أكد المشاركون في "منتدى الذاكرة"، أمس، بالجزائر العاصمة، أن علاقة المناضل ورئيس جنوب إفريقيا الأسبق، نيلسون مانديلا، كانت "متميزة وقوية" مع الجزائر، لتأثره بثورتها التي استلهم منها مقاومته لنظام الفصل العنصري (الأبرتهايد) الذي كان سائدا في بلاده. شارك في المنتدى، المنظم من قبل جمعية "مشعل الشهيد" وجريدة "المجاهد"، تزامنا مع الذكرى 61 لاسترجاع السيادة الوطنية واليوم العالمي لنيلسون مانديلا، المصادف ل18 جويلية من كل سنة، مرافق مانديلا أثناء ثورة التحرير، نورالدين جودي، ودبلوماسيون، من بينهم سفراء زيمبابويوفنزويلا وفيتنام لدى الجزائر والقائم بالأعمال في سفارة جنوب إفريقيا. قال رئيس الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية، نورالدين جودي، إن نيلسون مانديلا تلقى تدريبا عسكريا على يد جزائريين وأنه استلهم نضاله من نضال الثوار الجزائريين ومن الثورة المجيدة، لافتا إلى أنه عاد إلى الكفاح ضد "الأبرتهايد" بجنوب إفريقيا بمجرد الانتهاء من هذا التدريب العسكري، ثم ألقي عليه القبض في 1962 وحكم عليه بالسجن المؤبد. كما لفت الدبلوماسي السابق إلى أن الثورة الجزائرية لم تلهم "ماديبا" عسكريا فقط بل على الصعيد الدبلوماسي أيضا، حيث استفاد كثيرا من التجربة الجزائرية في كفاحه ضد السياسة العنصرية. واستغل نورالدين جودي، المناسبة، للتعريج على القضية الفلسطينية التي يعيش شعبها عدوانا وانتهاكا صهيونيا متواصلا، خاصة على مدينة جنين ومخيمها، وكذا على القضية الصحراوية، التي يرزح شعبها تحت نير الاحتلال المغربي، حيث يمضي نظام المخزن في انتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، واستغلال الموارد الطبيعية للصحراء الغربية بطريقة غير شرعية. وبهذا الصدد، تأسف سفير الجزائر السابق لدى جنوب إفريقيا، لكون الصحراء الغربية، التي تعد آخر مستعمَرة إفريقية، محتلة من قبل دولة إفريقية، مردفا أنه مهما كانت الظروف فإن الحرية والاستقلال سيكون حليف الصحراويين وكذا الفلسطينيين". وجدد جودي التأكيد أن الجزائر كانت ولا تزال تساند الشعبين الفلسطيني والصحراوي من أجل حقهما في تقرير المصير والاستقلال، وأن دعم حركات التحرر من المبادئ الثابتة للجزائر على اعتبارها "قبلة للثوار". مطالب بتوسيع نطاق قيم ومبادئ نيلسون مانديلا في كلمة ألقاها بالمناسبة، لفت القائم بالأعمال لدى سفارة جنوب إفريقيا بالجزائر، سيلوباتريك رانغوميس، إلى أن إحياء اليوم العالمي لنيلسون مانديلا، هذا العام، يأتي تحت شعار "الأمر بين يدي"، مضيفا أنه من هذا المنطلق "نحن مجتمعون اليوم لنقدم مساهماتنا في خلق حياة أفضل لأنفسنا ومجتمعاتنا وبلداننا وقارتنا وعالمنا". وطالب الدبلوماسي برفع مستوى الوعي وتوسيع نطاق قيم ومبادئ نيلسون مانديلا والتي تشمل محاربة الظلم ومساعدة المحتاجين وممارسة المصالحة، والمضي على خطى زعيم جنوب إفريقيا الأسبق القائمة على أساس التفاني في خدمة كل القضايا الإنسانية. وفي وقت دعا سيلوباتريك رانغوميس إلى عدم نسيان بأن "الصورة الأيقونية التي اكتسبها ويمثلها مانديلا أتت من تفاعله وتعلمه وتبادله مع الثورة الجزائرية، التي لطالما كانت مصدر إلهام للثوار"، شكر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، والحكومة والشعب الجزائريين ل«اعترافهم بإسهامات مانديلا ونضاله، من خلال تسمية إحدى المنشآت باسمه (ملعب مانديلا ببراقي). نحن كجنوب إفريقيين وبصفتنا أصدقاء للجزائر، نفتخر بذلك". من جهته، قال سفير فنزويلا لدى الجزائر خوان أرياس، إن الراحل مانديلا علم الجميع كيف يكون سياسيا ومكافحا مناضلا في نفس الوقت، "فالأهم هو أن نتمتع بروح المسؤولية وليس أن نكون في القيادة السياسية فقط". وحيّا السفير خوان أرياس روح الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، مشيرا إلى أنها ستبقى دائما رمزا للنضال من أجل الانعتاق من الاضطهاد والتحرر، والقضاء على نظام الفصل العنصري. وأبرز السفير الفنزويلي، أن مسار ثورة جنوب إفريقيا التي قادها مانديلا، هو نفسه مسار الثورات التحريرية لدى العديد من الشعوب المضطهدة التي عانت من نير الاستعمار، والتواقة إلى الحرية، لكن، خلال تلك الثورات، يضيف، عادة ما تكون هناك حرب إعلامية تعمل على تزييف الحقائق وإخفائها، "وهو ما كنا نحن كفنزويليين ضحية له".