دعا المشاركون في الندوة الخاصة بمساهمة المرأة في الثورة التحريرية الوزارة الوصية إلى تدوين التاريخ الثوري لإبراز دور وتضحيات العديد من المجاهدات والشهيدات اللواتي ناضلن من أجل حرية الجزائر، كما أكدوا في سياق متصل على ضرورة تكريم المجاهدات الفرنسيات اللواتي قادهن إيمانهن بقضية الجزائر العادلة إلى مساندة شعبها في فرنسا، إضافة إلى إلتحاق بعضهن بصفوف جيش التحرير الوطني. وكانت الندوة التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع جريدة "المجاهد" إحياء للذكرى47 لاسترجاع السيادة الوطنية بمثابة وقفة عرفان لشهيدات الوطن من أجل الحرية دون استثناء الفرنسيات اللواتي قدمن يد المساعدة للمجاهدين، ومن ضمنهن السيدة إيفنين لافالات سفير. وبهذا الخصوص قال المجاهد والوزير السابق في الحكومة المؤقتة السيد خالد خان أن عدة مناضلات فرنسيات يشهد التاريخ عليهن بأنهن وقفن وقفة تضامن مع الجزائر المستعمرة رغم اعتراض مجتمعهم، إيمانا بقضية عادلة، مما يجعل جهادهن مميزا ويضع وزارة المجاهدين أمام مسؤولية تدوين تاريخ المناضلات الفرنسيات عرفانا بجميلهن وحفاظا على الذاكرة التاريخية الجزائرية. مضيفا على صعيد آخر أن التاريخ الثوري حافل بنضال المرأة الجزائرية، إذ تأتي في مقدمة القائمة المجاهدة ليلى موساوي التي تعد أول من إلتحقت بالجبل في اواخر1956 والفدائية مريم بوعتورة التي استشهدت بقسنطينة وكذا الشهيدة نفيسة حمود التي تعد أول طبيبة جزائرية التحقت بالجبل للكفاح. ومن خلال كلمة ألقتها المناضلة الفرنسية إيفنين لافالات سفير، أشارت إلى أن مشوارها النضالي بدأ سنة1954، اقتناعا منها بضرورة استقلال الجزائر لتحرك فيما بعد مشاعر التضامن رفقة رفيقات دربها بفضل الكثير من المجاهدين الذين إلتقت بهم. وأشادت بدورها الوزيرة السابقة وعضو مجلس الأمة السيدة ليلى الطيب بكفاح المجاهدة إيفنين لافالات التي أهدت حياتها لجزائر الأمس وجزائر اليوم. كما تطرقت المتحدثة إلى دور المرأة الجزائرية بصفة عامة في الثورة التحريرية، مؤكدة أن نظرة المستعمر الفرنسي إلى المرأة الجزائرية الماكثة في البيت على أساس أنه ليس لها أي دور، ساعد كثيرا على تفعيل دورها أثناء الكفاح المسلح، حيث كانت وسيطا مهما في إيواء المجاهدين ونقل الأسلحة في المدن والساعد الأيمن للمجاهدين في الأرياف. ومن جهته تطرق المجاهد محمد غفير إلى سيرة بعض المجاهدات والشهيدات الفرنسيات اللواتي شاركن في تحرير الجزائر، إضافة إلى المئات اللائي ساندن القضية الجزائرية في فرنسا، منهن حوالي 30 محامية خاطرن بحياتهن من أجل تحرير الجزائر..ومن بين الفرنسيات اللواتي يشهد عليهن التاريخ الجزائري المناضلة ريمون بيشار، ممرضة بقسنطينة ولدت في 15سبتمبر1927 ببولوغين، حيث طلبت الإلتحاق بصفوف الجيش في جبل الريح بولاية برج بوعريريج لتستشهد فيما بعد. علما أن أحد الشوارع في قسنطينة يحمل اسمها. وللإشارة؛ شهدت الندوة تكريم كلا من المجاهدتين ليلى الطيب وإيفنين لافالات سفير عرفانا لهما بتضحياتهما من أجل استقلال الجزائر.