أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في مجال المؤسسات الناشئة، مبرزا أن هدف السلطات العمومية اليوم هو خلق المناخ الملائم لبروز جيل جديد من المقاولين الجامعيين «الوطنيين» للإسهام في تنمية الاقتصاد الوطني، وأعلن الرئيس تبون بالمناسبة، عن إنشاء المحافظة السامية للرقمنة، مبرزا الدور الهام الذي سيلعبه هذا القطاع في تنظيم الاقتصاد الجزائري. وقال رئيس الجمهورية: «نحن على وشك إنشاء المحافظة السامية للرقمنة»، مضيفا أنها «ستوضع على مستوى رئاسة الجمهورية».. وأكد الرئيس تبون بأن رقمنة الاقتصاد بشكل كامل تسمح بتوفير جميع المعطيات الضرورية لاتخاذ القرار، حيث يمكن الاطلاع عن المنتجين وطبيعة منتجاتهم بدقة والكميات التي ينتجونها، والشعب الواجب الاستثمار فيها. كما أن الاعتماد على الرقمنة سيمنح نظرة أكثر دقة على إمكانيات الاقتصاد الوطني، حسب الرئيس تبون الذي أشار إلى أن الجزائر لم ترد التصريح بأكثر من 225 مليار دولار كرقم رسمي للناتج المحلي الخام سنة 2022، في حين أنه قد يتراوح في الواقع بين 240 أو 245 مليار دولار. وذكر رئيس الجمهورية بأن الناتج المحلي الخام لم يكن يصل إلى 100 مليار دولار في 2009، «واليوم وبدون أن نتطرق إلى السوق الموازية والإنتاج الموازي وصلنا إلى 225 مليار دولار كرقم رسمي». تصدير الكهرباء نحو أوروبا في موضوع آخر، تطرق رئيس الجمهورية إلى الأرقام القياسية لاستهلاك الكهرباء هذا الصيف، حيث تم تسجيل ذروة تاريخية ب 18697 ميغاواط يوم 23 جويلية الماضي، وهي الرابعة من نوعها خلال هذا الشهر. في هذا الإطار، أشار الرئيس تبون إلى أن الاستهلاك اليومي العادي للكهرباء يتراوح بين 10 آلاف و11 ألف ميغاواط، غير أن ارتفاع درجات الحرارة وتزايد استعمال المكيفات رفع استهلاك الكهرباء بقرابة الضعف «ورغم ذلك لم يكن هناك انقطاع»، وصرح بالقول: «سونلغاز وسوناطراك قاما بالمعجزات، سوناطراك في الاكتشافات الجديدة، وسونلغاز من خلال مضاعفة إنتاج الكهرباء على الأقل ب 150 بالمائة». ولفت إلى أن القدرات الإنتاجية للجزائر تتجاوز 24 ميغاواط، ما يجعلها صاحبة «أقوى إنتاج للكهرباء في إفريقيا». أما بخصوص تصدير الكهرباء فقال: «نحن جاهزون لتصدير الكهرباء كما أكدنا للأوروبيين. إذا أرادوا نحن جاهزون لتصدير على الأقل 10 آلاف ميغاواط يوميا». قطعنا أشواطا كبيرة في مجال المؤسسات الناشئة من جهة أخرى، أوضح رئيس الجمهورية ان الجزائر التي انطلقت «من الصفر» في ميدان المؤسسات الناشئة وفي المقاولاتية والابتكار، هي اليوم في المرتبة السادسة أو السابعة إفريقيا، حيث تحصي اليوم نحو 5000 إلى 6000 مؤسسة ناشئة. وإذ اعتبر أن هذا الرقم «قليل»، إلا أن الهدف -يقول رئيس الجمهورية- هو»خلق جيل جديد من المقاولين، جيل جامعي نزيه ووطني لا نشك في وطنيته والذي سينطلق بالجزائر نحو العولمة»، مبرزا القدرات التي أبانت عنها هذه المؤسسات في مجال الخدمات المبتكرة ومساهمتها في تطوير صادرات البلاد. وأضاف في ذات السياق، أن إحدى هذه المؤسسات «تمكنت بعد تسعة اشهر من إنشائها من تصدير ما قيمته 200 مليون دولار»، مبرزا أن الشباب المقاول في مجال المؤسسات الناشئة «هم مستقبل البلاد» كونهم يساهمون في تطوير الناتج الداخلي الخام للجزائر بشكل كبير من خلال الخدمات التي توفرها مؤسساتهم. وفي مجال التكفل بالمؤسسات الناشئة، أفاد الرئيس تبون انه تم الاتفاق مع السلطات الصينية لإيفاد 300 شاب جزائري من أصحاب هذه المؤسسات الى الصين على دفعات، في اطار دورات تدريبية ومسابقات، ضمن برنامج اشمل يرمي لتكوين حاملي المشاريع في عدة دول من بينها الولاياتالمتحدة (السيليكون فالي) وكوريا الجنوبية. وفي رده على سؤال يتعلق بانضمام الجزائر إلى تكتل «بريكس» (برازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب إفريقيا)، أكد رئيس الجمهورية أن أعضاء المنظمة لم يفصلوا بعد في المعايير المعتمدة لقبول عضوية دول أخرى، غير أن ترشح الجزائر يحظى بدعم داخل هذا التكتل، مشيرا إلى تصريحات رئيسة بنك «بريكس» ورئيسة البرازيل سابقا، ديلما روسيف، التي اعتبرت بأن الجزائر ضرورية للمجموعة. وبالموازاة مع مسار ترشحها للتكتل، لفت الرئيس تبون إلى أهمية مشاركة الجزائر- من خلال مساهمة قدرها 1.5 مليار دولار - في رأسمال بنك التنمية الجديد التابع للتكتل والذي «يتمتع بإمكانيات مالية أكبر من إمكانيات البنك العالمي».