دعا وزير الإتصال السيد محمد السعيد، أول أمس، بتمنراست إلى ضرورة استكمال مشاريع التغطية الإذاعية والتلفزيونية عبر سائر مناطق الجنوب. وشدد الوزير لدى إشرافه على جلسة عمل مع إطارات الإذاعة الجزائرية ومؤسسة البث الإذاعي والتلفزي بحضور إطارات وزارة الإتصال عقدها في ختام زيارته للولاية على ضرورة الإسراع في استكمال ومتابعة مختلف المشاريع المستقبلية المسجلة بخصوص التغطية بشبكتي البث الإذاعي والتلفزي بما يسمح بتغطية سائر المناطق التي تتواجد بها التجمعات السكانية بالجنوب. كما أبرز في هذه الجلسة التي خصصت أشغالها لتقييم وضعية البث الإذاعي والتلفزي بالجنوب، أهمية أن تواكب هذه المشاريع المستقبلية برامج تكوينية لفائدة العنصر البشري بما يسمح برفع المردودية باعتبار أن التكوين يشكل حجر الزاوية في ترقية الكفاءات المهنية. وأعلن الوزير أيضا بالمناسبة أمام مسؤولي القطاع عن برمجة جلسة عمل لاحقا ستخصص لبحث مسألة المطابع وسبل تسهيل وصول الصحف الوطنية إلى مواطني أقصى الجنوب. وتواصلت أشغال جلسة العمل التي نظمت بمقر الولاية بتقديم عرض مفصل حول وضعية شبكة التغطية الإذاعية والتلفزيونية بمناطق الجنوب وأقصى الجنوب الجزائري. يذكر أن هذه الجلسة جرت بحضور المديرين العامين للإذاعة الجزائرية والتلفزيون الجزائري ومؤسسة البث الإذاعي والتلفزي على التوالي السادة شعبان لوناكل وتوفيق خلادي وعبد المالك حويو. للإشارة، فقد قام الوزير خلال هذه الزيارة لولاية تمنراست والتي دامت يوما واحدا بتدشين المقر الجديد للإذاعة الجهوية بتمنراست كما تفقد عددا من الهياكل التابعة للقطاع وذلك قبل أن يشرف بالمركز الجامعي «موسى آق آخاموخ» على إعطاء إشارة الإنطلاقة الرسمية لمبادرة الإذاعة الجزائرية «من أجل سنة البيئة والتنمية المستدامة». ... ويؤكد: الإعلام الوطني وسيلة للبناء والتوعية وأكد وزير الإتصال أن الإعلام الوطني وسيلة للبناء والتوعية وإشراك المواطن في مسار التنمية الوطنية. وأوضح الوزير في لقاء مباشر على أمواج الإذاعة الجزائرية بتمنراست الجهوية عقب تدشينه للمقر الجديد لهذه المؤسسة الإعلامية أن الإعلام الوطني يعتبر وسيلة للبناء والتوعية وإشراك المواطن لتحمل مسؤوليته إلى جانب مسؤوليه لتجسيد مسار التنمية الوطنية داعيا إلى أن تكون «الإذاعة الوطنية في خدمة وتطوير هذه التنمية والدفع بالبلاد للخروج من التخلف». وشدد السيد محمد السعيد في ذات الإطار على أهمية «أن تبرز هذه الوسيلة الإعلامية الجهود المعتبرة التي تبذلها الدولة في مختلف مجالات التنمية»، معتبرا أن هذا الإنجاز الجديد الذي استفادت منه الإذاعة الجزائرية يأتي تكملة للمشروع العملاق المتمثل في نقل مياه الشرب من منطقة إن صالح إلى تمنراست. وأوضح وزير الإتصال أن هذا الصرح الإعلامي الجديد الذي أنجز بولاية تمنراست يعكس مدى حرص الدولة والإرادة السياسية القوية القائمة التي ترمي إلى ترقية هذه الولاية من الجنوب الكبير إلى مصاف الولايات الأخرى كما يترجم أيضا الجهود المبذولة من أجل تحقيق تنمية متوازنة عبر كافة مناطق الوطن «حتى يشعر المواطن أن خيرات الوطن هي للجميع». كما أبرز السيد محمد السعيد بالمناسبة الدور المنوط بالإذاعات الجهوية بخصوص الإعلام الجواري «باعتبارها حلقة وصل بين المسؤول والمواطن من خلال «نقل وبكل مسؤولية انشغالات المواطن»، مشددا في نفس الوقت على ضرورة مساهمتها في «إبراز الوجه المشرق للجزائر وعدم الإقتصار على سرد النقائص التي نحن واعون بها ونعمل على تداركها وتفاديها» كما أضاف الوزير. وشدد السيد محمد السعيد أيضا على ضرورة أن تبرز الإذاعة الجزائرية، سيما بالولايات الحدودية «الخصوصيات الثقافية والتراثية التي تزخر بها هذه المناطق» وأن «تساهم في تقوية الروابط الإجتماعية». وأعلن وزير الإتصال خلال لقاء له مع رجال الصحافة خارج المبنى الجديد لإذاعة تمنراست أن هناك مشروعا كبيرا يرمي إلى تزويد مواطني ولايات أقصى الجنوب بالصحافة المكتوبة. فبالإضافة إلى مطبعة ورقلة سيتم في القريب وضع حجر الأساس لانجاز مطبعة مماثلة بولاية بشار. كما سيتم خلال السنة الجارية أيضا انجاز مطابع أخرى على مستوى ولايات تندوف و تمنراست وإيليزي - كما أوضح الوزير. وقام وزير الإتصال الذي كان مرفوقا بالمديرين العامين للإذاعة الجزائرية و التلفزيون الجزائري ومؤسسة البث الإذاعي والتلفزي على التوالي السادة شعبان لوناكل وتوفيق خلادي وعبد المالك حويو بتفقد المقر الجديد للإذاعة الجهوية بتمنراست. ويتربع هذا الهيكل الذي أنجز بحي «الوئام» بنمط معماري بديع على مساحة 3,385 متر مربع بتكلفة مالية تتجاوز 135 مليون دج. وهو يتوفر على أستوديو للبث وآخر للتسجيل ومركز للذبذبات حسب الشروحات المقدمة للوفد الوزاري. وواصل الوزير جولته بمعاينة المركز الجهوي لمؤسسة البث الإذاعي والتلفزي بحي تافسيت حيث قدمت له شروحات وافية حول مختلف مهام المركز بخصوص تعميم البث الإذاعي والتلفزي. وبالمركز الجامعي «موسى آق أخاموخ» أعطى وزير الإتصال إشارة الإنطلاقة الرسمية لمبادرة الإذاعة الجزائرية «من أجل سنة البيئة والتنمية المستدامة». وقدمت لوزير الإتصال بالمناسبة عروض وافية من قبل مسؤولي الإذاعة الجزائرية حول مضمون وأهداف هذه المبادرة ومحاورها الكبرى والتي سيشارك في تنفيذها مختلف الشركاء والفاعلين من مؤسسات وأفراد. كما عاين الوزير بعد ذلك المقر الذي سيحتضن مستقبلا المركز الجهوي للتلفزيون الجزائري والذي يقع بداخل المركز التجاري وسط مدينة تمنراست. الجنوب .. كل الاهتمام بالرغم من استفادة ولايات الجنوب من غلاف مالي ضخم في إطار الخماسي الجاري خصص لتجسيد مشاريع تنموية، غير أن المناطق الجنوبية ما تزال في حاجة إلى المزيد من الاهتمام من قبل السلطات العمومية، وتحتاج إلى برامج ومخططات، لاستغلال هذه الفضاءات الشاسعة التي تزخر بثروات باطنية متمثلة في المحروقات ما يجعلها مناطق استراتيجية، وتمثل القاعدة التي يرتكز عليها الاقتصاد الوطني، على أساس أن 98 بالمائة من مداخيل الجزائر من هذه الثروات. سمحت الزيارة التي قامت بها «الشعب» رفقة الوفد البرلماني إلى «تيقنتورين»، بملاحظة بعض النقائص التي ما تزال تعاني منها هذه المنطقة من الجنوب الجزائري، بدءا بوضعية المطار التي ما تزال تحتاج إلى تحسين في مجال الخدمات التي تقدم للمسافرين، بالاضافة إلى شبه انعدام لمنشات طيلة الطريق الممتدة من المطار إلى اين امناس. فالزائر لهذا المكان يحس بعزلة كبيرة، وكأنه في «الثلث الخالي»، بالرغم من أن المنطقة استراتيجية، نظرا لاحتوائها على أهم مركب لانتاج الغاز بالجزائر. ويكون فك هذه العزلة على مناطق الجنوب الشاسع كما يرى خبراء في المجال منهم الخبير عبد الرحمان مبتول الذي نشط مؤخرا ندوة بمقر جريدة «الشعب» من خلال مشاريع مثمرة تجلب إليها اليد العاملة، وبالتالي تساهم في إعمارها، بالاضافة إلى إقامة منشات قاعدية، وتحسين وسائل النقل، لفك العزلة عنها حتى تنال حظها من تنمية متوازنة مع بقية ولايات الوطن. واقترح الخبير كحل، مراجعة المخطط الإقليمي الذي من شأنه أن يساهم في التقليل من انعزال المناطق، لأن الضرورة حسبه تملي حضور الدولة في كل مناطق الوطن من خلال السلطات المحلية، ويتطلب ذلك تاهيل بلديات إلى دوائر، وترقية هذه الاخيرة إلى ولايات، بالاضافة إلى تقريب الدوائر من بعضها البعض على أساس تنموي، وبالتالي التكفل بانشغالاته، ويضمن كذلك تقريب الإدارة من المواطن. كما شكل تحقيق التنمية في مناطق الجنوب اهتمام كبير لدى الطبقة السياسية من مختلف التيارات، وقد أكدت مختلف القيادات الحزبية في عديد المرات، ضرورة دعم المشاريع بمناطق الجنوب من خلال إنشاء مؤسسات قوية يكون لها دور فاعل في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بهذه المناطق الشاسعة من الوطن بتكريس مبدأ اللامركزية. ولا بد من التذكير أن معدل 10 ملايير موجهة لتجسيد المشاريع في مناطق الجنوب، على غرار ولاية تمنراست التي استفادت من المشروع العملاق لجر المياه من منطقة عين صالح (750 كلم من عاصمة الأهقار) والذي سمي بمشروع «القرن» والذي يعكس إرادة الدولة في التكفل التام بمشكلة التموين بمياه الشرب لفائدة سكان منطقة الأهقار لتجاوز هذه المعضلة التي استمرت لسنوات طويلة.