بعد نهاية مباراة إياب الدور الفاصل المؤهل لنهائيات أمم إفريقيا لكرة القدم النسوية بين المنتخب الوطني ونظيره البورندي، اقتربنا من الناخب الوطني فريد بن ستيتي، الذي حدثنا عن التأهل إلى "الكان" والمرحلة المقبلة، وعن كيفية التحضير للموعد القاري وأهداف المنتخب وكذا الأهداف التي سطرت في عقده، بالإضافة إلى العديد من النقاط المهمة، في هذا الحوار: الشعب: تأهل مستحق إلى نهائيات كأس إفريقيا 2024، أمام منتخب بوروندي في الدور الفاصل بعد الغياب عن النسخة الماضية؟ (حوار أجري مباشرة بعد ضمان التأهل) @@ فريد بن ستيتي: أعتقد أن أهم شيء نتحدث عنه اليوم ليس طريقة اللعب أوالنتيجة النهائية، بل عودة المنتخب الوطني ( سيدات ) إلى المشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا بعد الغياب عن النسخة المنصرمة، هذا هو الحدث الأبرز والأهم لكونه كان من بين الأولويات. إذا تحدثنا عن التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا لم تكن سهلة، لأنها ليست مباريات بنظام بطولة مصغرة، ولديك الوقت لكي تراجع نفسك وتحاول التدارك في مباريات أخرى لاقتطاع تأشيرة العبور، هي مباريات الخاسر فيها يفقد كل أهدافه. خلال الدور الأول ضمنا التأهل أمام أوغندا وأمام بوروندي، قمنا بالعمل كاملا في مواجهة الذهاب التي فزنا فيها بنتيجة (5-1)، أما اليوم طالبنا اللاعبات بعدم الرمي بكامل ثقلهن في الهجوم وترك المساحات، حيث شددنا على ضرورة تسيير الوقت والمباراة بذكاء، لأن الأهم في هذا اللقاء كان ضمان التأهل، الحمد لله تمكنا من تسجيل الهدف الوحيد في اللقاء في العشرين دقيقة الأولى من المواجهة، وما قامت به اللاعبات اليوم جيد بالرغم من الغيابات بسبب الإصابات، وتعرض اللاعبة أميرة ولد براهم للإصابة في بداية المواجهة. بعد ضمانكم التأهل إلى نهائيات كأس أفريقيا، كيف سيتم التحضير لنهائيات ال "كان"؟ @@ منذ تنصيبي على رأس العارضة الفنية، المرحلة الأولى كانت لإعادة هيبة المنتخب وقيادته للعودة إلى نهائيات كأس إفريقيا، الآن تحقق هدفنا الأول وسندخل المرحلة الثانية المتعلقة بما قبل المنافسة القارية، حيث سنبرمج عددا من التربصات التحضيرية التي تتخللها مباريات ودية ستسمح لنا من ترتيب أمورنا، حتى نتمكن من دخول المنافسة جيدا والتحضير لخوض بطولة مصغرة، ويجب أن نكون أذكياء واستراتيجيين خلال هذه المنافسة، وإذا تمكنا من العبور إلى الدور الثاني كل شيء سيكون ممكنا بعد ذلك، لكن قبل الحديث عن "الكان" يجب أن نقوم بتحضير جيد في تربصات فعالة، للعمل على تجسيد مشروعنا الرياضي ومشروع لعبنا الذي نبحث عن فرضه. كما أن المرحلة الثالثة المتعلقة بالتحضير لما بعد كأس إفريقيا 2024، سنشرع في التحضير لها بالموازاة مع المرحلة الثانية، أين سنقوم بتعزيز التشكيلة بلاعبات جديدات لتدعيم المنتخب. هل يمكنكم منحنا أكثر تفاصيل عن التحضيرات التي تريدون القيام بها، وهل يمكن للمنتخب الوطني العودة بالتاج القاري؟ @@ منذ بدأت العمل في مهنة التدريب لم أحدد يوما الأهداف قبل انطلاق المنافسة، أذهب دائما من منطلق أنني عملت مع المجموعة التي أدربها بنية تحقيق نتائج إيجابية، واصطحبت معي أفضل اللاعبات، إذن ستكون مهمتي الذهاب بعيدا في المنافسة. بخصوص التحضير لنهائيات أمم أفريقيا المقبلة، ستكون مهمتنا التنويع في اختيار المنافسين الذين سنواجههم خلال المباريات الودية، باختيار فرق من شمال إفريقيا مثل تونس أومصر، واللعب ضد منتخبات من غرب إفريقيا، مثلما قمنا بذلك مؤخرا حين تنقلنا إلى داكار لمواجهة المنتخب السنغالي، بالإضافة إلى مواجهات المدارس التي تعتمد على اللعب بالطريقة الإنجليزية مثل غانا وجنوب إفريقيا. التنويع في المباريات الودية سيسمح لنا من كسب الخبرة في المباريات القارية، خصوصا بالنسبة للاعبات الجديدات كون هدفنا الأول حاليا بعد التأهل هو تطوير أسلوب لعبنا نحو الأفضل، لنكون جاهزين عند مواجهة عمالقة القارة على غرار المنتخب النيجيري، صاحب 11 لقبا قاريا وثمانية مشاركات في كأس العالم النسوية. كم يلزمكم من تربص ومباراة ودية لتحضير "الكان"؟ @@ للأسف ليس لدينا الكثير من تواريخ "الفيفا" من أجل التحضير لكأس إفريقيا، لدينا ثلاثة تربصات سنحاول أن نبرمج خلالها من 07 إلى 08 مباريات ودية، لمحاولة التحضير لهذه "الكان" لأن هذا هو أقل شيء لكي نعمل على تطوير أسلوب لعبنا والرفع من الانسجام بين اللاعبات. بالنظر إلى ما وقفتم عليه في مواجهة اليوم أمام منتخب بوروندي، هل وصلتم على الأقل لخمسين بالمائة من أهدافكم بخصوص طريقة اللعب؟ @@ المباراة طغى عليها تحدي العبور إلى "الكان"، والمواجهة الأولى كانت أفضل بكثير لأن اللاعبات كن مركزين جيدا من أجل محاولة ضمان التأهل في الذهاب، لكن عموما وجدنا أنفسنا في خطر في مناسبة وحيدة، ويجب أن أعيد مشاهدة ذلك لتصحيح الأمر والمطالبة بالتركيز أكثر مستقبلا، لهذا قلت منذ قليل بأن برمجة عدد كاف من المباريات الودية، سيسمح لنا من تسيير الأوقات الصعبة في المواجهة، وجعل أوقات قوتنا عالية وتطغى على غالب اللقاء مع ضبط كل تفاصيل هذا الفريق حتى لا يتراجع مستواه في المباريات، ولبلوغ ذلك يجب لعب العديد من المباريات مع نفس المجموعة. تحدثت عن نقطة مهمة وهي تعزيز التشكيلة بلاعبات جديدات، هل يمكنكم الفصح عن بعض الأسماء أو المناصب التي تحتاج للدعم؟ @@ بطبيعة الحال، قلت لك منذ قليل أن المرحلة الثالثة هي التحضير من الآن لما بعد كأس إفريقيا، وذلك يعني تعزيز التشكيلة بلاعبات شابات، نحن الآن نقوم بمعاينة بعض اللاعبات، نشاهد ونعمل على تحضير قائمة موسعة من اللاعبات الجزائريات اللائي يملكن المستوى للالتحاق بالفريق الوطني، وهدفنا إيجاد لاعبات أفضل من المتواجدات حاليا إذا أمكن. وفي هذا الإطار أستهدف كل اللاعبات الجزائريات بمختلف البطولات الأوروبية والعالمية في كندا والولايات المتحدةالأمريكية، وهنا في الجزائر سأتنقل لمشاهدة مباريات البطولة.. لكن إذا دعمت التشكيلة ستكون بعناصر شابة بإمكانيات كبيرة، وللإجابة عن سؤالك الذي سبق حول المناصب التي نبحث عن تدعيمها، أقول لك بأننا نستهدف أولا مهاجمات ولاعبات وسط ومدافعة محورية واحدة وحارسة مرمى. ما هو الهدف الذي سطر في عقدك؟ @@ الهدف الأول كان إعادة المنتخب الوطني النسوي للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا وبناء مختلف المنتخبات الوطنية، كما أوكلت لي مهمة متابعة ودراسة كل بطولاتنا رفقة الرابطة الوطنية النسوية لكرة القدم، أعتقد أن بطولة الكبريات وكذا أقل من 20 و17 سنة تنظيمها جيد، وتنقصنا المزيد من الإمكانيات لمواصلة التطور أكثر، الشيء المهم الآخر هو أنه لا يمكننا تطوير أي رياضة دون نشرها في الوسط المدرسي والجامعي، حيث يملكون الوسائل اللوجيستكيية والملاعب وحتى المؤطرين الذين تتلمذوا بمعهد الرياضة، وسنعمل على إيجاد حلول للرفع من ممارسة كرة القدم النسوية في هذا الوسط، الذي سيسمح لنا من تطوير كرتنا، كل هذا سترافقه الاتحادية من خلال التكوين الذي سيعجل فيه مع نهاية السنة الجارية وخلال سنة 2024. ماذا ينقص كرة القدم النسوية في الجزائر والمنتخب الوطني لكي يصبح منتخبا قويا ينافس على الألقاب، ولا يكتفي بالبحث عن ضمان المشاركة في المنافسات القارية؟ @@ بالنسبة لي الأهم هو الإرادة في تغيير الأمور نحو الأفضل، وعمل جاد من قبل الاتحادية، لا يمكن لكرة القدم النسوية التطور والتقدم أكثر مما هي عليه الآن، وتغيير ذهنية ان كرة القدم لعبة خاصة بالذكور وفقط، كل الرياضات الفردية في الجزائر تملك منتخبات وفرق خاصة بالذكور والإناث، مقارنة بالرياضات الجماعية الأخرى التي تمارسها الفتيات، كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة تمارس باليد وكرة القدم بالرجل هذا هو الفارق الوحيد. يجب تعميم كرة القدم النسوية في المدارس والجامعات وفي كل ربوع الوطن، كما يجب أن يفرض على كل فريق كرة قدم إنشاء فرع نسوي وإلا حرمانه من المشاركة في البطولة، على الأقل فرق النخبة الناشطة في الرابطة المحترفة والدرجة الثانية هواة، حتى نتمكن من الخروج بنتائج إيجابية في المستقبل القريب، لأن ذلك سيسمح لنا من إيجاد لاعبات يمكنهن حمل القميص الوطني، وسنتمكن من رفع المستوى العام خصوصا أن المديرية الفنية كونت عددا مهما من المدربات مؤخرا، وتمكنّ من نيل شهادات وكل هذا في صالح كرة القدم النسوية.