قبل عشر سنوات أي في سنة 2003 حمل المستشفى الجامعي »بارني« بحسين داي، اسم المناضلة والطبيبة، البروفسور نفيسة حمود سنة فقط عن وفاتها، بعد نضال ثوري وسياسي وفي مجال تخصصها ( الطب) ، وكان لها شرف أن تكون أول امرأة طبيبة انضمت الى الكفاح المسلح في الجبال عقب اندلاع ثورة التحرير المباركة.ولدت نفيسة حمود في سنة 1924 في الجزائر العاصمة، تنحدر من عائلة عريقة.في سنة 1944 كانت ضمن أول خلية لطلبة الطب الجزائريين، شاركت في مظاهرات ماي 1945 بالعاصمة ثم انتخبت في سنة 1947 كأمينة عامة لجمعية النساء المسلمات الجزائريات، وفي نفس السنة أصبحت عضوا في الخلايا السرية لحزب الشعب الجزائري. لم يكن نضال البروفسور نفيسة حمود منحصرا في العمل الثوري فحسب، بل اهتمت بترقية المرأة سياسيا، حيث و في سنة 1950 اتصلت بالفدرالية الدولية للنساء من أجل الاحتفال ولأول مرة باليوم العالمي للمرأة المصادف ل8 مارس. عقب اندلاع ثورة التحرير المجيدة في سنة 1954 سارعت الى الانضمام الى صفوف جبهة التحرير الوطني وتقلدت رتبة ضابط في جيش التحريرالوطني، حيث كانت تمارس مهنة الطب في الجبال لفائدة المواطنين العاديين والثوار على حد سواء، تعرفت خلال نضالها على الدكتور مصطفى لاليام الذي أصبح فيما بعد شريك حياتها، منذ سنة 1961 . العيادة التي فتحتها بالجزائر العاصمة، ما لبثت وأن غادرتها لتلتحق بالولاية الثالثة. تم القاء القبض عليها وهي في طريقها ومجموعة من رفقاء النضال، نحو تونس بعد اشتباك مع جيش الاحتلال الفرنسي، توفيت خلاله المناضلة الفرنسية الشهيرة والمناصرة للقضية الجزائرية ريمورد بيشار وبعد اتفاقيات ايفيان واجراء استفتاء تقرير المصير، تم تحريرها في عملية لتبادل للأسرى. كانت المجاهدة نفيسة حمود من النسا ء القلائل جدا في ميدان الطب غدا استعادة السيادة الوطنية، حيث واصلت نضالها في المستشفيات خدمة للمرأة بعد أن فضلت التخصص في كل مايتعلق بطب النساء والأطفال. وكانت من بين أبرز مؤسسي المركز الوطني لتنظيم الولادات ثم رئسة الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات. تعد البروفيسور نفيسة حمود من بين أبرز مؤسسي الطب في الجزائر تقلدت منصب وزير الصحة في عهد حكومة السيد سيد أحمد غزالي في جوان1991. لتغادرها بعد أربعة أشهر فقط مفضلة مواصلة نضالها في المستشفيات. توفيت في سنة 2002 عن عمر ناهز 78 سنة، وبعد ذلك بسنة وتكريما لعطائها الطويل ،المتعدد الأشكال، حمل المستشفى الجامعي اسمها تخليدا لذكراها وعرفانا للخدمات الجليلة التي قدمتها في مشوارها النضالي الطويل.