أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أمس الأحد، أنه لن يغادر غزة رغم الإنذار الصهيوني بإخلاء مستشفى القدس في المدينة. وقال إن إمدادات الوقود والأدوية قاربت على النفاد، مشيرا إلى أن الاحتياطي الطبي في غزة يكفي ل3 أو 4 أيام فقط. أكد متحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، أن كل الإصابات في غزة حرجة بسبب نفاد المستلزمات الطبية، موضحا أن نقل المصابين من مستشفى القدس إلى مجمع الشفاء صعب جدا. وقال إن "نحو 2000 فلسطيني لجأوا إلى مقرنا في غزة". وفي وقت سابق، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنها لن تغادر مدينة غزة، داعية أطراف اتفاقيات جنيف إلى تحمل المسؤولية القانونية لضمان حماية المدنيين والمستشفيات. وأضافت في بيان على منصة إكس (تويتر سابقا) "تتحمل الأطراف في اتفاقيات جنيف مسؤولية قانونية لضمان احترام الاتفاقيات والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين والمستشفيات". وقال البيان "تُرك شعب غزة وحيدا، في حين لا يزال القانون الدولي الإنساني يتعرض لانتهاكات خطيرة". وكانت الجمعية قد أعلنت في بيان السبت، أنها تلقت "أمرا من قوات الاحتلال بإخلاء مستشفى القدس التابع للجمعية في مدينة غزة". لكنها قالت في بيان أمس إنها لن تخلي المستشفى. إجلاء المصابين.. حكم بالإعدام هذا وأدانت منظمة الصحة العالمية أوامر صهيونية بإخلاء مستشفيات في شمال قطاع غزة، ووصفتها بأنها "حكم بالإعدام" على الجرحى والمرضى. وتابعت أن نقل المرضى إلى جنوبغزة "حيث تعمل المرافق الصحية بالفعل بأقصى طاقتها وغير قادرة على استيعاب الارتفاع الكبير في عدد المرضى، قد يكون بمثابة حكم إعدام". وأشارت المنظمة إلى وجود 22 مستشفى تتولى علاج أكثر من 2000 مريض باتت حياة العديد منهم مهددة شمالي قطاع غزة. ودعت منظمة الصحة العالمية دولة الاحتلال إلى توفير المساعدات الطبية والوقود والمياه النظيفة والطعام لغزة عبر معبر رفح حيث تنتظر إمدادات من المنظمة السماح لها بالدخول. وأكدت المنظمة أن حياة العديد من المرضى المصابين بأمراض خطيرة وحالتهم هشة أصبحت الآن "على المحك". وأشارت إلى المرضى في العناية المركزة والذين يعتمدون على أجهزة دعم الحياة، والأطفال حديثي الولادة في الحاضنات، والمرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى، والنساء اللاتي يعانين من مضاعفات الحمل. وقالت منظمة الصحة العالمية إن هؤلاء وغيرهم "يواجهون جميعا تدهورا وشيكا في حالتهم أو الموت إذا أجبروا على التحرك وانقطعوا عن الرعاية الطبية المنقذة للحياة أثناء إجلائهم". مستخدمو الصحّة إختاروا البقاء مع مرضاهم وأضافت المنظمة أن العاملين الصحيين في شمال غزة يواجهون الآن "خيارا مؤلما" بين التخلي عن المرضى المصابين بأمراض خطيرة، أو تعريض حياتهم للخطر من خلال البقاء في المكان، أو تعريض حياة مرضاهم للخطر أثناء محاولتهم نقلهم إلى المستشفيات الجنوبية "التي لا تملك القدرة على استقبالهم". وأكدت منظمة الصحة العالمية أن "الغالبية الساحقة من مقدمي الرعاية اختاروا البقاء واحترام قسمهم كمحترفين في مجال الصحة". وشدّدت أنه "لا ينبغي للعاملين في مجال الصحة أن يضطروا أبدا إلى اتخاذ مثل هذه الخيارات المستحيلة". كارثة إنسانية وكان قد وصف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أحمد المنظري، الوضع الراهن في غزة بأنه "صعب للغاية"، في حين يُنذر التصعيد المتلاحق ب«كارثة إنسانية مُحققة". وتحدث المنظري، عن تداعيات الوضع الراهن بالقول إن: "الجرحى والشهداء بالآلاف، وأعداد من شردوا من بيوتهم لا حصر لها، في الوقت الذي توشك المواد الأساسية من غذاء ومياه ووقود وأدوية على النفاد." وأضاف أن التقاعس عن تيسير وصول هذه الإمدادات لمن يحتاجونها وتركهم للمعاناة أو الموت، هو هزيمة أخلاقية للمجتمع الإنساني بأكمله ولا يجوز أن نسمح لها بالحدوث. وكرّر المنظري مناشدته بوقف الأعمال العدائية وحماية المدنيين والامتناع عن استهداف المنشآت الصحية والعاملين الصحيين ومقدمي الرعاية الإنسانية. مارتن غريفيث: الوضع حرج من جانبه، أكد مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، أن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة حرج، وأصبح غير محتمل بالفعل. وقال غريفيث في بيان، السبت: "لا توجد كهرباء أو مياه أو وقود في غزة والإمدادات الغذائية تتناقص بشكل خطير، المستشفيات مكتظة بالمرضى وتنفد منها الأدوية". وأشار المسؤول الأممي إلى أن المنازل والمدارس والملاجئ والمراكز الصحية ودور العبادة تتعرض لقصف مكثف، حيث دُمِّرَت أحياء سكنية بأكملها وسُوِّيَت بالأرض، وقُتل عمال إغاثة أيضاً. لا وقود لتشغيل مولدات المستشفيات في السياق، حذرت الأممالمتحدة، أمس الأحد، من خطر إغلاق مستشفيات قطاع غزة خلال 48 ساعة القادمة في ظل تواصل هجمات القوات الصهيونية لليوم العاشر على التوالي. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، في بيان، إن جميع المستشفيات في غزة لديها ما يقرب من 48 ساعة من الوقود لتشغيل المولدات الاحتياطية. ونبّه البيان إلى أن من شأن إغلاق المولدات في المستشفيات العامة في قطاع غزة أن يعرض حياة آلاف المرضى لخطر داهم. ولليوم السادس على التوالي، انقطعت الكهرباء عن غزة، مما دفع الخدمات الحيوية، بما في ذلك الصحة والمياه والصرف الصحي، إلى حافة الانهيار وتفاقم انعدام الأمن الغذائي.