تعتبر "رقمنة المكتبات الرئيسية المطالعة" من المشاريع الهامة التي تحرص اليوم الحكومة الجزائرية على إنجاحها، وتهدف إلى توظيف أحدث التقنيات للتطبيقات الإلكترونية لتكنولوجيات الإعلام والاتصال لتسهيل عمليات تسيير المكتبات وايضا تشجيع وترقية المقروئية على أوسع نطاق. يعد تزويد المكتبات الرئيسية للمطالعة بشبكة رقمية موحدة، من بين المهام التي تسعى اليوم وزارة الثقافة والفنون تجسيدها على احسن وجه على أرض الواقع تماشيا مع أحدث المعايير التقنية العالمية. ويتعلق الأمر بالدرجة الأولى بمواكبة العصرنة والرقمنة بغية تبسيط الإجراءات الإدارية والوصول إلى صفر (0) ورقة، اضافة الى تسهيل وتحسين إجراءات التعامل مع رواد المكتبات وتمكينهم من استغلال الخدمات المقدمة لهم بكل اريحية سواء داخل المكتبات أو عن خلال الشبكة العنكبوتية. ان كسب هذا الرهان يتطلب بالدرجة الأولى تكوين الموارد البشرية اللازمة ورسكلة إمكانياتها من خلال الدورات التكوينية واللقاءات ناهيك عن توفير التقنيات، والتكنولوجيات الحديثة التي تسمح بالانتقال من التسيير التقليدي إلى التسيير الحديث والعصرية. يليها انشاء بطاقة الهوية البيومترية التي تعد بوابة الوصول إلى البيانات، كما يستلزم الامر ايضا إنشاء الموقع الإلكتروني للمكتبة ورقمنة خدماتها من خلال الاستعانة ببرامج وتقنيات وتطبيقات إلكترونية تساعد على إنشاء قاعدة البيانات، احصاء متابعة حركة الكتب. وإضافة إلى ما سبق ذكره تعتمد الرقمنة أيضا على إنشاء نظام إحصائيات للقراء عبر المواقع الإلكترونية للمكتبات، وثالثا يتعلق الامر بالرفوف المفتوحة مع تحرير الخدمة الذاتية ونظام التخزين الحسابي للبيانات. لتأتي بعدها خطوة انشاء وتطوير الموقع الإلكتروني التي تسمح بتوفير خاصية التسجيل بالمكتبة عن بعد للحجز المسبق للكتب. وهذه الخاصية تمكن القارئ من التواصل مع المكتبة من خلال شباك إلكتروني موحد باستعمال بطاقته الإلكترونية، التي يتم ربطها بخاصية الرسائل القصيرة، ويمكن من خلالها البحث والحجز برفوف المكتبة عن بعد. كما تسهل البطاقة الإلكترونية للقارئ عمليات الحجز الذاتي والإرجاع الذاتي من خلال التطبيق الرقمي الذي يخفف الضغط على المسؤولين على الرفوف ويربح القارئ الوقت. وتستلزم رقمنة المكتبات أيضا تواجدها بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة حيت تتقرب هنا المكتبة من القارئ وتبقيه مطلعا على مختلف أنشطتها وخدماتها وجديدها الثقافي، كما تفتح له فضاء للتعبير عن انفعالاته واحتياجاته. للإشارة تسعى وزارة الثقافة جاهدة اليوم لتجسيد مشروع الشبكة الوطنية للمكتبات الرئيسية العمومية للمطالعة التي تضم 42 مكتبة واستحداث المكتبات الالكترونية وتعميم استعمالها في المستقبل القريب، وكسب رهان الرقمنة في تسيير هذه المرافق الثقافية التي ينتظر منها ان تقدم أرقى وأنبل الخدمات الرامية إلى غرس أسس الثقافة والمواطنة والتعلم بين مختلف اوساط المجتمع.