مستغلين انشغال العالم بحرب الإبادة التي تشنها القوات الصهيونية في قطاع غزة منذ شهر ونصف، يكثّف المستوطنون عنفهم ضد الفلسطينيين في الضفة بقصد إفراغها من أهلها وإرغامهم على الهجرة إلى غير رجعة. منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة في السابع أكتوبر الماضي، صعدت قوات الاحتلال والمستوطنين من انتهاكاتها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته في الضفة الغربية، خاصة سياسة التهجير القسري للمواطنين. وأفاد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بتسجيل أكثر من 240 اعتداءً ضد فلسطينيين منذ السابع من اكتوبر الماضي، ما يعكس زيادة كبيرة في وتيرة انتهاكات المستوطنين حيث بلغ المعدل اليومي سبعة اعتداءات مقارنة بثلاثة يوميا قبل العدوان. «تطهير عرقي" في الضفة في السياق، وخلال جلسة استماع في الجمعية الوطنية، حذّر سفير فرنسا السابق لدى الكيان الصهيوني، جيرار أرو، مما وصفه ب«التطهير العرقي" الذي يقوم به المستوطنون الصهاينة في الضفة الغربية. وقال الدبلوماسي السابق، إنه من خلال الاستفادة من المأساة في غزة، يمكننا أن نرى بوضوح المستوطنين الصهاينة الذين يرتكبون العنف على حساب الفلسطينيين، ووصف الوضع بأنه "تطهير عرقي". وأثار كلام السفير حفيظة النائب البرلماني عن الفرنسيين المقيمين في الخارج، ماير حبيب، الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والصهيونية، والذي قدم نفسه بصفته النائب عن فرنسيي الدولة الصهيونية، حيث قال: "هذا خطأ، إنها كذبة، لا يوجد تطهير عرقي، واستخدام هذه المصطلحات من شخصية رفيعة المستوى يصب الزيت على النار". ليرد عليه السفير السابق، مذكراً أنّ "175 فلسطينياً قتلوا خلال شهرين" في الضفة الغربية، بحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية، وأن "القرى أُفرغت بتواطؤ من الجيش الصهيوني". وأكد: "نعم إنه تطهير عرقي". واعتبر جيرار أرو أن هؤلاء المستوطنين يقومون بهذه الأفعال "لجعل حل الدولتين مستحيلا"، وأن ما يحدث هو أمر خطير، وعلى الدول العربية الرد عليه مع أكبر قدر من الحزم. تجدر الإشارة إلى أن نحو 490 ألف مستوطن يعيشون بين ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، التي احتلتها دولة الاحتلال منذ 56 عاماً. وتعتبر الأممالمتحدة هذه المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي. ومنذ بدء الحرب على غزة، سجل مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في المتوسط أكثر من ستة "حوادث" (من سرقة الماشية إلى العنف الجسدي) يوميا من المستوطنين ضد الفلسطينيين، مقارنة بمعدل ثلاثة في الأشهر السابقة. وقال جابر دبابسي، وهو مزارع فلسطيني يبلغ من العمر 35 عاما، وناشط في قرية خلة الضبعة، إن المستوطنين "يستخدمون الحرب ذريعة لطردنا من منازلنا والاستيلاء على أراضينا". ودان دبلوماسيون أوروبيون وأمريكيون مراراً وتكراراً تزايد أعمال العنف التي يمارسها المستوطنون الصهاينة ضد المدنيين الفلسطينيين منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي. التّهجير القسري..جريمة حرب وقد أدّت انتهاكات المستوطنين إلى وقوع عمليات تهجير وإخلاء قسري لمجتمعات فلسطينية بأسرها خاصة في المنطقة المسماة "ج"، التي تشكّل 60 % من مساحة الضفة الغربية. وأجبرت قوات الاحتلال الصهيوني، عائلات خربة "جبعيت" شرق بلدة المغيّر، شمال شرق رام الله، والبالغ عدد أفرادها 30 مواطنا على مغادرة الخربة قسرا في الثامن اكتوبر الماضي. كما أجبرت انتهاكات المستوطنين في شهر اوت الماضي، 6 عائلات في تجمع القبون البدوي شرق رام الله، على مغادرة مساكنها، ونفس المصير شهده سكان التجمع البدوي عين سامية قرب بلدة كفر مالك شرق رام الله في شهرماي الماضي. وبحسب تقرير المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، فإن التجمعات البدوية تتعرض لعمليات هدم للبيوت والمنشآت، والحرمان من حق الحصول على الكهرباء، أو الوصول إلى مصادر المياه، ليُضطَر الأهالي إلى الرحيل. 5 شهداء في جنين في سياق التصعيد العسكري الصهيوني في الضفة، أعلن الجيش الصهيوني، أمس، قتله فلسطينيين اثنين زعم إنهما أطلقا النار على قواته قرب مدينة الخليل جنوبالضفة الغربيةالمحتلة. وكان جيش الاحتلال قد شن عملية في جنين أسفرت عن استشهاد 3 فلسطينيين، وأفادت مصادر بأنّ من بين الشهداء، أحد قادة حركة الجهاد. وفي وقت سابق، نقلت الأنباء عن مسؤول طبي فلسطيني إفادته باستشهاد 3 فلسطينيين خلال اقتحام الجيش الصهيوني مدينة جنين ومخيمها، وارتقى الثلاثة جراء قصف نفّذته طائرة مسيّرة. وأفاد مراسلون بأن أكثر من 80 آلية عسكرية صهيونية اقتحمت جنين، وأنّ اشتباكات ساخنة دارت بين جيش الاحتلال ومقاومين. وقبلها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية، أمس الجمعة، إن الجيش الصهيوني طلب إخلاء مستشفى ابن سينا في مدينة جنين بالضفة الغربية، والتي اقتحمها في وقت سابق. وقال تلفزيون فلسطين، إنّ القوات اقتادت عددا من المسعفين من المستشفى إلى ساحته قبل أن تعتقل مجموعة منهم.