سنتناول في هذه المداخلة موضوع حضور الذاكرة الوطنية في الأدب الجزائري المعاصر. تأكيدا لدور النخب المثقفة في توثيق وتسجيل ذاكرتنا الوطنية إبداعيا وثقافيا، ومن خلال مختلف الفنون وخاصة الرواية. وقبل التفصيل في الموضوع، لابأس أن نطرح سؤالا جوهريا، وهو ما هي الذاكرة، أو ما المقصود بالذاكرة الوطنية؟؟ والجواب أن الذاكرة هي روح الأمة، هي ماضيها التليد، ومبعث أمجادها، وملتقى أجيالها خلفا بسلف، وهي الإرث الذي يتركه الخلف للسلف، إنها الوحدة الشعورية السامية، التي نستمد منها مقومات هويتنا دينا ولغة وتاريخا .. الاهتمام بالذاكرة اليوم يحتل أهمية كبرى، في جميع مناحي الحياة، فهو يؤدي إلى بناء ثقافة المقاومة للعولمة، لأن العولمة كمشروع للهيمنة على الشعوب، يعمل على تسطيح الذاكرة والقضاء عليها، ولنا أن نسأل يا ترى ماذا يحدث للإنسان عندما يفقد الذاكرة، طبعا تقولون إنه يصاب (بالزهايمر)، فيصبح الإنسان لا يعرف ذاته؛ بمعنى أنه يفقد (الذاكرة الفردية)، وهذا على المستوى الفردي مما يجعل الفرد ينقطع عن ذاته وعن محيطه، فيصبح لا يعرف ذاته، ولا يعرف من حوله. أما على المستوى الجمعي، فالمجتمع الذي يفقد ذاكرته يفقد إدراكه للواقع، وينفصل تماما عن العالم الذي يعيش فيه، ويصبح غريبا ولا قيمة له بين الأمم والشعوب، فالذاكرة شيء أساسي في حياة الفرد والمجتمع، فهي تمثل الثقافة والهوية الجماعية التي تشكل أساس وحدة الجماعة ومستقبلها. والذاكرة الفردية تتجسد أدبيا في السيرة الذاتية، والرواية وكل الإبداعات الفردية التي تجسد تاريخ الذات، وعلى مستوى الجماعة يعد الأدب ذاكرة للجماعة، فالشعر الجاهلي مثلا سجل لنا كل ملامح العصر والجماعة التي أبدع فيها، ولذلك قيل قديما "الشعر ديوان العرب"، ونحن اليوم نقول: "الأدب ديوان الأمم والشعوب". وإذن، فإن العلاقة بين الذاكرة والهوية والأدب تدفعنا إلى البحث عن مفهوم جديد للمواجهة وهو ما نسميه بالثقافة المقاومة، أو الأدب المقاوم للفكر الكولونيالي، ولثقافة الهيمنة ونفي الآخر، وتشويه تاريخه وثقافته. وقبل الحديث عن الذاكرة في الرواية الجزائرية، لابد أن نعرف أن الجزائر تعرضت لأشد أنواع الاحتلال فتكا في العصر الحديث، هذا (الاستدمار) الذي أتى على الأخضر واليابس، وقامت سياسته على "التفقير، والتجهيل، والتنصير، والفرنسة"؛ بمعنى أنه سعى إلى القضاء على كل مقومات الشخصية الوطنية، من خلال منظومة متكاملة الأركان شارك فيها العسكريون، وعلماء الاجتماع، وعلماء النفس، وعلماء الآثار والانثروبولوجيا، في احتلال الجزائر والقضاء على الشخصية الوطنية، تحت ستار نشر الحضارة والمدنية الغربية، وحتى الكتاب والأدباء روجوا للطروحات الكولونيالية، من أن فرنسا جاءت لتثقيف هذا الشعب ونقل الرسالة الحضارة إليه، والحقيقة غير ذلك تماما، فقد عمل الاستدمار على الاستيلاء على الذاكرة الوطنية، ومصادرة وتشويه هذا التاريخ الوطني بمختلف الوسائل والطرق .. فبدأ علماء الآثار في التنقيب بالمواقع الأثرية التي تعود لفترة ما قبل التاريخ، وتحويل الكثير منها إلى المتاحف الفرنسية، ثم انتقلت السلطات الاستعمارية الفرنسية إلى الاستيلاء على الذاكرة الجماعية للشعب، كما لم تسلم الآثار التي تعود للفترة الوسيطة والحديثة من النهب، فقد طالتها يد المستعمر الفرنسي، الذي جمع كل شيء يعود للدولة الجزائرية ويؤرخ لماضيها المجيد من مخطوطات ومراسلات وخرائط إلى غير ذلك. لا ننسى الجريمة النكراء التي أقدم عليها الاستدمار الفرنسي، بحرق الأرشيف الوطني بالمكتبة الوطنية غداة الاستقلال، وقبيل مغارة الجزائر. وقد خاض الشعب الجزائري، إبان مرحلة الاحتلال، الكثير من المقاومات والثورات، إلى أن تكللت الجهود بثورة التحرير الكبرى التي تعد واحدة من أكبر ثورات العالم، إن لم تكن أكبرها على الإطلاق، قدم فيها أروع الأمثلة عن التضحية بكل ما يملك، انتصارا لحرية الإنسان والأوطان، وسعيا لاسترجاع الذاكرة المسلوبة، هذا على الصعيد السياسي. أما على الصعيد الفكري، فقد كان للثورة دورها أيضا في التأسيس لفكر جديد مناهض للكولونيالية، وهو الفكر ما بعد الكولونيالي، أو ضد الكولونيالية، والذي تجسد في كتابات عديدة، في مقدمتها كتابات أعلام الحركة الإصلاحية، مثل: ابن باديس، والبشير الإبراهيمي، وعديد المفكرين الجزائريين مثل: مالك بن نبي، ومصطفى الأشرف، فضلا عن الكتابات الأدبية للكتاب والأدباء الذين عايشوا حقبة الاحتلال، وقاوموا الاحتلال بالقلم كما قاوموه بالسلاح، واستطاعت هذه الكتابات أن تقف في وجه السلطة الفرنسية وما تفرضه من هيمنة وتشويه للذات الجزائرية، كما استطاعت أن تفضح السياسات الاستعمارية بمختلف أشكالها .. ولقد تجسد هذا البعد المقاوم عبر الكثير من الكتابات الإبداعية التي قامت على رفض المقولات الاستعمارية الغربية، من خلال اتخاذها لموقف المواجهة والمقاومة، ونفي الصورة النمطية التي أراد الاستعمار فرضها على الشعوب المستعمرة، وفضح جرائمه ضد الشعب، ولنا في كتابات مفدي زكريا وغيره من الشعراء، خير مثال عما تستطيع الكلمة فعله، وفي هذا المجال لا ننسى ذكر الكتاب الجزائريين باللسان الفرنسي الذين واجهوا في كتاباتهم الطروحات الاستعمارية مثل: ولد الشيخ آغا، محمد ديب، مالك حداد، آسيا جبار .. وغيرهم من الكتاب المقاومين .. وإذا كانت الثورات الكبرى في العالم قد حرص أصحابها على تسجيلها وتدوينها تاريخا وإبداعا، قصد توكيد قيمتها ومكانتها، وقصد إقناع الآخر بها، فإن ثورتنا العظيمة مازالت حبيسة ذاكرة الذين صنعوها وهم يتناقصون باستمرار، أو حبيسة بطون كتب شعرية ونثرية تناثرت هنا وهناك في أصقاع الدنيا عامة، وفي رفوف المكتبات وإن واجب جيلنا، جيل الاستقلال والحرية، حبا لوطنه وتاريخه وثقافته، وردا لجميل أولئك الذين صنعوا له مستقبله وحريته، وأقاموا له دعائم دولته بكل رموزها، إن واجبه أن يحفظ الأمانة، ولا يتحقق ذلك إلا بتسجيل تاريخ وأمجاد هذه الوطن بكل الوسائل حفاظا على ذاكرة أمة وتاريخ شعب، قدم أروع الأمثلة في البطولة والفداء. ولذلك، فإن الحديث اليوم عن حضور الذاكرة الوطنية في أدبنا الجزائري المعاصر، ودور الأدباء المعاصرين في التعبير عن هذه الذاكرة الوطنية وخاصة الثورة التحريرية، والاحتفاء ببطولاتها وأمجادها وتخليد مآثرها وتصوير عبقريتها، يجب أن يكون في صدارة اهتماماتنا، إذ كيف يخط أسلافنا تاريخا قل نظيرة في الدنيا، ولا نكتبه جماليا وفنيا، إن واجبنا أن نسجل هذه الذاكرة، ونكتب هذا التاريخ العظيم، الذي لو سخرنا له غابات الدنيا أقلاما وأبحرها حبرا ما نفدت كلمات هذا التاريخ، وهو الذي يجب أن يملأ الدنيا لوحات زيتية، ومسرحيات، ودواوين، وأفلاما، وأشرطة، وروايات، تخلد أمجادنا التي شغلنا بها الورى وملأنا بها الدنا، تسابيحها من حنايا الجزائر على حد قول شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا في إلياذته المعروفة (إلياذة الجزائر). ولذلك ينبغي التأكيد على دور النخب المثقفة في توثيق وتسجيل ذاكرتنا الوطنية إبداعيا من خلال مختلف الأعمال الإبداعية (شعر، قصة، رواية، مسرحية وسينما وفن تشكيلي...)، لإبراز عبقرية وأمجاد وتضحيات الأسلاف. والأدباء والكتاب، يتحملون اليوم مسؤولية تاريخية لكتابة هذه الذاكرة، من خلال استلهام مآثر وبطولات من ضحوا بأرواحهم من أجل أن ننعم بالحرية والاستقلال، خاصة أمام الحملات التي تشنها بعض الأقلام التي ما زالت تروج للخطابات الكولونيالية..
كيف يمكن صياغة الذاكرة أدبيا ليصبح الأدب نفسه ذاكرة؟ أمام هذه الهجمات التي تستهدف الذاكرة الوطنية، لابد أن نعترف بما بذله الكثير من الأدباء في هذا المجال، وهنا أقف وقفة احترام أمام هذه الأقلام التي تكتب بصمت وتحترق بنار محبة هذا الوطن وتكتب عنه بكل محبة وإخلاص، وبعضها غير معروف في وسائل الإعلام الثقيلة. في المقابل هنالك أسماء إبداعية كثيرة تحتفي بالتاريخ والذاكرة، وتجعل من الذاكرة، والتاريخ الوطني هاجسها المركزي؛ هذا التاريخ الذي قال عنه الروائي الجزائري صاحب "ثلاثية الأرض والريح": لطالما تأملت تاريخنا العملاق، متسائلا، كيف نحيا في حدائق مزهرة من الأحداث والوقائع والنماذج الإنسانية العملاقة ثم نعجز أن ننفخ فيها من روح الإبداع فإذا هي فن سوي راق، وكيف يخط أسلافنا تاريخا قل نظيرة في الدنيا، ونعجز أن نكتبه جماليا وفنيا، وهو الذي لو سخرنا له غابات الدنيا أقلاما وأبحرها حبرا ما نفدت كلمات هذا التاريخ، وهو الذي يجب أن يملأ الدنيا لوحات زيتية، ومسرحيات، ودواوين، وأفلاما، وأشرطة، وروايات، تخلد أمجادنا وبطولاتنا؟.. تحضر الذاكرة بقوة في الكتابات الروائية الجديدة، وفي كتابات الأسماء الكبيرة أيضا مثل: محمد مفلاح، ورشيد بوجدرة، مرزاق بقطاش، واسيني الأعرج، أحلام مستغانمي، الطاهر وطار.. وغيرهم كثير وهي كتابات تمتلك وعيا متطورا، وتمتلك الرؤية الفكرية العميقة، بأبعاد الصراع الحضاري الذي نعيشه اليوم، وتمتلك الرؤية الجمالية والفنية أيضا. ثلاثية الأرض والريح لعزالدين جلاوجي من هذه الكتابات نذكر "ثلاثية الأرض والريح"، وهي تجربة روائية متميزة تكسر كل الحواجز وتكشف كل العوالم الدفينة لحقبة الاحتلال الفرنسي للجزائر، مقدمة عملا سرديا يجمع (الذات والذاكرة)، ويكشف ما كان مسكوتا عنه من أحداث مقاومتنا للاحتلال الفرنسي، كما أن هذه الثلاثية مؤشر على انهيار السرديات الكبرى "السرديات الغربية"، التي تزعم أن الغرب يؤسس لمشروع إنساني يكرس قيم الخير والحرية والعدالة، وهذه الثلاثية تعري هذا الزعم، وتكشف زيفه، وتثبت انهيار هذه السردية انهيارا واضحا .. المتأمل في هذه الثلاثية وخاصة رواية "الحب ليلا في حضرة الأعور الدجال"، يلحظ كيف أنها انغمست في مغامرة خاصة مع التاريخ، وأعني بذلك تاريخ مقاومتنا للمستدمر الفرنسي، وتاريخ الثورة التحريرية الكبرى. كما أن الرواية لا تكرر هذه الأحداث والوقائع وإنما تقدم صورة متخيلة، تركز على الجزئيات والتفاصيل التي لا يهتم بها التاريخ الرسمي، وتحاول الإمساك بالخبايا وإنارة الجوانب الخفية، التي بقيت بعيدة عن أضواء المؤرخين، باحثة في أعماق الذات الجزائرية المقاومة في وجدانها وأحلامها وانكساراتها وانتصاراتها..، وكذا في الجزئيات الخاصة بحياة الشخوص المتخيلة "العربي موستاش، سي رابح، الخير.. إلخ"، هذه الشخصيات التي منحها الكاتب، سلطة السرد، وسلطة البطولة في صناعة الأحداث.. على الرغم من أنه يذكر الشخصيات التاريخية المعروفة، إلا أن حضورها باهت في الرواية مقارنة بالشخصيات المتخيلة.. وبذلك استطاع جلاوجي أن يحول أحداث الثورة إلى مادة سردية، من خلال هذا التفاعل الرائع بين الأحداث والوقائع، والذات الكاتبة، وهذا التقاطع يدفع التاريخ والذاكرة إلى فضاء الإبداع والكتابة السردية. بأسلوب فني وجمالي رفيع، يرصعه الكاتب بالصور والرموز، ومختلف التشكيلات الفنية، ليجعل هذه الثلاثية تعد أكبر وأضخم عمل روائي جزائري باللغة العربية، تناولت تاريخ الجزائر في العصر الحديث. وإن توجه جلاوجي للرواية التاريخية سببه إيمانه العميق بأن تاريخ المقاومة، والثورة التحريرية لم يكتب فنياً ولم يكتب جمالياً، لقد بقي مادة خاماً، مادة جامدة محنطة، تُقدَّم إلينا على موائد التاريخ مجمدة دون روح، وهو أمر نأسف له غاية الأسف، رغم ثراء تاريخنا وعبقريته، ورغم الجوانب الإنسانية العميقة في هذا التاريخ"، ولذلك فقد سعى جلاوجي في هذه الرواية إلى بعث ذلك الزمن المجيد الحافل بالبطولات والتضحيات، سائرا على خطى المجاهدين والشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، ولذلك نلمس في رواية الحب ليلا، عمقا في وعي التاريخ، ربما لم يبلغه المؤرخون، حينما يسائل الروائي التاريخ المهمش، تاريخ الطبقات الشعبية البسيطة التي لا يلقي لها التاريخ الرسمي بالا، على الرغم من أنها هي التي صنعت هذا التاريخ، فكيف لا يحتفي في إبداعاته بهذا التاريخ المجيد، الذي تحاول بعض الأصوات تشويهه والنيل من أبطاله الشرفاء خدمة للمشروع الاستعماري كيف لا وهو ابن هذه الأسرة الثورية التي قدمت القوافل تلو القوافل من الشهداء، فهو ابن مجاهد وسليل أسرة مقاومة، ومن أشبه أباه فما ظلم، كما يقال... لقد سعى جلاوجي في هذه الثلاثية إلى بعث ما ألقي عليه تراب النسيان، وراح يضخ دم الحياة في نماذج إنسانية مختلفة قد لا نجدها في التاريخ الرسمي، بل إنه خلق شخصياته المتخيلة، وذكر أحداثا تاريخية نقلها الكاتب من مجالها التاريخي الجاف إلى مجال الإبداع والفن الرفيع، فتبرز الأحداث والشخصيات من خلال معالجته لها حية، كأنها تعيش من جديد، وبذلك حول الكاتب أحداث المقاومات إلى مادة سردية من خلال هذا التفاعل بين الأحداث والوقائع والذات الكاتبة، وهذا التقاطع دفع الذاكرة إلى فضاء الإبداع والكتابة السردية، وبذلك تحولت المادة التاريخية إلى مادة سردية، نقرأها بكثير من الشغف والإعجاب، وهنا تأتي أهمية كتابة التاريخ فنيا، خاصة للطلبة الذين قد ينفرون من الكتابة التاريخية الجافة، فتأتي هذه الأعمال الفنية لتربط أبناءنا بالتاريخ والذاكرة .. هذه الثلاثية، إذاً، لا تقول التاريخ كما يقوله المؤرخ، فذاك ليس مهمتها الأساس، ولكنها تقوله كما يقوله الإبداع، إنها تنفتح على الإنسان في خيره وشره، في حبه وبغضه، في قوته وضعفه، في ظاهره وعمقه، في تعقله وجنونه، في تقواه وعربدته.. ومن خلال قراءتنا لهذه الثلاثية، فإننا نتعرف على جرائم الاستعمار الفرنسي وسياسته التي قامت على التدمير والإبادة، وضرب كل مقومات الشخصية الوطنية، كما نتعرف على ما كان مسكوتا عنه من أحداث مقاومتنا للاحتلال الفرنسي، منذ احتلال الجزائر سنة 1830 إلى غاية استرجاع الحرية عام 1962، وهي تقدم لنا نموذجا رائعا للتخييل التاريخي، الذي لا يحيل على حقائق الماضي، أو يقررها ويروج لها فقط، وإنما يستوحيها بوصفها ركائز مفسرة لأحداثه، على اعتبار أنه من نتاج العلاقة بين السرد المعزز بالخيال، والتاريخ المدعم بالوقائع، وهذا من شأنه أن يحرر الكتابة السردية، ويدفع بها إلى تخوم رحبة للكتابة المفتوحة على الماضي والحاضر، بالنظر إلى أن النص التخييلي، هو آلية لإنتاج العوالم الممكنة والرواية ليست انعكاسا للواقع، وإنما هي وحدة إبداعية من وحدات المخيال. بل إن المؤرخ الجيد هو الروائي، فتصبح الرواية وسيلة لحفظ الذاكرة، وحفظ التاريخ.