يعرف جناح الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بصالون الجزائر الدولي ال26 للكتاب إقبالا كبيرا للجمهور حيث إستقطبت منشوراته وكتبه المعروضة فضول الزوار الذين أبدوا إهتماما بمختلف إنتاجات الأدباء والكتاب الصحراويين في الشعر والرواية والتاريخ والأدب الشعبي الحساني وكذا الفكر السياسي التحرري الذي يتناول كفاح الشعب الصحراوي ضد المحتل المغربي. و قال المكلف بالجناح, محمد مولود, في تصريح ل/ وأج, أن الجناح "يعرف إقبالا كبيرا من الجمهور وخصوصا من الطلبة الشباب ومن أساتذة الجامعات والمعاهد وكذا الباحثين في التاريخ والثقافة وعلم الاجتماع وغيرهم", مضيفا أن "أغلبية الكتب المعروضة تتناول القضية الصحراوية ومعاناة الصحراويين منذ بداية الاحتلال المغربي في 1975". و أوضح المتحدث, في هذا الإطار, أن الجناح يعرض "ما يزيد عن 80 كتابا في مختلف المجالات كالشعر والرواية والنقد الأدبي والتاريخ والثقافة والفكر, تتعلق كلها تقريبا بالتاريخ والثقافة والهوية الحسانية والنضال الصحراوي ضد المستعمر المغربي, وهذا باللغات العربية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية". و لفت السيد مولود إلى أن هذه المؤلفات "تهدف لإيصال صوت النضال والمقاومة الصحراوية لزوار المعرض من جزائريين وعرب وأجانب, والتعريف بنضال الشعب الصحراوي من أجل حقه في تقرير المصير والحرية", مضيفا أن "معاناة الصحراويين في ظل الاحتلال المغربي لا تختلف بتاتا عن معاناة الفلسطينيين في ظل الاحتلال الصهيوني". و أردف المتحدث يقول أن "الشعبين الصحراوي والفلسطيني يعيشان نفس التعذيب والتنكيل والتشريد ..", مضيفا, من جهة أخرى, أن الصحراويين "لا يزالون صامدين وسائرين في كفاحهم من أجل نيل حريتهم, ومتحلين بالأمل في الانعتاق من التسلط المغربي الذي لا يختلف في شئ عن التسلط الصهيوني في فلسطين". و أشار, في هذا الإطار, إلى أن الجناح "يتميز أساسا بتسعة إصدارات جديدة صادرة عن اتحاد الكتاب والصحفيين الصحراويين بمخيمات اللاجئين الصحراويين, بحيث يحضر كل يوم كاتب لأحد هذه المؤلفات للجناح ليقدم إصداره للجمهور ويتحدث عن مساره الأدبي وأفكاره", ضاربا المثل بمصطفى الكتاب ومحمود خاطري والزعيم علال وحمدي يحظيه وغيرهم. و أرجع مسؤول الجناح الصحراوي, من جهة أخرى, الفضل في إصدار الكثير من هذه المؤلفات الهامة ل "المطابع ودور النشر الجزائرية, العامة والخاصة, التي تتضامن مع القضية الصحراوية", مثمنا في سياق كلامه "الإسهام الكبير لوزارة الثقافة والفنون الجزائرية في هذا المجال". و في إطار هذا الدعم, ضرب المتحدث المثل بعدد من الأدباء الصحراويين الذين نشروا رواياتهم لدى دور نشر جزائرية وهي معروضة حاليا بالصالون, على غرار حمدي يحظيه الذي أصدرت له دار النشر "الوطن اليوم" ثلاثية بعنوان "حجر تمنطيط" و"محامي رقان" و"سيفار" اهتم فيها بتاريخ الجنوب الجزائري وتراثه الغني والضارب في القدم. و من العناوين الحاضرة بالجناح الصحراوي رواية "الرحيل نحو الشمس" لخديجة حمدي, و"جيش التحرير الشعبي الصحراوي" لمصطفى الكتاب, و"مقدمات لنهاية الاحتلال المغربي" لماء العينين لكحل, وكذا "النظرية الفكرية في الفكر الصحراوي" لحسان ميليد علي و"نظرات في اللهجة الحسانية" لغالي الزبير. و من هذه الإصدارات أيضا "نبضات من الصحراء الغربية" لحمدي حمودي, و"الصحراء الغربية بعيون مصرية" لأسامة إبراهيم, و"من الصحراء الغربية, أدب السجون تاريخ وفنون" لعلي بوجلال, بالإضافة إلى "المرابطون, شمس الحضارة التي أشرقت من عمق الصحراء" لحمة المهدي سيد البهالي. و تبرز أيضا من بين هذه المؤلفات الكتاب الناطق بالإسبانية "الجدار المغربي في الصحراء الغربية: تاريخ بنية وتأثيرات" للكاتب الصحراوي والناشط في مجال مكافحة الألغام قايسي ناه بشير, وهو أيضا رئيس العمليات بمكتب التنسيق الصحراوي لمكافحة الألغام, وهذا الإصدار يعتبر بمثابة إدانة صريحة لجرائم المحتل المغربي ضد الشعب الصحراوي. كما يقدم الجناح للزوار الكتاب الناطق بالإنجليزية "القانون الدولي ومسألة الصحراء الغربية", وهو مؤلف جماعي دولي حرره باحثون من هولندا وبريطانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة وبلجيكا والنرويج والسويد والنمسا والولايات المتحدةالأمريكية والصحراء الغربية, ورافعوا من خلاله عالميا لعدالة القضية الصحراوية وحق الشعب الصحراوي في التحرر. و تتواصل فعاليات الطبعة ال26 لصالون الجزائر الدولي للكتاب الى غاية 4 نوفمبر المقبل.