أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش صرخة قال فيها إن النظام الإنساني في غزة «يواجه انهياراً كاملاً مع عواقب لا يمكن تصورها على أكثر من مليوني مدني» من الفلسطينيين. أكد أنه «نظراً للوضع البائس والمأساوي، لن تتمكن الأممالمتحدة من الاستمرار في تقديم المساعدات داخل غزة من دون حدوث تحول فوري وجوهري في كيفية تقديم المساعدات» وكميتها، مضيفاً أنه «يجب السماح للمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة - الغذاء والماء والدواء والوقود - بالوصول إلى جميع المدنيين بسرعة وأمان وعلى نطاق واسع». وإذ رحب ب«الإجماع العالمي المتزايد على هدنة إنسانية في الصراع»، طالب ب«وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج غير المشروط عن جميع الاسرى، وتسليم الإمدادات المنقذة للحياة بالحجم المطلوب» لئلا «يواجه شعب غزة سيلاً غير مسبوق من المعاناة الإنساني". من ناحية ثانية، قالت " إن بي سي نيوز" إن العديد من أعضاء طاقم الشبكة في قطاع غزة، أرسلوا، الليلة ما قبل الماضية رسائل إلى زملائهم في لندن على الرغم من انهيار شبكة الإنترنت والقصف المكثف بشأن الظروف البائسة في القطاع المحاصر جراء الغارات الصهيونية. وقال أحد أعضاء الطاقم من غزة: "لقد تمكنت من الاتصال لمدة دقيقة بصعوبة كبيرة وأردت أن أخبركم أنه تم قطع الإنترنت والكهرباء وكل شيء". وكتب: "الوضع الذي نعيشه صعب، صعب للغاية وخطير للغاية". "نحن نتعرض لقصف مكثف من المدفعية والجو." وأضاف: "كل شارع متأثر". "يحمل الناس موتاهم وجرحاهم بأبسط الطرق… على عربات النقل والتوك توك." وقال: "الأمر خطير للغاية في كل مكان، إنهم يقصفوننا من السماء ومن الأرض". "قبل دقائق قليلة قصفت الطائرات الحربية مواقع قريبة منا". وتحت عنوان "السماء تبكي: أفق غزة يحترق باللون الأحمر"، ذكرت مراسلة الشبكة في تقرير منفصل أنه يمكن رؤية الأفق يحترق بشكل متكرر باللونين الأحمر والبرتقالي بينما يكثف الكيان الصهيوني قصفه على غزة. وقالت المراسلة: " مع القصف الكثيف، بدأ هطول الأمطار بينما كانت تدوي نيران المدفعية". وأشارت الشبكة إلى أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى ثلاثة أيام لانتشال جميع الجثث من تحت أنقاض ما يقارب من 30 بناية تعرضت لقصف عنيف في شارع واحد. وذكرت أن "سكان المنطقة قاموا بالتنقيب بشكل محموم عن ناجين، وانتشال الاطفال الذين لا حياة لهم وأجسادهم ملطخة بالدم والرماد. الحاجة لدخول 40 شاحنة مساعدات يومياً في الأثناء، أكد برنامج الأغذية العالمي الحاجة لدخول 40 شاحنة إلى قطاع غزة يومياً، كي يتمكن من توسيع نطاق عملياته وتوفير المساعدات الغذائية ل1.1 مليون شخص في الشهرين المقبلين. وحتى ظهر الجمعة، وصل العدد الإجمالي لشاحنات المساعدات التي دخلت قطاع غزة عبر معبر رفح البري، منذ بداية الحرب على غزة، 84 شاحنة (بمعدل 4 شاحنات فقط يوميا)، فيما لم يُسمَح بإدخال الوقود حتى اللحظة، بحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وحذر البرنامج، في بيان، من أن الأوضاع الكارثية التي يواجهها مئات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة "قد تتفاقم بسبب النقص الحاد في الوقود، الذي يهدد بتوقف المساعدات الغذائية وعمليات الإغاثة الأخرى داخل القطاع". وشدد البرنامج (مقره روما)، على أنه من دون إمدادات وقود إضافية، "لن تتمكن المخابز التي تعمل مع برنامج الأغذية العالمي من إنتاج الخبز"، لافتاً إلى أنه في حال توقفها عن العمل، فإن ذلك سيكون "ضربة موجعة لآلاف الأسر".—