نمو متسارع للمشاريع الشبابية بالجزائر في السنوات الأخيرة أوضح رئيس منتدى الشباب والمؤسسات الناشئة خالد بوخالفة، أن بيئة المؤسسات الناشئة بالجزائر شهدت تطورا ملحوظا ونموا مطردا، خصوصا بتحقيق ما يعرف ب "إيكو سيستام" أو البيئة الريادية التي تساعد الشركات الناشئة على البروز أكثر. قال رئيس منتدى الشباب والمؤسسات الناشئة في تصريحات خص به "الشّعب"، إن مستقبل الشركات الناشئة صار أكثر وضوحا، خصوصا مع الدعم الذي يقدمه رئيس الجمهورية لأصحاب المؤسسات الناشئة. وأضاف بوخالفة أنّ الرئيس تبون يقدم في كل فرصة توصيات هامّة بالإضافة إلى الدعم الذي تقدمه الحكومة الجزائرية لهذا النوع من الشركات، وأشار محدثنا إلى أنّه من المبكر الحديث عن تصنيف الجزائر من حيث المؤسسات الناشئة على المستوى الإقليمي أو القاري. ويرى محدثنا أنه وللحديث عن إحصائيات من هذا النوع يجب التفصيل في أمرين رئيسيين يتعلق الأول بإنشاء الشركات الناشئة، فيما يعنى الثاني بنجاح الشركات الناشئة، مذكرا بأن الإحصائيات التي تعتمدها الدول في هذا الميدان تعنى بالشركات الناشئة الناجحة في هذا المجال. وضرب محدّثنا مثالا عن دولة كينيا التي تحصي 11 ألف شركة ناشئة سنويا، فيما بلغت الجزائر خلال الثلاث السنوات الأخيرة أكثر من أربعة آلاف شركة ناشئة منها 1800 شركة تحصلت على شهادة "لابل"، فيما تنتظر الأخرى نيلها هذه الشهادة. وقال رئيس منتدى الشباب والمؤسسات الناشئة، إنّنا في أولى الخطوات الكبيرة التي توشك الجزائر أن تقطعها نحو بلوغ أرقام قياسية في ميدان المؤسسات الناشئة، والرقي بهذا البلد في مصف كبار القارة الإفريقية في هذا المجال. وذكر بوخالفة أنّ نسبة نجاح المؤسسات الناشئة عبر العالم يتراوح بين 10 و15 بالمائة فقط، لذلك تجد أن البلدان التي لها باع طويل في هذا المجال تركز على معيار نجاح المؤسسات الناشئة، مشيرا إلى أن الجزائر وبما أنّها سوق واعدة وتتطلب الكثير في هذا المجال فمن الممكن أن تجد المؤسسات الناشئة فرصا للنجاح أعلى من النسب المتعارف عليها عبر العالم. وأوضح خالد بوخالفة أنّ السوق الوطني يحتاج حقيقة لشركات ناشئة التي تساهم في تطوير الاقتصاد، وتقدّم حلولا مبتكرة لحياة المواطن بالجزائر، ناهيك عن وضعية هذا المواطن الذي هو متعطّش للحلول الرقمية، ولكل ما هو جديد في المجال الرقمي الذي يسهل عليه يومياته. وعاد محدّثنا ليشيد بتوصيات رئيس الجمهورية التي يقدمها حول هذا المجال دائما، وهو ما سمح بتحسس أثر التطور في ميدان المؤسسات الناشئة والتعاملات الرقمية، والنمو المتسارع الذي تشهده هذه المؤسسات، والذي يتضاعف بشكل يومي، حيث يسجّل المتابعون لشأن المؤسسات الناشئة بالجزائر كل يوم ارتفاعا في عدد الشركات الناشئة التي تستقبلها الحاضنات، ومعها أفكار جديدة للشباب. وبالإضافة إلى ما سبق، يرى محدّثنا أنّنا بالإمكان الاستفادة من قوة الجزائر وعودتها على الساحة الدبلوماسية وبالخصوص الاقتصادية منها في السوق الإفريقية، إذ من الممكن أن تستفيد الشركات الناشئة المحلية من هذا العامل وتسهم في النمو الاقتصادي للقارة الإفريقية. وأشار بوخالفة إلى أن القارّة الإفريقية واحدة من بين أكثر القارات نموا اقتصاديا وتمتلك تجارة بينية بحجم يتجاوز 3 آلاف مليار دولار، والجزائر بإمكانها تبوّء مكانة هامة في هذا السوق، وبالخصوص فيما يعرف بتصدير الخدمات الرقمية إلى الدول الإفريقية التي هي بحاجة للحلول المبتكرة في هذا المجال. وفيما يخص استحداث "صندوق الصناديق الإفريقية"، أشار رئيس منتدى الشباب والمؤسسات الناشئة، إلى أن الجزائر كانت سبّاقة في اقتراح إنشاء صندوق استثماري خاص بالشركات الناشئة، لأنها تعي جيّدا أن الحديث عن تطور الشركات الناشئة مقترن بتطور الاستثمارات التي تقدم فيها. وأضاف بوخالفة أنّ الجزائر تمتلك تجربة يمكن اعتبارها ناجحة في هذا النوع تدعى "أي سي أف"، وهو الصندوق العمومي الأول المخصص للشركات الناشئة، وهي شركة عامة لرأس المال الاستثماري، تدعم تمويل الشركات بعلامة "ستارت آب"، تم إنشاؤها بالتعاون بين وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة وستة بنوك عمومية. وأوضح محدّثنا أنّ الجزائر أرادت تصدير هذه التجربة للسوق الإفريقية وتطبيقها بشكل أوسع وإنشاء فروع للصندوق في دول إفريقية، وهو ما سيسهم في الاستثمار في الشركات الناشئة التي تبحث عن التنمية المستدامة في القارة الإفريقية.