حذر البروفيسور بن عيبوش كمال بمصلحة الاستعجالات الجراحية بمستشفى ''مايو'' في حديث له مع ''الشعب'' من الاستهتار في حفظ المواد الحارقة المتمثلة في مواد التنظيف كالجافييل وتركها في متناول الاطفال نظرا لخطورتها الكبيرة على الصحة العمومية مشددا على ضرورة اتخاذ الأساليب الوقائية اللازمة لتفادي الإصابات من خلال مراقبة الأشخاص الأكثر عرضة ووضع قارورات هذه المواد في أماكن معينة. ̄ الشعب : ما مدى خطورة تناول المواد الحارقة على المعدة؟ ̄ ̄ تشكل المواد الحارقة خطرا كبيرا على جسم الإنسان حيث أن حادث بسيط يمكنه أن يودي بحياة الشخص المصاب إلى الهلاك حيث تحترق المعدة والبلعوم فيضطر الأطباء في بعض الحالات الاستعجالية إلى نزع المعدة والمرئ فلا يستطيع المريض تناول الأكل من فمه ولكن باستخدام أنبوب اصطناعي ينقل الغداء المتناول بعد توغل هذه المواد الخطيرة في جسم الإنسان وإحداثها دمار على مستوى المعدة والبلعوم ،كما أن مستشفى ''مايو'' يستقبل حالات عديدة من الأطفال الذين يتناولون هذه المواد نتيجة إهمال الأولياء في تنظيم المنزل وحفظ المواد ، وقد تم تسجيل أكثر من 100 حالة سنويا بمستشفى ''لمين دباغين'' حيث أن أغلبية الإصابات ناتجة عن محاولات الانتحار ،أما بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و 30 سنة، فتقدر نسبة الإصابات لديهم ب 80 بالمائة. ̄ ما هي الفئة الأكثر عرضة للإصابة ؟ ̄ ̄ الأشخاص الذين يتناولون بكثرة هذه المواد الحارقة هم الشباب المراهق والذين يعانون من مشاكل عاطفية أو عائلية حيث تقدر نسبة الإصابات لديهم ب 14 بالمائة من خلال محاولات الانتحار باستخدام الجافييل أو مواد أخرى تستعمل لتنظيف المراحيض كما أن الأطفال هم أيضا عرضة لهذه المواد الخطيرة سيما في حال تركها في المنزل أمام أعينهم فمثلا مستشفى'' مايو '' يستقبل حالات عديدة من الأطفال الذين يبتلعون هذه المواد نتيجة إهمال الأولياء في تنظيم المنزل وحفظ المواد ،كما أن الأشخاص الذين يعانون من تأخر عقلي احتمال كبير أن يقعوا ضحية تناول هذه المواد الخطيرة لذلك يتطلبون متابعة مستمرة من طرف أولياءهم أو أقاربهم. ̄ كيف يتم علاج المريض ؟وماهي أهم الأضرار التي تلحق به أثناء هذه الفترة؟ ̄ ̄ علاج المريض في حالات شرب المواد الحارقة يكون صعبا للغاية سواء من طرف الأطباء أو المريض الذي يعيش خلال فترة العلاج معاناة كبيرة نفسية وجسمية سيما خلال المرحلة الثانية والثالثة من علاجه حيث يضطر الأطباء إلى إجراء عملية جراحية للمريض يتم فيها نزع البلعوم والمعدة للمريض في حالات استعجالية بعد حوالي 9 أشهر من البقاء في المستشفى ،ولكن التكفل بهؤلاء يدوم لفترة طويلة تستمر إلى مدى الحياة لان المريض يصبح عاجزا عن تناول الأكل من فمه ولكن عن طريق أنبوب ، فتزيد معاناته في مصارعة المرض والتغلب على آلامه النفسية والصحية . لذلك من المفروض أن يتم نقل المصاب إلى المستشفى في مرحلة مبكرة وعلى جناح السرعة لان التأخر في تشخيصه يحدث نتائج كارثية حيث تشتد الخطورة وتظهر مضاعفات لا يمكن علاجها. ̄ ما هي أهم النصائح التي يمكن أن تقدمها للأشخاص؟ ̄ ̄ أدعو الأولياء إلى توخي الحذر وعدم وضع المواد الحارقة التي تستعمل في تنظيف المنزل في متناول الأطفال لان ذلك قد يودي بحياة أطفالهم إلى الموت، كما أنها تعد من اكبر الأحداث المنزلية ،إضافة إلى ضرورة حفظها في مكان جيد وعدم وضعها في قارورات الماء المعدني وإنما يفترض عزلها في مكان محدد وعبوات خاصة تحمل اسم المادة كما انصح بإتباع القوانين المطبقة ومتابعة الأشخاص الأكثر عرضة للوقوع في مثل هذه الحوادث متابعة نفسية وعقلية حسب حالة الشخص لتفادي المضاعفات الخطيرة، واشدد أيضا على أهمية تنظيم حملات تحسيسية حول مخاطر استعمال المواد الحارقة وكيفية أخد الاحتياطات اللازمة .