أكثر من ستة آلاف طفل في غزة استشهدوا إثر العدوان الصهيوني على قطاع غزة خلال 50 يوما الماضية، والرقم مرشح أكثر للارتفاع بعد استئنافه القصف على القطاع، وليس الوضع أحسن حالا في الضفة الغربية حيث اعتقل الاحتلال أكثر من 678 طفل خلال شهر سبتمبر، و160 طفل منذ السابع أكتوبر الماضي، دون سبب واضح للاعتقال. قدر عدد الأطفال الذين أسرهم الكيان الصهيوني منذ العام 1967، نحو خمسين ألف طفل دون سن 18. ما يؤكد أن الصهاينة يستهدفون الأطفال بالدرجة الأولى في حربهم المعلنة على الفلسطينيين منذ نحو 75 عاما، وما يزيد التأكيد هو اعتماد الصهاينة سياسة العظام المكسورة ضد أطفال الانتفاضة الأولى في فلسطين، وهو قرار عسكري شرعه وزير الدفاع آنذاك ويقضي بتكسير عظام "أطفال الحجارة". قال الناطق باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف"، جيمس إلدر، إن الحرب في غزة موجهة ضد الأطفال بالدرجة الأولى، وأضاف أن غزة بفعل العدوان الصهيوني تحولت إلى أخطر مكان على الأطفال على وجه الأرض. وأضاف الناطق باسم «يونيسيف"، إن قتل نحو ستة آلاف طفل أمر غير مبرر وغير مفهوم، وتساءل عن سبب تحميل الاطفال عبء الصراع. وقال: "أعتقد أن نحو 40% من الضحايا هم من الأطفال. هذا أمر لا يُصدق. إنها حرب على الأطفال. وتابع، لا أفهم كيف يعتقد أي شخص أن مواصلة الغضب والاستقطاب وتدمير غزة وقتل الأطفال يمكن بأي شكل أن يجلب السلامة للأطفال في فلسطين والكيان الصهيوني. ألف طفل بُترت أطرافهم وتطرق المسؤول الأممي إلى الإصابات التي يعاني منها الأطفال بسبب الحرب الدائرة من حروق وجروح خطرة، وقال إن نحو 1000 طفل تعرضوا لبتر في الأطراف- خلال الفترة الماضية- فيما استشهد أكثر من 6000 وفق التقارير. وأضاف أن التقاعس عن العمل والسماح باستئناف الهجمات، يعني السماح بقتل مزيد من الأطفال. وأشار إلى ما كان يحدث أمامه أثناء القصف على غزة: "رأيت أطفالا يتشبثون بوالديهم، ورأيت الأطفال الأكبر سنا ينظرون إلى أهلهم مدركين أنهم لن يستطيعوا حمايتهم في ظل ما يحدث في العالم. وحذرت من مخاطر مقتل وإصابة مئات الأطفال يوميا إذا عاد العنف إلى النطاق الذي كان عليه قبل الهدنة الإنسانية. وفي السياق، قال إلدر، إن المكان مليء بالخوف والدماء، في ظل استمرار الهجمات، ورغم تمكن الناس خلال الهدنة الإنسانية من التقاط أنفاسهم وبدأ الشعور بالطفولة يعود للأطفال لفترة وجيزة، إلا أن عودة القصف أعادت الأمور إلى ما كانت عليه وأضاف: "ذهبتُ اليوم إلى مستشفى ناصر ورأيت سيارات الإسعاف والناس الذين يعانون من جروح الحرب في المستشفى المكتظ بالفعل". وتابع قائلا: "إن القصف مستمر بلا هوادة، وأشم الآن رائحة المتفجرات في الهواء. أود وصف الوضع بأنه كابوس، لكن من تحدثت إليهم جميها قالوا لي إنهم يعيشون في ظل الكابوس منذ فترة. مستشفيات مكتظة وأكد إلدر أن الناس في غزة يشعرون بالرعب، وقال: "هناك جملة تسمعونها كثيرا عن قطاع غزة وهي إنه لا يوجد مكان آمن به. وهي عبارة حقيقية. المستشفى مكتظ بالمرضى والمصابين، وفي الممرات يوجد مئات الناس الذين يبحثون عن الأمان ومعهم أشياء قليلة تمكنوا من إحضارها معهم من منازلهم التي تعرضت للقصف". وأردف: "إنهم يتنقلون من مكان لآخر بحثا عن الأمان، والآن وهم في المستشفى يسمعون مرة أخرى أصوات الانفجارات. ووصف المسؤول الوضع أثناء تعرض المكان للقصف أثناء إجراء الحوار معه، وقال: "النقالات تدخل حاملة المصابين بجروح رهيبة".