دعت المشاركات في الندوة حول ترقية صورة المرأة الجزائرية سياسيا في وسائل الإعلام إلى التعجيل بإنشاء شبكة من أجل وضع ميثاق يسهر على ترقية المرأة سياسيا، وتم التشديد على ضرورة المحافظة على الذاكرة والهوية، على اعتبار أنه المنطلق الجوهري لتطور المرأة بصورة صحيحة والتفتح بأمان على العصرنة، واستشهد صوت وذاكرة بعض المجاهدات على المكانة التي لعبتها المرأة الجزائرية وشجاعتها التي أبهرت بها العالم خلال ثورة التحرير وفي مرحلة البناء لم تضاهيها أي امرأة في العالم، بالنظر إلى الإنجازات والانتصارات التي حققتها، وخلصن إلى القول أن الجزائرية كانت رائدة التحرر ومثابرة ولا يمكن لأحد أن يشوه صورتها أو يتلاعب بحقيقة مكانتها. اعتبرت يسمينة طايا رئيسة جمعية النساء الجزائريات سيدات الأعمال في ندوة نظمت في منتدى يومية المجاهد التي جاءت ردا على محاولات تشويه صورة المرأة الجزائرية إعلاميا من خلال فيلم وثائقي''من هي فاطمة''، وأن عملية ترقية صورة المرأة الجزائرية في الإعلام، تنطلق من المحافظة على الذاكرة الجزائرية والتاريخ،على اعتبار أن التاريخ يشع بصورة رائعة للمرأة الجزائرية، وذات نوعية في صدارتها المرأة المجاهدة التي دافعت عن وطنها، أن هناك رهانات كبيرة تنتظر المرأة الجزائرية بصورة أخص، كون رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة شبّه انتخابات ال10 ماي بالفاتح نوفمبر 1954 وحتى نكون عند حسن الظن، وخلصت طايا إلى القول في هذا المقام، أنه صار من الضروري إنشاء شبكة من أجل صياغة ميثاق يسهر على ترقية المرأة سياسيا . وبدت رئيسة جمعية النساء الجزائريات سيدات الأعمال واثقة من قدرة المرأة الجزائرية في لعب دور كبير في حماية الشخصية الجزائرية، وتعتقد طايا أن ترقية صورة المرأة في المجتمع لن يتسنى لها خارج محافظتها على هويتها وحماية تراثها، لكن في إطار التفتح على العصرنة . وحملت شهادة الأستاذ فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان تسليطه الضوء على مسار مشرف للمرأة الجزائرية، في وقت عصيب عانت فيه من ويلات الاستعمار، أما اليوم فيرى قدرتها وفرصتها كبيرة كونها اليوم بخلاف أمس صارت مثقفة ودورها جوهري لأنها يفوق تمثيلها نصف المجتمع حيث تشكل ما لا يقل عن 52 بالمائة من المجتمع الجزائري . وراهن فاروق قسنطيني على المرأة الجزائرية في لعب دور ريادي على الصعيد التنموي، وتضاعفت على حد تقديره فرصها بعد أن دعمها وشجعها رئيس الجمهورية في رسالته التي بعث بها للمرأة في الثامن مارس الجاري، ووقف قسنطيني كذلك، على المكانة التي صارت تحتلها الجزائرية في قطاع التربية، إلى جانب قطاعي الصحة والعدالة . واغتنم قسنطيني الفرصة ليدعو المرأة التصويت بقوة والإقبال على الحياة السياسية كناخبة ومرشحة، وحذر من محاولات القضاء على ثقافتنا الأصيلة ومرجعيتنا الثابتة . ولم يشكك فاروق قسنطيني لحظة في قدرات المرأة الجزائرية، ودعا إلى دعمها معنويا بعد أن تم إصدار قانون لترقية تمثيلها السياسي وتوسيعه إلى جانب وجود إرادة سياسية قوية، واستدل على كفاءة ونجاح الجزائرية بالمرأة القاضية والتي قال إنها لا تحتاج إلى دعم لأنها برهنت باجتهادها على قدرتها وكفاءتها، ويرى أن البداية نوعا ما تكون صعبة ثم يمكنها أن تفجر طاقاتها وتتواجد بقوة في الحياة السياسية .