اثارت تعليمة الأمين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الحاملة رقم 805/ 2023 نقاشا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي والتي دعت فيها الوصاية إلى تمديد مواقيت فتح مؤسسات التعليم العالي إلى غاية العاشرة ليلاً بدأ من الموسم الجامعي 2024-2023 . قال عبد الرحمان بوثلجة أستاذ باحث، ومهتم بالشؤون الوطنية والدولية في تصريح « للشعب « أنه لاشك أن مراسلة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المتعلقة بتمديد مواقيت فتح مرافق مؤسَّسات التَّعليم العالي إلى العاشرة (22:00) ليْلًا تحمل قرارا جد إيجابي للجامعة بصفة عامة والطلبة والأساتذة بصفة خاصة، فهي توحي في مضمونها أن مجال طلب العلم وتحصيله يجب أن يفتح إلى أقصى حد ممكن، وهي في الحقيقة ليست تمديدا في برامج النشاطات البيداغوجية بل يجب تنفيذه بنفس الطريقة على كل الجامعات بقدر ما هو ضوء اخضر -حسبه - لمدراء المؤسسات الجامعية وذلك بالسماح بالنشاطات البيداغوجية والبحثية وتلك المتعلقة بالمقاولاتية وإنشاء المؤسسات حتى العاشرة ليلا . يضيف بوثلجة « وهو ما لم يكن معمولا به من قبل، وتبقى برمجة النشاطات بكل أنواعها في الجامعات حسب الحاجة وبتقدير من المسيرين بالتشاور مع النقابات والمنظمات الطلابية» . وحسب المتحدث فإن من إيجابيات التعليم هي السماح للطلبة بالولوج إلى المكتبات بعد الخامسة مساءا وهو الوقت المناسب للمذاكرة والمطالعة، خصوصا للطلبة الذين يقطنون الاقامات، حيث لا يمكن لمكتبة الإقامة أن تتوفر على المراجع مثل مكتبة الجامعة. كما يسمح أيضا للباحثين وطلبة الدكتوراه إلى استغلال المخابر في تلك الفترة، وهي الفترة المناسبة للأستاذ من أجل البحث بعدما يكون قد قضى يومه في التدريس مثلا، مع العلم بعض التخصصات لايمكن القيام فيها بالبحث إلا داخل المخابر، لانها تستلزم إستعمال مختلف الوسائل والآلات التي لا توجد إلا في المخابر، والفترة مابين الخامسة مساءا إلى العاشرة ليلا هي الفترة الانسب للنشاطات المتعلقة بالمقاولاتية . وأبرز الأستاذ بوثلجة في تصريحه، أنه وبهذا القرار يتفرغ الطالب من حصص الدروس والأعمال الموجهة، وهذا ينطبق أيضا على مختلف الندوات العلمية، التي من المؤكد بأنها تجلب أكبر عدد من المشاركين إذا برمجت في تلك الفترة لأن الاساتذة والطلبة لن يكونوا مشغولين بالنشاطات البيداغوجية، وهذا أمر جد مهم، لأن الهدف من تنظيم الملتقيات والندوات هو استفادة أكبر عدد من الطلبة والأساتذة ومن لهم علاقة منها، لكن يبقى تمديد النشاطات البيداغوجية من دروس وأعمال موجهة إلى الزمن المحدد حسب حاجة كل مؤسسة لذالك، وما تملكه من فضاءات وهياكل وعدد الطلبة الذين يدرسون فيها، وبتوافق تام بين الإدارة وممثلي الطلبة والأساتذة وبتنسيق مع مديرية الخدمات الجامعية. من جهته، اعتبر بويعقوب نوالدين عضو المكتب الوطني للرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين في تصريح ل» الشعب «أن تعليمة رقم 805 تخص المرافق البيداغوجية وليس مواقيت الأعمال الموجهة والمحاضرات. و أوضح المحدث بأن القرار يتعلق بالتمديد الزمني للبرامج العلمية والبيداغوجية مع الإبقاء على المرافق التي يرتادها الطلبة والأساتذة كالمكتبات وحاضنات الأعمال والمخابر وكذا مراكز تطوير المقاولاتية .