دعا الدكتور عبد الحميد هيمة أستاذ الأدب العربي بجامعة قاصدي مرباح، بورقلة خلال مشاركته في أشغال "الأيام الوطنية لعكاظية الشعر"، التي نظمتها دار الثقافة عبد المجيد الشافعي بمدينة قالمة بمناسبة ستينية الاستقلال، إلى أهمية تأسيس جبهة ثقافية لمواجهة الأطروحات الدخيلة. واعتبر الدكتور عبد الحميد هيمة في حديث ل«الشعب" أن الأدباء يتحملون اليوم مسؤولية تاريخية كبرى في كتابة الذاكرة، من خلال استلهام مآثر وبطولات من ضحوا بأرواحهم من أجل أن ننعم بالحرية والاستقلال، خاصة أمام حملات التشويه التي تطال الذاكرة الوطنية ممن يريدون تغيير نظرة الجزائريين للتاريخ الثوري. من هنا ينبغي كما أكد المتحدث، ضرورة تكاتف جهود الخيرين في هذا الوطن من كتاب وأدباء لمواجهة هذه الكتابات المغرضة، من خلال جبهة مقاومة ثقافية تتصدى لهذه التيارات الفكرية وأتباعها وما تبثه من أكاذيب تتعلق بتاريخنا الوطني، لأن المقاومة لا تكون بالسلاح فقط، بل تكون أيضا بالفكر والثقافة والأدب. من جهة أخرى ذكر الدكتور عبد الحميد هيمة أن الأيام الوطنية لعكاظية الشعر التي حملت شعار "حضور الذاكرة الوطنية في الأدب"، جاءت بتوصيات مهمة تدعو إلى ترسيم هذه الأيام الوطنية تحت اسم "الأيام الأدبية لمدينة قالمة"، وطالبت باستحداث جائزة وطنية للأيام الأدبية تشجيعا للإبداع الأدبي في مختلف الأجناس الأدبية (شعر، قصة، رواية)، وكذا تخصيص الدورة القادمة للأيام الأدبية لدراسة موضوع "حضور الذاكرة الوطنية في الأدب"، من أجل لفت انتباه المبدعين الشباب منهم خاصة لأهمية موضوع الذاكرة في ربط الحاضر بالماضي وتوثيق وتسجيل ذاكرتنا الوطنية من خلال مختلف الأعمال الإبداعية (شعر، قصة، رواية، مسرحية وسينما وفن تشكيلي ... إلخ). وأبرز المتحدث في السياق، أننا مازلنا دون مستوى عبقرية هذه الثورة، ولم ننجح في تخليد هذه الثورة بأعمال إبداعية تكون في مستوى الأعمال العالمية عند غيرنا من الأمم، وإن وجدت هذه الأعمال، فهي قليلة حسبه، مشيرا هنا إلى ما قدمه صاحب ثلاثية الأرض والريح، الأديب الجزائري الكبير (عز الدين جلاوجي)، المتوّج مؤخرا بجائزة كتارا للرواية العربية، حيث - حسبما قال الدكتور هيمة - "استطاع أن يقدم ملحمة سردية كبرى تجمع الذات والذاكرة، وتكشف ما كان مسكوتا عنه من أحداث خلال فترة مقاومة الاحتلال الفرنسي، من 1830 إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية عام 1962".