لحظات تاريخية مؤثرة عاشها عمال المنشأة الغازية بتيقنتورين، أمس، باستحضارهم لشريط التصدي للجماعات الإرهابية التي اعتدت على موقع عين امناس، وهذا بحضور الوزير الأول، عبد المالك سلال، والأمين العام للمركزية النقابية، عبد المجيد سيدي سعيد، ووفد وزاري هام يتكون من دحو ولد قابلية، يوسف يوسفي، محمد السعيد والطيب لوح، وهم على التوالي وزير الداخلية والجماعات المحلية ،الطاقة والمناجم، الاتصال، العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، وكذلك قائد المنطقة العسكرية الرابعة. وقد تميز هذا الحفل الحماسي بتدخل هام ل عبد المالك سلال، شدّ انتباه الحضور، حيث أكد على ضرورة أن يتناول الكلمة في ظرف كهذا نظرا للسياق الصعب الذي مرت به الجزائر، مسديا لكل العمال جزائريين منهم أو أجانب التحية الخالصة من خلال وقفة عرفان وإجلال لهم، مؤكدا في هذا الإطار أن رسالة رئيس الجمهورية واضحة في هذا الشأن، معبرا عن تقديره الكامل لكل الذين أنقذوا الجزائر. ويترجم إحياء هذه الذكرى المزدوجة بأن 24 فيفري 1957 هو عيد للعمال و24 فيفري 1971 عيد المحروقات والذي بفضله تم استرجاع الاستقلال الاقتصادي. واعتبر سلال أن إحياء الذكرى في منطقة تيقتتورين وفي الوطن الواحد، هو بمثابة تصدي الجزائريين والجزائريات للإرهاب الدولي الذي أراد المساس باقتصادنا وإحداث الشقاق في أوساط شعبنا، مؤكدا أننا شعب واحد. وأدان بشدة محاولة أعداء الجزائر تهديم هذا البلد، واصفا إياهم بالمرتزقة الذين أرادوا توريطنا. وفي هذا الإطار، قال سلال، أن الجزء الأول من المنشأة الغازية بدأ يشتغل والبقية تأتي فيما بعد. مبرزا للجميع أن الجزائريين ولدوا ليعيشوا ويموتون واقفين. ونشير إلى أن الوفد الرسمي بقيادة سلال، وصل إلى الموقع على الساعة 10و45، حيث تناول الكلمة مباشرة محمد زرقين المدير العام لسوناطراك حيث ذكر بالمناسبة، على أنها محطة لاسترجاع السيادة الوطنية على هذا القطاع الحيوي، مؤكدا إلتزامه الراسخ لتحديد التنمية المستدامة، داعيا العمال إلى التحلي بالحذر واليقظة، في هذه الظروف للحفاظ على المنشأة، منوها بدور الجيش الشعبي الوطني ومختلف قوات الأمن في الحفاظ على الأرواح والممتلكات، وكذلك العمال الذين بعثوا الإنتاج في وقت قياسي. أما يوسف يوسفي، فقد وصف في كلمة له، الحدث بالهام مفخرة للجزائر، وهو تتويج للاستقلال السياسي، كون قرار التأميم حقق نجاحا باهرا منوها بكل الذين ساهموا في هذا المسعى، وأوضح أن منذ التأميم تشهد البلاد جهودا جبارة وهذا بفضل مداخيل المحروقات والجزائر اليوم تتمتع بكامل الاستقرار. وأشاد في هذا الإطار بالجيش الوطني الشعبي الذي تمكن من إحباط المخطط الإرهابي وتناول في تدخله كلمة لأحد الأجانب الذي أبدى إعجابه بمنظر التضامن من طرف العمال الجزائريين الذين أخفوه في وسطهم، حتى لا يتعرف عليه الإرهابيون وعدم التخلي عنه. ووقف الحضور بالمناسبة وقفة ترحم وإجلال على ضحايا الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف المنشأة البترولية تقنتورين بعين أميناس، حيث نوهوا بالتضحيات الجسام التي قدمها العمال من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة . ليفتح المجال بعدها للوزير الأول عبد المالك سلال، لتكريم عائلة شهيد الواجب الوطني «لحمر محمد لمين»، هذا الشاب البطل الذي تعدّ تضحيته، مكسبا للجزائر، تقليد المرحوم بوسام مصاف الاستحقاق «عهيد»، كما تسلم الياباني شيج هيزا ممثل عن ضحايا العمال لأجانب وسام الاستحقاق.