تعد السيدة يسمينة طايا من الجزائريات الأوائل الائي اقتحمن عالم الأعمال ونافسن الرجل في التسيير النموذجي والجيد للمؤسسة الاقتصادية، واليوم لا تبخل بخبرتها وتسهر على نقل تجربتها للشابات خريجات الجامعة وفوق هذا وذاك تحسس وتشجع على تواجد المرأة بقوة في نسيج المؤسسة الاقتصادية نظرا لكفاءتها وجديتها ونجاحها على الصعيد العلمي. تشعر للوهلة الأولى عندما تتحدث إليها أنها على اطلاع واسع بشؤون عالم المقاولة وتدرك أهميته في الاقتصاد الوطني وحريصة على إدماج أكبر عدد من النساء من أجل اسهامهن في رهانات التنمية الوطنية كون المرأة تشكل نسبة ال51 بالمائة من المجتمع الجزائري. وقفنا في البداية عند ولوج هذه المسيرة الناجحة، التي تملك عدة مؤسسات إقتصادية عالم كان يقتصر على الرجل وحده بمساعدة من زوجها حتى صارت رئيسة شرفية للجمعية الوطنية للنساء صاحبات الاعمال ورئيسة الشبكة الجزائرية للحوار شمال جنوب وعضوة منظمة الحوار الاورو/ عربي، وفي الوقت ذاته مسيرة لعدة مؤسسات للبناء والبلاستيك. واعترفت يسمينة طايا أن بدايتها سنة 1979 كانت جد صعبة عندما أسست مع زوجها، مؤسسة عائلية مختصة في الصيد و تصدر الموارد الصيدية على غرار السمك إلى غاية سنة 1990، كون القوانيين كما أوضحت كانت منغلقة وثقافة التصدير لم تتكرس بعد لدى الجزائريين في ظل نقص الامكانيات وجهلهم للأسواق الدولية. واسترجعت سيدة الأعمال يسمينة ظروف انطلاقها في السنوات الأولى مؤكدة تحديها عن طريق مضاعفة جهودها من أجل تربية أطفالها والعناية ببيتها، وفي ظل مجتمع محافظ كان غير مهيئ حسبها لتقبل المرأة في مجال الأعمال، لكنها اليوم ترى أنه تغير بشكل تدريجي بفضل ما حققته المرأة من نجاحات في التعليم والتكوين وتأكيدها على كفاءتها وجدارتها بفرض نفسها على أرض الواقع، واغتنمت محدثتنا الفرصة لتثني على الجزائرية ووصفتها بالمتخلقة والتي تنبض بالوطنية. واعتبرت طايا أن تشجيع رئيس الجمهورية للمرأة كان له تأثيره عن طريق إعادة الاعتبار لها لاقتحام عالم السياسة والاقتصاد والثقافة وتبوأ المناصب وتقلد المسؤوليات، وخلصت إلى القول في هذا المقام أن كل ذلك يعد مكسبا للجزائر. وبخصوص الدور الذي بامكان المرأة أن تلعبه في مجال المقاولة مقارنة بنظيرها الرجل، ذكرت أن دورهما متكامل ويضاف إلى كل ذلك التعدد في الامكانيات والثقافات، وأشارت في سياق متصل أن المراة في الدول الصغيرة أو الناشئة مثل الجزائر مازالت المرأة مقيدة نوعا ولا تصل مثل الرجل إلى أبعد مكان بسب ما وصفته بالذهنيات التي تسير في طريقها إلى الانفتاح والتحسن أكثر. وتطرقت سيدة الأعمال يسمينة طايا إلى نشاط الجمعية المنخرطة فيها حيث قالت أنها شرعت في تحسيس الجامعيات منذ سنة 2000 وبعد ظهور آليات استحداث المؤسسات أبرمت معهم اتفاقيات لتقديم يد المساعدة للمرأة، حتى تلج الكفاءات هذا المجال الاستراتيجي الذي يعول عليه في تقوية النسيج الصناعي. وحرصت طايا على تشجيع الجزائرية من أجل تسيير المشاريع الكبيرة بالنظر إلى قدراتها، لأنه ليس لديها أي عقدة أمام النساء الأجنبيات في الدول المتطورة، ونصحتها بالإبتعاد عن هاجس الخوف والتحلي بالثبات وتفجير طاقاتها الكامنة. يذكر أن سيدة الاعمال طايا مستعدة لمنح خبرتها للفتيات الناشئات المهتمات بعالم الأعمال، بل لن تتردد في مد يد العون لهن ومرافقتهن في مشارعهن مثلما أكدته في العديد من المرات.