يواصل الاحتلال الصهيوني لليوم 20 على التوالي، وأد الحياة في غزّة بإلقاء مزيد من القنابل، بلغ وزنها 12 ألف طن في المجمل، وهو ما يعادل القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما. وخلّف استهداف الاحتلال المنازل والمنشآت السكنية في مناطق متفرقة من القطاع المحاصر، حصيلة مهولة من الشهداء في وسط الأطفال تجاوزت 2360. يأتي ذلك وسط تلميح الجيش الصهيوني المستمر إلى قرب موعد شنّه اجتياحاً برياً، بينما يشهد الوضع الإنساني في غزة كارثة غير مسبوقة، مع الإعلان عن انهيار المنظومة الصحية وشحّ المساعدات التي دخلت عبر معبر رفح. يستمر الاحتلال الصهيوني لليوم 20 على التوالي في ارتكاب مجازره المروعة في قطاع غزة المحاصر، حاصدا أرواح أكثر من 700 شهيد خلال 24 ساعة الماضية فقط، ليزيد العدد الإجمالي عن 6 آلاف شهيد منذ بدء العدوان. وصعد جيش الاحتلال من غاراته المدمرة خلال الساعات الماضية، مستهدفا عشرات المنازل التي دمرها على رؤوس ساكنيها في شتى مدن ومخيمات قطاع غزة، الأمر الذي ينذر بتصاعد سريع لأعداد الضحايا، وسط أزمة غير مسبوقة في القطاع الصحي المتداعي، جراء نقص المواد الأساسية اللازمة، فضلا عن توقف إمدادات الكهرباء بشكل كامل، الأمر الذي يعرض حياة آلاف الجرحى والمرضى للخطر الشديد. لن يتم إدخال الوقود وفي تنصل واضح من الأزمة، قال جيش الاحتلال إنه لن يُتيح إدخال الوقود إلى غزة، بالرغم من تنبيه "أونروا" إلى أنها ستضطر إلى التوقف عن العمل في جميع أنحاء قطاع غزة، اليوم الأربعاء، إذا لم تتزود بالوقود. كما كرّر الاحتلال دعوته للمدنيين بالنزوح جنوبا. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال: "لن يتم إدخال الوقود إلى غزة". وزعم أنه في حال تم إدخال الوقود للقطاع، فإنه "سيذهب مباشرة إلى البنية التحتية العملياتية لحماس". وقود المستشفيات ينفد بدوره، قال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أكثر من ثلث المستشفيات في غزة ونحو ثلثي عيادات الرعاية الصحية الأولية أغلقت أبوابها بسبب الأضرار أو نقص الوقود. المرصد الأورو- متوسطي.. يدين.. في السياق، أدان المرصد الأورو- متوسطي لحقوق الإنسان، بشدة، استمرار تكثيف دولة الاحتلال هجماتها الجوية على قطاع غزة وقصف تجمعات المدنيين بهدف قتلهم بالجملة، بما قد يرتقي إلى جرائم حروب مروعة بموجب القانون الدولي الإنساني. وقال المرصد الأورو- متوسطي في بيان له: إن الطائرات الحربية للاحتلال أسقطت ما معدله 22 صاروخا تدميريا لكل كيلومتر مربع في قطاع غزة -لا تتجاوز مساحته 365 كيلومترا مربعا والمكتظ بأكثر 2.4 مليون نسمة - منذ بدء الهجوم العسكري غير المسبوق في السابع من الشهر الجاري. وذكر أن سلاح الجو الصهيوني يتعمد استخدام قوة نارية غير مسبوقة في تاريخ الحروب ويقصف بلا هوادة مناطق سكنية مكتظة بما في ذلك قصف تجمعات للمدنيين بشكل مباشر لإيقاع أكبر عدد من الضحايا في صفوفهم. وأشار إلى هجمات مروعة خلفت مئات الشهداء والجرحى مثل: (مركز تسوق أبو دلال)، والسوق المركزي في مخيم النصيرات للاجئين، والسوق الشعبي في بلدة جباليا شمال قطاع غزة، ومقهى في خان يونس جنوب القطاع. قصف المخبز الأخير في الأثناء، قصفت طائرات الاحتلال مخبز المغازي الوحيد، الذي زودته أونروا بالدقيق قبل ساعات من قصفه، ما أسفر عن استشهاد 10 مواطنين وإصابة آخرين. وبحسب مصادر، فإن المخبز كان يوفر الخبز لعشرات الآلاف من سكان مخيم المغازي والنازحين إليه، مؤكداً أن الصواريخ دمرت المخبز بالكامل وخلفت مكانه حفرة كبيرة، بالإضافة لهدم عدد من البيوت المحيطة. تدمير 33 مسجدا و3 كنائس.. قصفت طائرات الاحتلال، فجر أمس الأربعاء، مسجد حطين في شارع الجلاء بمدينة غزة، ما يرفع حصيلة المساجد المدمرة منذ بداية العدوان إلى 33. وقالت قناة الأقصى على منصة تليغرام في بيان مقتضب: "طائرات الاحتلال تقصف مسجد حطين في شارع الجلاء بمدينة غزة"، دون مزيد من التفاصيل. والأثنين، قصف الجيش الصهيوني مسجد الإحسان في جباليا البلد شمال القطاع ودمره بالكامل. والأحد، قالت مصادر فلسطينية في غزة، إن عدد المساجد التي دمرها الاحتلال في قصفه المتواصل على القطاع ارتفع إلى 31 مسجدا، كما تم تسجيل أضرار بالغة في 3 كنائس. استشهاد 22 صحفيا أفاد مراسلون بارتفاع عدد الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين إلى 22 نتيجة القصف اللصهيوني المتواصل على قطاع غزة.يأتي ذلك بعد استشهاد الصحفي في شبكة الأقصى سائد الحلبي، بعد قصف طائرات الاحتلال منزله في مخيم جباليا شمالي القطاع. استهداف الأطفال.. وصمة عار قالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف)، إن 2360 طفلا استشهدوا منذ بداية العدوان على قطاع غزة، وإن معدل الوفيات والإصابات في صفوف أطفال القطاع يقدر بأكثر من 400 طفل يوميا بين جريح وشهيد. وأوضحت المنظمة الأممية أن التقارير تفيد بأن 5364 طفلا أصيبوا في غزة منذ بداية الحرب الصهيونية على القطاع، التي وصفتها بأنها التصعيد الأعنف منذ 2006. وقالت يونيسيف في بيان أصدرته، الثلاثاء، إن أعداد الشهداء والجرحى من الأطفال في غزة تشكل وصمة عار متزايدة في الضمير الجماعي، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع دون عوائق.