وصفت حركتا "فتح" و«حماس"، تصريحات وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير بشأن حرية تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية بأنها "عنصرية". قال منذر الحايك متحدث حركة "فتح" بقطاع غزة: "تصريحات بن غفير العنصرية بفرض قيود على المواطن الفلسطيني في أرضه تؤكد من جديد أن الاحتلال يمارس الأبارتايد والتمييز العنصري". وأضاف في بيان: "الشعب الفلسطيني مستمر في مقاومته ونضاله حتى زوال الاحتلال". ودعا الحايك المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية، إلى "محاكمة المجرمين الذين يصرحون ويشجعون كل يوم على ارتكاب الجرائم والتنكيل والقتل بحق الفلسطينيين العزل". بدورها، قالت حركة "حماس"، في بيان، إن تصريحات بن غفير "تضاف إلى غيرها من التصريحات العنصرية لحكومة الاحتلال الفاشية". وأضافت: "تلك التصريحات استمرار لحملة التطهير العرقي التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني منذ العام 1948، على يد العصابات الصهيونية والمستوطنين المدعومين من سلطات الاحتلال الصهيوني". وتابعت: "شعبنا الفلسطيني متشبث بأرضه، ولن تفلح كل محاولات الاحتلال في اقتلاعه منها، ولن نسمح للصهاينة المستوطنين الغزاة بتمرير مشاريعهم". ودعت الحركة المجتمع الدولي "إلى محاسبة قادة الاحتلال على مواقفهم العنصرية وسياسة التطهير العرقي بحق شعبنا الفلسطيني على أرضه". وكان بن غفير، وهو أيضا زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، قال أن "حقي وعائلتي بالحركة في الضفة الغربية يفوق حق العرب". وأضاف: "حقي وحق زوجتي وأولادي في التنقل على طرقات الضفة الغربية أهم من حق العرب في حرية الحركة". ومن جهة أخرى، أيّد رئيس الوزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو الجمعة وزيره اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الذي طالب قبل يومين بحقوق أكبر لليهود مقارنة بالفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة. تصريحات وزير الأمن الوطني الصهيوني التي جاءت بعد يومين من مقتل مستوطنة بنيران المقاومة على طريق في جنوبالضفة الغربية، استنكرتها وزارة الخارجية الفلسطينية "بأشد العبارات" ووصفتها بأنها تصريحات "عنصرية". بن غفير الذي يتزعم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، اتُّهم أكثر من 50 مرة عندما كان شابا بالتحريض على العنف أو خطاب الكراهية، وأدين في عام 2007 بدعم جماعة إرهابية والتحريض على العنصرية. ويدعو بن غفير إلى فرض قيود على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية بداعي منع العمليات ضد المستوطنين الصهاينة. واستنادا إلى مصادر صهيونية، فإن نحو نصف مليون مستوطن يستوطنون في 132 مستوطنة و146 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية. ولا تشمل هذه المعطيات نحو 230 ألف مستوطن في 14 مستوطنة صهيونية مقامة على أراضي القدس الشرقية. وبحسب معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد بلغ عدد الفلسطينيينبالضفة الغربية نحو 3.2 ملايين نسمة بنهاية عام 2022. شهيد بجنين في الأثناء، استشهد، أمس الأول، شاب فلسطيني متأثرا بإصابته برصاص الجيش الصهيوني خلال اجتياح مدينة جنين شمالي الضفة الغربية بداية جويلية الماضي. وأعلن تلفزيون فلسطين "استشهاد الشاب عز الدين كنعان من بلدة جبع (في جنين)، متأثرا بإصابته خلال اجتياح الاحتلال لجنين في جويلية الماضي". وشارك مئات المواطنين الفلسطينيين من مدينة جنين شمال الضفة الغربية ومخيمها وبلدة جبع الليلة في مسيرة منددة باستشهاد كنعان (20 عاماً) برصاص الاحتلال. وانطلقت المسيرة من أمام مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في جنين لحظة وصول جثمان الشهيد كنعان. وذكرت الأنباء، أن المسيرة حملت جثمان الشاب وجابت شوارع مدينة جنين ومخيمها. ورفع المشاركون الجثمان الملفوف بالعلم الفلسطيني على الأكتاف، وسط ترديد الهتافات والشعارات المنددة بعملية إعدامه بدم بارد. وردّد المشاركون شعارات داعية إلى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، ليتمكن الفلسطينيون من التصدي لممارسات الاحتلال وعدوانه المستمر، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان مستمر. في غضون ذلك، شنت قوات الاحتلال الصهيوني فجر أمس السبت، حملة مداهمات واقتحامات في مناطق متفرقة بالضفة الغربيةالمحتلة، تخللها اشتباك مسلح بين مقاومين عساكرلاحتلال غرب جنين. ففي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عقربا جنوب شرق المدينة، وداهمت منزل عائلة الشاب أسامة بني فضل، الذي يتهمه الاحتلال بتنفيذ عملية حوارة. وانتشرت وحدة قصاصي الأثر برفقة قوات الاحتلال بشكل مكثف في بلدة عقربا، وذلك في إطار استمرار عمليات البحث عن منفذ عملية حوارة. وفي بيت لحم، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال في بلدة تقوع شرق المدينة، عقب اقتحام جيش الاحتلال البلدة. وفي الخليل، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في مخيم العروب شمال المدينة. وأطلق مقاومون النار صوب جنود الاحتلال المتمركزين عند برج عسكري على مثلث خرسا جنوب مدينة دورا، فيما أطلقت قوات الاحتلال القنابل الغازية بكثافة تجاه الشبان. وفي جنين، داهمت قوات الاحتلال عدداً من المنازل الفلسطينية خلال اقتحامها لبلدة كفر دان غرب المدينة، واقتحمت منزل الشيخ يحيى مساد في البلدة، وأخضعت بعص سكان المنزل للتحقيق الميداني. وعقب هذه المداهمات، اعتقلت قوات الاحتلال الشقيقين عبد اللله وعبد العزيز مساد، عقب اقتحام منزلهم في البلدة. هذا، وخاض مقاومون اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال المقتحمة لبلدة كفردان، واستهدفوا عساكرالاحتلال وآلياته بصليات كثيفة من الرصاص.