حذر الخبير في تكنولوجيات الاتصال يونس قرّار من غياب الوعي لدى الكثير من الأولياء بطبيعة بعض الألعاب الإلكترونية، وعدم الاهتمام بالمخاطر التي يمكن أن تصيب الأطفال من خلال استخدام الانترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي دون رقابة ودون مرافقة من الآباء. واعتبر المتحدث في مداخلته على هامش يوم إعلامي نظمته أول أمس، جمعية جيل الغد للطفولة والشباب حول "أثر الألعاب الإلكترونية على سلوكيات الطفل، بالمركز الثقافي العربي بن مهيدي أمس الأول بالعاصمة، أنّ الألعاب الإلكترونية واحدة من الآفات التي تنتشر بقوة في المجتمعات"، وقال "إن الجزائر أمام تحديات كبيرة لهذه الألعاب التي أثرت على أطفالنا بشكل كبير، كما أنها ستتحول إلى كابوس حقيقي يهدد الأطفال والأولياء على حد سواء إن لم يتم استغلالها بشكل عقلاني"، وطالب في سياق ذي صلة، بضرورة ترشيد الإقبال عليها، معتبرا أن الألعاب الإلكترونية واحدة من أكبر أنواع التجارة في الوقت الحالي، حيث تخصص شبكات البرمجة مليارات من الدولارات حتى يتم إنتاج وتوزيع مثل هذه الألعاب، وأضاف قرار أن هذه الألعاب شأنها شأن أي شيء في الحياة إن لم يتم استغلاله بشكل سليم والتعامل معه بتعقل سوف ينقلب إلى ضرر بالغ، كما اعتبر قرّار أنّ تخصيص وقت محدد لدى الأطفال والمراهقين للتعامل مع مثل هذه الألعاب، ليس فيه أي مضرّة، وإنما سيخلص الطفل من الضغط الدراسي الذي يعيشه، أما الخطر يكمن، حسب المتحدث، عندما يبدأ الطفل أو المراهق أو حتى الشخص البالغ على حد قوله، في إدمان هذه الألعاب، وبالتالي سوف يبدأ في إهمال العديد من الجوانب الأخرى في الحياة، وهذا ما يؤدي به إلى العصبية والتذمر والوقوع في سلوكيات أخرى كفقدان الانتباه والكذب في حالة ما إذا تم إبعاد هذه الألعاب عنه.. وذكر قرّار أنّ الألعاب الإلكترونية التي تحوي موضوعات عنيفة أو مشاهد تعتمد على القتال ستؤثر على الطفل بشكل كبير وتجعله عدوانيا بشكل كبير حتى لو لم يكن في الأصل شخصية عنيفة أو عدوانية، كما أنّها تؤثر على العديد من المراكز العصبية في الدماغ وتجعل الطفل في حالة تحفز دائمة للعنف حتى أثناء النوم، فضلا عن كونها كما ذكر المتحدث، تؤدي إلى إصابة الطفل بمجموعة من المشاكل النفسية وأهمها الاكتئاب والقلق. هذه هي الأمراض التي تسببها الألعاب الإلكترونية من جهتها، الأخصائية النفسانية محمودية فتحية، تحدثت عن الأضرار التي تسببها الألعاب الإلكترونية للأطفال وعلى رأسها مرض التوحد من خلال انعزال الطفل عن أسرته والمجتمع المحيط به، كما أنها تحفز كما ذكرت، على السلوك العدواني كما تؤثر على النوم حيث تجعل الجسم في حالة توتر مما يزيد من ضغط الدم وعدد نبضات القلب، كما أن لها تأثيرا كبيرا على الصحة النفسية وتأثيرات أخرى على الوقت وغير ذلك، وذهبت الأخصائية النفسانية، إلى أنّ الأطفال وحتى المراهقين الذين يقبلون على فيديوهات وتطبيقات الألعاب الإلكترونية يقعون تدريجيا في قبضة الاضطرابات السلوكية والعضوية والنفسية، من بينها ما يعرف بالتوحد الإلكتروني، وما ينجم عنه من انطواء عن النفس واكتئاب وعزلة وأرق وانصهار كامل في عالم افتراضي يرتمون عادة بين أحضانه الشائكة، في ظل غياب الاتصال والتواصل الواقعي والاهتمام في كنف أسرهم، واستقالة العديد من الأولياء من مسؤولياتهم، وبالتالي عدم مراقبة ما يشاهده الأطفال أو يتخذونه ألعابا عبر لوحاتهم أو هواتفهم الذكية أو أجهزة الكمبيوتر. لغة الحوار هي أفضل الحلول فيما صرحت الأخصائية النفسانية في شبكة ندى، أمينة بوذراع، بأن الألعاب الإلكترونية أصبحت أمرا حتميا للأطفال، لذا صار من الواجب على الأولياء الانتباه وأخذ الحيطة والحذر واتباع خطوات سليمة في مراقبة أولادهم، كما طالبت في سياق ذي صلة، بتقليل ساعات اللعب من خلال إعداد جدول بين الأم والطفل ووجوب التزام الطفل بالوقت المحدد فعليا مع الامتناع عن شراء الألعاب القتالية التي قد تتسبب في التأثير بشكل سلبي على أطفالها، كما دعت المتحدثة الأمهات إلى ضرورة استخدام لغة الحوار والإقناع في التقليل من لعب طفلها بهذه الألعاب وعدم استخدام أسلوب التعنيف أو الضرب أو المنع.