أخطر توابع كورونا.. الأطفال في مرمى الخطر فرضت جائحة كورونا حالة عزلة على العالم أجمع لفترة ليست بالقصيرة خاصة الأطفال والمراهقين لاسيما خلال فترة غلق المدارس واللجوء إلى الدراسة عن بُعد بما قد يشمله ذلك من تعريض الأطفال لمخاطر الاستخدام السيء للإنترنت وإدمانه. نسيمة خباجة في ظل استمرار جائحة كورونا وتزايد الاعتماد على الإنترنت من جانب الأطفال في الدراسة والترفية ازدادت حملات التوعية التي تدعو إلى تضافر جهود كافة الأطراف المعنيين بمحاصرة تلك الظاهرة مثل الأسرة والمجتمع. إحصائيات رهيبة وحسب إحصائيات منظمة اليونيسف يستخدم أكثر من 175 ألف طفل شبكة الإنترنت للمرة الأولى في كل يوم أي بمعدل طفل جديد كل نصف ثانية. وحذرت المنظمة المعنية بالأطفال من أنه رغم الفرص والفوائد العديدة التي يتيحها الإنترنت للأطفال خاصة بعد استخدام المنصات الرقمية في تقديم محتوى تعليمي إلا أن الإنترنت يعرضهم أيضاً لطائفة من المخاطر والأضرار منها التعرض لخطاب الكراهية والتنمر. ويرى المختصون إن الآثار السلبية للاستخدام المفرط والخاطئ للإنترنت من جانب الأطفال يتمثل في إمكانية الوصول لمحتويات رقمية ضارة والتنمّر الإلكتروني والاستغلال الجنسي وإساءة استخدام معلومات الأطفال الشخصية. جرائم إلكترونية هناك انتشارا للجرائم الإلكترونية مع تزايد عدد مسخدمي الإنترنت وبالتالي بات من السهل علي محترفي اختراق المواقع الإلكترونية الحصول على معلومات شخصية عن البعض واستغلالها في الاحتيال بطرق غير مشروعة وبإمكان المحتالين ممارسة أعمال إجرامية من خلال مواقع الويب دون الخوف من أي رقابة وفي ظل عدم وجود تشريعات كافية تجرم مثل هذه الممارسات بعقوبات رادعة. وعن مخاطر إدمان استخدام الانترنت خاصة الألعاب الإلكترونية يرى المختصون أن بعض هذه الألعاب يهدف في تصميمها إلى توصيل الطفل لمرحلة إدمان اللعبة وهو ما يتسبب في تحطيم نفسيته دون أن يشعر فضلا عن إهدار الوقت بشكل ملحوظ. كما أن هناك أمر بالغ الخطورة يهدد الأطفال من مدمني الانترنت هو إمكانية تعرضهم للابتزاز الجنسي والمادى وذلك بنشر مواد خادشة للحياء وغير مقبولة موجهة لهم وإتاحة وصول المراهقين لها بسهولة للتأثير في أخلاقهم. إنترنت آمن.. غاية إن حملات حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت تهدف لزيادة مستوى الوعي بين الأطفال و تشمل إجراءات وتدابير خاصة بحماية الأطفال والشباب من التهديدات الجديدة التي قد يواجهونها في عالم الإنترنت مثل التعرض لمحتوى ضار أو الإساءة لهم. ويجب اتباع عدة قواعد هامة في تعامل الأطفال والمراهقين مع الانترنت منها التوعية بالهدف من استخدام الإنترنت والأجهزة التكنولوجية الجديدة باعتبارها جزء من الحياة وليست الحياة كلها. قواعد أسرية يجب أن تضع الأسرة قواعد لإدارة الوقت المستخدم في استعمال الأجهزة الإلكترونية والدخول على الإنترنت وتوعية الأطفال بأن ليس كل ما يشاهدونه عبر الإنترنت حقيقيا وتشجيعهم على التحدث والسؤال عما يحيرهم أثناء متابعتهم للمواقع الالكترونية.ويتبقى عامل آخر لحماية الأطفال من الإنترنت وهو تعريفهم بمفهوم المساحة الشخصية الممثلة في بيانات الحسابات الخاصة وكلمات المرور وعدم قبول صداقات افتراضية لأشخاص مجهولين وفي حال تعرض للعنف أو التنمر يتوجب إبلاغ الوالدين أولا ثم الجهات المعنية إذا لزم الأمر أن أولياء الامور عليهم دور كبير في ملاحظة الأعراض التي تظهر على أطفالهم نتيجة الاستخدام السيء والمفرط للانترنت. ومن هذه الأعراض تغير تعامل الأطفال الشخصي مع أفراد الأسرة داخل البيت ولجوئهم إلى الانزواء في عزلة أو الاصابة بمرض عصبي أو فقدان الشهية أو الإقبال الشره على الطعام المسبب للسمنة وفي هذه الحالة يجب على الاسرة التدخل وإنقاذ الطفل بوسائل مختلفة. وانطلقت حملات التوعية خلال الجائحة بالتعاون مع منظمة اليونيسيف تركز على التوعية من خطر الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال في العديد من الدول كما أن هناك 12 مليون طفل يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي من بين 50 مليون يستخدمون الإنترنت.