قصف مطرد على قطاع غزة، في اليوم ال59 للعدوان الغاشم، أضاف مئات من المدنيين إلى حصيلة الضحايا بين شهيد وجريح، فاقمه من جهة، تمديد الحرب إلى الجنوب وملاحقة النازحين هناك، ومن جهة ثانية، التواطؤ الغربي الذي يستمدّ منه الاحتلال عنفه ودمويته.يأتي ذلك، في حين أعلنت كتائب عز الدين القسام أنها تمكنت من قتل عدد كبير من عساكر الاحتلال. في اليوم الرابع بعد الهدنة، يواصل الجيش الصهيوني مذبحته في قطاع غزة من خلال تكثيف قصفه من البرّ والبحر والجو ولاسيما في خان يونس التي طلب الاحتلال من معظم أهلها مغادرتها تجاه رفح، حيث "دُمرت عشرات البيوت والبنايات السكنية على ساكنيها". وأوضحت مصادر فلسطينية أن الزوارق الحربية للاحتلال استهدفت شاطئ الزهراء والمغراقة شمال مخيم النصيرات وسط القطاع بالقذائف الصاروخية، تزامنا مع قصف عنيف شمال مدينة غزة. وقصفت مدفعية الاحتلال بشكل عنيف المناطق الشرقية في خانيونس، بالإضافة لغارات جوية وقصف بالقنابل الفسفورية والدخانية على مخيم جباليا شمال غزة. مجازر غير مسبوقة في السياق، أعلن مسؤول حكومي فلسطيني، أمس الأحد، استشهاد أكثر من 700 فلسطيني خلال 24 ساعة من القصف الصهيوني. وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، للصحافيين، إنه تم رصد 20 مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال خلال ال24 ساعة الماضية، من خلال قصف متزامن في جميع محافظات قطاع غزة. واتهم الثوابتة الاحتلال بتعمد "ارتكاب أكبر قدر من المجازر ورفع فاتورة الضحايا"، مشيرا إلى عدم تمكن آليات الدفاع المدني من انتشال مئات الجثث من تحت الأنقاض ووجود صعوبات بالغة في انتشال الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات. وشدد على أنه لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة، في وقت يمارس الجيش الصهيوني التهجير القسري بحق مئات آلاف السكان. وذكر الثوابتة أن قطاع غزة يشهد تفاقم كارثة إنسانية بشكل غير مسبوق، لا سيما بعد هدم نحو 300 ألف وحدة سكنية بشكل كلي وجزئي، وترك العوائل بلا مأوى في ظل حلول موسم الشتاء وانخفاض درجات الحرارة. وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الصهيوني على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، إلى 15207 فلسطينيين. وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، في مؤتمر صحافي، أن حصيلة الإصابات خلال نفس الفترة ارتفعت إلى 40652 مواطنا. وتابع: "الاحتلال الصهيوني لا يزال يعتقل 31 كادرا صحيا، ويعرضهم للاستجواب تحت التعذيب، في ظروف إنسانية قاسية، وعلى رأسهم محمد أبو سلمية، مدير عام مجمع الشفاء الطبي". نداءات التهدئة لا تصل الأسماع وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "أسفه العميق" لاستئناف القتال، آملا في "التمكن من تمديد الهدنة". بدوره، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت إلى "مضاعفة الجهود توصلا إلى وقف دائم للنار والإفراج عن جميع الاسرى الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس وتزويد سكان غزة بمساعدات". كما حذّر دولة الاحتلال من أن هدفها المعلن ب«القضاء بالكامل" على حركة حماس قد يؤدي إلى حرب تمتد "عشر السنوات". لكن نتانياهو أعلن السبت أن الحرب في قطاع غزة ستتواصل "إلى أن نحقق كامل أهدافها" بما في ذلك إعادة جميع الأسرى والقضاء على حماس. وفي نيويورك، قالت المديرة العامة لليونيسف كاثرين راسل "إذا استؤنفت أعمال العنف بهذا الحجم وهذه الشدة، يمكننا أن نفترض أن مئات الأطفال الآخرين سيُقتلون ويصابون كل يوم". إرهاب المستوطنين في الضفة من ناحية ثانية، قالت السلطات الفلسطينية إن مستوطنين صهاينة هاجموا قريتين فلسطينيتين في الضفة الغربية في وقت متأخر من السبت، فقتلوا رجلا وأحرقوا سيارة. وقالت إدارة الإسعاف الفلسطينية إن رجلا يبلغ 38 عاما في بلدة قراوة بني حسن في شمال الضفة الغربية تعرض لإطلاق نار في الصدر، بينما اشتبك السكان مع مستوطنين وعساكر للاحتلال. وفي حادث آخر قال وجيه قط رئيس مجلس قرية ماداما بالقرب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية إن مجموعة تضم 15 مستوطنا أحرقوا سيارة وحطموا نوافذ منزل بالحجارة. وتشهد الضفة الغربية ارتفاعا في حوادث العنف خلال الأشهر الأخيرة، إذ تستمر رقعة المستوطنات الصهيونية في الاتساع. وكانت قوة صهيونية اقتحمت مخيم جنين فجر أمس، في أحدث عملية اقتحام يقوم بها الجيش الصهيوني في المدينة.