في زمن أسدل المجتمع الدولي الستائر على عينيه وأصمت المصالح أذنيه، فانقاد مذعنا بأبصار بلا بصائر وقلوب ميتة صماء لا توقظه صيحات الثكالى ولا تحزنه أنات البؤساء. الأسيرات والأسرى الأبطال الذين أدمت القيود معاصمهم وأسدلت عليهم ستائر العمى؛ فخرست الألسن وكفت العيون، وأصبحوا يصبحون ويمسون على واقع الظلم، ليس لهم حيز في قلوب العالم الذي تغنى بحقوق كل مخلوق ونسيهم، وكأنهم طرأوا على الخليقة بلا إذن ولا مشيئة بعد أن استوى الخالق على عرشه أصبحوا في طي النسيان. إلا أنهم بقوا أحياء في مهج مسها ضر الشوق إليهم، فاحترقت ولها بلقائهم، وانتظرت عودة أنفاسهم ودفء عناقهم على أحر من الجمر، صاغوا مشاعرهم كنوزا من كبرياء ورفعوا رايات الحرية وانتصرت الإرادة والحق على جور السجان حقاُ: رغم ممارسة التعذيب وشلالات العذاب فإن أبطالنا ملأوا السجون شموخاً وعزة وكبرياء، ومع أن الاتفاقيات الدولية فرضت مسؤولية وإلتزامات قانونية على دولة الإحتلال اتجاه المواطنين الذي يقعون تحت سيطرتها (سكان الأراضي المحتلة) ومنهم المعتقلين والأسرى، إلا أن المجتمع الدولي أصيب بعمى البصر والبصيرة، ولكن دولة الكيان لم تلتزم بموجب هذه الاتفاقيات رغم أنها وقّعت وصادقت عليها منذ نشأتها على أنقاض شعب آخر ومارست جميع الانتهاكات بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينين. ومن هذه الانتهاكات على سبيل المثال لا الحصر:- ممارسة سياسة التعذيب بحق أبنائنا الأسيرات والأسرى بشكل ممنهج وتحت غطاء قضائي من أعلى سلطة قضائية في دولة الكيان والمتمثلة بمحكمة العدل العليا في مدينة القدس الشريف وذلك لانتزاع الاعترافات من الأسرى الفلسطينيين. وكذلك اتباع سياسة العزل بحق الأسرى ومداهمة واقتحام غرف الأسرى وقمعهم بالهراوات ورشهم بالغاز المحرم دولياً، ممارسة سياسة التفتيش العاري بحق الأسرى والأسيرات. ولم يقتصر الأمر على هذه الانتهاكات الإجراءات الاجرامية بل منعوا الأسيرات والأسرى من الزيارة، وفي مشهد يدل على بشاعتهم حرموا الأسرى من أكمال تعليمهم الجامعي والثانوي وكذلك حرمان الأسرى من التريض في الهواء وإقامة الشعائر الدينية. الأسيرات والأسرى الأبطال يتعرضون ياسادة ياكرام إلى سوء التغذية ومن يشرف على التغذية الجنائيين اليهود. وفي الحقيقة: حرمان الأسرى من التواصل مع العالم الخارجي من خلال مشاهدة التلفاز أو سماع الراديو أو مطالعة الصحف أو حتى إرسال واستقبال الرسائل. وفرض الغرامات العالية على الأسرى داخل السجون ومصادرة المخصّصات المالية للأسرى، وعدم إدخال الملابس للأسرى وخاصة الصيفية والشتوية منها دون سبب. وهنا نتساءل: هل يعلم المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، إنّ عدد حالات الاعتقال التي نفّذتها قوات الاحتلال منذ مطلع العام الجاري، بلغت أكثر من 2200 حالة اعتقال، منها نحو ال 1200 حالة اعتقال في القدس، وأنّ القدس العاصمة الأبدية لدولتنا الفلسطينية، تسجل شهرياً النسبة الأعلى في عمليات الاعتقال، كونها تشهد مواجهة يومية عالية مع الاحتلال، واعتداءات مكثفة، لا سيما مع التصاعد المستمر للاقتحامات التي ينفذها جيش الاحتلال، والمستوطنون للمسجد الأقصى، كما أنّ نسبة الاعتقالات العالية في القدس تطال كذلك النّساء، والأطفال. نادي الأسير أعلن: أن قوات الاحتلال صعّدت من استهداف المواطنين في القدس، خلال شهر رمضان، وقد شهدنا عمليات اعتقال وحشية، طالت في حينه مئات من حالات الاعتقال، ولفت نادي الأسير، أنّ الشهادات التي تمكّنت المؤسسات في حينه من الحصول عليها، تؤكد مستوى عالٍ من العنف اُستخدم بحقّ المعتقلين من المعتكفين في المسجد الأقصى. وأن عمليات الاعتقال في القدس تأخذ خصوصية من حيث الممارسات الممنهجة التي يتعرض لها المعتقلون عمومًا، فبعض المواطنين المقدسيين تعرضوا على مدار سنوات قليلة لعمليات اعتقال وصلت إلى أكثر من 40 مرة، وفي كل مرة يتمّ الإفراج عنهم بشروط كفرض الغرامات المالية، والكفالات، أو بشرط الحبس المنزلي، والإبعاد وتحديدًا عن البلدة القديمة بما فيها المسجد الأقصى. وتشكّل عمليات الاعتقال في القدس، واحدة من بين جملة من السياسات الممنهجة والثابتة التي تستهدف المقدسيين بشكل خاصّ، وقد استهجن نادي الأسير الصمت الدولي تجاه جرائم الاحتلال الصهيوني الارهابي النازي، رغم انتهاكات الإحتلال الصهيوني الإرهابي النازي الفاشي، فإن أبطالنا الأسيرات والأسرى عمالقة الصبر سيواصلون صمودهم وتحديهم لآلة الموت الصهيونية الإرهابية. أحبتنا يا تيجان رؤوسنا يأأبطالنا الفرج آت لا محالة وسنظل نملأ السجون كبرياء