن يتخذوا الخطوات اللازمة لحماية أطفالهم وتوجيههم في استخدام الانترنت بطريقة آمنة ومسؤولة، كما أكدت الأخصائية النفسانية وجدان بلعلمي في حديثها ل«الشعب"، مبرزة ضرورة تحديد أوقات مخصّصة لاستخدام الأنترنت وتحديد أنشطة بديلة مثل الرياضة أو القراءة أو الفنون، من أجل تشجيع الأطفال على استغلال فترة الصيف لممارسة الأنشطة الخارجية والتفاعل الاجتماعي. وبهذا الصدد ترى محدثتنا أن الأنترنت صار جزءا أساسيا من حياة جميع البشر بمن فيهم الأطفال، فهذا جيل ولد ليكبس زرا ويفتح شاشة، وقد يظن بعض الآباء أن أطفالهم آمنون في غرفهم وهم مع أجهزتهم وحواسيبهم بعيدا عن مخاطر الشوارع ورفاق السوء، وذلك لأنهم عندما يتصلون بالأنترنت يكونون هادئين، ولا يكاد يصدر عنهم صوت يزعج هدوء المنزل، لكنهم لا يعرفون ما الذي يشاهده أطفالهم حقا وهو ما يطرح التساؤل "هل الأطفال آمنون فعلا في العالم الرقمي؟". وأكدت بالأخصائية النفسانية بلعلمي أن مع حلول فصل الصيف، يصبح لدى الأطفال المزيد من الوقت لذلك يقضونه على الأنترنت ومع زيادة استخدام الأنترنت، تتعاظم الخطورة التي يمكن أن يواجهها الأطفال عبر العالم الرقمي، لذا من الضروري أن يكون لدينا وعي بالتحديات والمخاطر المحتملة وأن نتخذ التدابير اللازمة لحماية الأطفال. كما أشارت، إلى أن استخدام الإنترنت يأتي أيضا مع مخاطر شديدة، مثل المحتوى غير اللائق والتسلّط والتنمّر الإلكتروني الذي يواجهه العديد من صغار السن، والمحتالين عبر الشبكة والذين يتواصلون مع الأطفال باستخدام التطبيقات والمواقع التي يتفاعل فيها هؤلاء الصغار، وقد يتظاهر المحتالون بمظهر طفل أو مراهق يتطلع إلى العثور على صديق جديد، ويحثّون الطفل على تبادل المعلومات الشخصية، مثل العنوان المنزلي ورقم الهاتف، أو يشجعون الأطفال على الاتصال بهم والتواصل معهم تمهيدا لاستغلالهم والتغرير بهم. من هنا تؤكد محدثتنا، أنه ينبغي على الآباء والأمهات ضبط إعدادات الحماية واستخدام برامج فلترة المحتوى لمنع وصول الأطفال إلى مثل هذا النوع من المواد الضارة، بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز التوعية بمخاطر التحرش عبر الأنترنت وقد يكون الأطفال عرضة للتواصل مع أشخاص غرباء يحاولون استغلالهم أو ترويعهم، من الضروري أن يتعلم الأطفال كيفية حماية خصوصيتهم وعدم مشاركة معلومات شخصية مثل الاسم الكامل أو العنوان أو أرقام الهواتف.