«فلسطين والصّحراء الغربية وجهان لمأساة واحدة..تصفية استعمار وتقرير مصير"، كتاب استوقف وشد انتباه "الشعب" بجناح عرض الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، في صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته 26. اقتربت "الشعب" من عارضين بهذا الجناح للحديث عن مشاركتهم في هذه الطبعة، وعن الأوضاع المأساوية في فلسطين التي تتعرض لعدوان صهيوني هو الأبشع في التاريخ، وعن أوجه الشبه بين آخر قضيتي تصفية استعمار في العالم. لود مولاي لحسن: عَلَمُنا مُستوحى من الرّايتين الجزائريةوالفلسطينية يقول لود مولاي لحسن، مدير نشر وتوزيع اتحاد الكتاب الصحراويين، أن الجزائر كانت دائما وأبدا، حضنا دافئا للشعب الصحراوي، وللشعوب المضطهدة عموما، ومنبرا لكلمة الحق والعدل، يستطيع الصحراويون من خلالها إيصال أصواتهم بحقهم في تقرير مصيرهم، حتى وإن أُغلقت جميع المنافذ أمامهم، تماما كما تفعل مع فلسطين، كآخر قضيتي تصفية استعمار في العالم. وعن ارتباط الصحراء الغربية بالجزائروبفلسطين، يقول المتحدث إنّ "أحسن وأقوى دليل على أن الجزائروفلسطين في قلب الصحراء الغربية، هو عَلَمُ هذه الأخيرة، والذي يبدو للمتمعّن فيه أنه مزيج يجمع بين الرايتين الجزائريةوالفلسطينية". وفي حديث عن مشاركة بلاده في الطبعة 26 لصالون الجزائر الدولي الكتاب، يشير المصدر إلى أن الجمهورية الصحراوية حاضرة ب 80 مؤلفا في الثقافة والسياسة والأدب والتاريخ والدين، باللغات العربية والاسبانية والانجليزية. ومن بين أهم المنشورات كتاب يربط بين القضيتين الفلسطينية والصحراوية، كدولتين تعيشان تحت وطأة الاستعمار والاضطهاد، تحت عنوان "فلسطين والصحراء الغربية وجهان لمأساة واحدة..تصفية استعمار وتقرير مصير"، لصاحبه حمدي يحظيه. يعود الباحث في سرد الوقائع التاريخية إلى سنة 1975 مباشرة بعد انسحاب القوات الاسبانية المحتشم، أين تعرّضت الأراضي الصحراوية لاحتلال غاشم من القوات المغربية، وظلّت بها إلى يومنا هذا. ويضيف أنه حتى قبل الاحتلال غير الشرعي للمملكة المغربية على الأراضي الصحراوية، ذاق شعبها ويلات الاستعمار من البرتغال والانجليز وهولندا وايطاليا وفرنسا وإسبانيا الى غاية 1975. ويوضح الباحث أنه بعد 91 سنة من الاستعمار الاسباني، انتهى باتفاقية مدريد المشؤومة في 14 نوفمبر 1975. ويضيف مولاي لحسن أنه في سنة 1991 توقفت الحرب، وحصلت هدنة بين الجمهورية الصحراوية والمغرب على أساس إجراء استفتاء بعد 6 أشهر، لتقرير مصير الشعب الصحراوي، لكن بسبب التماطل في السماح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره، وتناسي الملف الصحراوي لأكثر من 30 سنة، دُقّت طبول الحرب مجددا، وهي حرب غير متكافئة ومدعومة من الكيان الصهيوني، ومن الدول الرجعية، يقول متحدث "الشعب"، الذي يدعو ويناشد جميع الدول والمنظمات التدخل لوقف المآسي والظلم والقهر الذي يتعرّض له الشعبين الصحراوي والفلسطيني. الكاتب حمدي يحظيه: أهديت ثلاثيتي لجزائر القضايا العادلة يقول الكاتب السيد حمدي يحظيه من الصحراء الغربية، الذي سبق وأن أهدى الجزائر ثلاثية روائية بعناوين: "سيفار..مدينة الشياطين الطيبين"، "حجر تمنطيط"، "محامي رقان"، كذرة من رد جميل لدفاع الجزائر عن القضايا العادلة، واحتفاء بالصحراء الجزائرية المبهرة وغير المكتشفة، إن العامل المشترك للعناوين التي تشارك بها الصحراء الغربية في هذه الطبعة، على اختلاف أنواعها الأدبية، هو الكفاح والنضال. ويشرح أن هذا يجد مبرره في أن الشعب الصحراوي يعيش اليوم قضية تصفية استعمار، ويكافح من أجل نيل الاستقلال، وبالتالي "لا نكتب خارج هذا الإطار في الوقت الحالي"، يوضّح الكاتب. وعن الطبعة الحالية لصالون الجزائر الدولي للكتاب، يقول يحظيه، في أول مشاركة له، أنه تفاجأ من حسن تنظيم وتسيير المعرض، وبحداثة الإجراءات المنتهجة. وأبدى الكاتب أيضا دهشته أمام حجم الجمهور الكبير المتدفق يوميا على المعرض، وهذا دليل على أن الكتاب لا زال يُقرأ بالجزائر، ولا يزال هناك اهتمام بالكتاب والكتابة في هذا البلد - على حد قوله - رغم شيوع مواقع التواصل الاجتماعي، التي قد توحي بأنه لا مكان للكتاب في عصر الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة، لكن صالون الجزائر برهن العكس. وعن قضية الحال، والعدوان الصهيوني الغاشم والجائر على فلسطين وغزة، يقول ضيف الجزائر "فلسطين تعيش فينا، ونحن نعيش في فلسطين منذ البدايات". ويضيف أنّ الشعب الصحراوي يتضامن مع فلسطين في هذا الظرف الحساس، لأن هذا الشعب الشقيق يتعرّض لمحرقة إنسانية ومجازر بشعة لم تحدث في تاريخ المنطقة من قبل، من تدمير لبنى تحتية وتقتيل للأطفال وتهجير للأهالي. ويختم الكاتب الصحراوي حديثه معنا مردّدا الجملة الشهيرة التي أصبحت شعارا، بل قسما، على لسان كل جزائري، واليوم على لسان صحراوي: "نحن دائما مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".