مع دخول العام الجديد، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني حربه الوحشية على قطاع غزة لليوم 88 مخلفا وراءه آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى ومئات الآلاف من النازحين، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية بفعل شحّ المواد الطبية والمساعدات الغذائية. بالمقابل، استقبلت "كتائب القسام" العام 2024 بقصف عاصمة الكيان وضواحيها بوابل من الصواريخ، كما سيطرت على مسيّرة للعدو. افتتح قطاع غزة عامه الجديد على غرار أيامه السابقة، على وقع القصف الصهيوني الذي طال مناطق مختلفة من قطاع غزة ولاسيما الوسط والجنوب، مع استمرار الاشتباكات الضارية بين فصائل المقاومة وعساكر الاحتلال. وقد سجل، أمس، سقوط عدد من الشهداء، بينهم أطفال في خانيونس، بعد قصف عدد من المنازل والأحياء السكنية في المدينة، فيما تجدد القصف المدفعي من زوارق الاحتلال الحربية غرب منطقة الزوايدة وسط القطاع، وساحل غرب رفح جنوبغزة، وفق ما أفادت الإذاعة الفلسطينية. كذلك، قصفت المدفعية الصهيونية شرق مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع، ونفذت قصفا عنيفا ومتواصلا على محيط مناطق جباليا البلد والتفاح ومخيم جباليا. كما ضربت أحياء بوسط مدينة خانيونس جنوباً. وكان قصف صهيوني استهدف منزلا غرب خانيونس، أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى، بحسب التلفزيون الفلسطيني. أتت تلك الضربات في اليوم الأول من العام الجديد، وبعد تلميحات صهيونية بأن الحرب التي تفجرت في السابع من أكتوبر قد تستمر أشهرا طويلة، وربما السنة كلها. "القسام" تسيطر على مسيّرة للعدو في الأثناء، أعلنت "كتائب القسام"، أمس، السيطرة على طائرة مسيرة صهيونية كانت في مهمة استخبارية شمال قطاع غزة. وقالت الكتائب (الذراع المسلح لحركة "حماس")، إن مقاتليها "سيطروا على طائرة مسيرة صهيونية كانت في مهمة استخباراتية للعدو في بيت حانون شمال قطاع غزة". من جانبها، أعلنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، أن مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية، أمس، مع قوات الاحتلال المتوغلة شرق وشمال مدينة خانيونس جنوب القطاع. وفي السياق نفسه، أفادت "كتائب المقاومة الوطنية"، الجناح المسلح للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بأن مقاتليها خاضوا اشتباكات عنيفة في محور وسط خانيونس وأطلقوا قذيفة "آر.بي.جي" تجاه آلية للعدو وحققوا فيها إصابة مباشرة. هذا وقالت وزارة الصحة في غزة، إن عدد الشهداء في القطاع، منذ بدء العدوان الصهيوني، ارتفع إلى 21822، فيما بلغ عدد المصابين 56451. من جانبه قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، إن 29 من العساكر الصهاينة، قتلوا منذ بدء العدوان البري على القطاع. وأوضح أن 18 عسكريا، قتلوا ب«نيران صديقة"، والباقون بحوادث مختلفة، سبق أن كشف أن من بينهم الدهس بالدبابات والآليات العسكرية وإصابتهم بشظايا وانفجارات تتبع جيش الاحتلال، في مؤشر يعكس مستوى الإرباك والفوضى خلال عمليات الجيش. الجيش الصهيوني يخفّض قواته هذا وعلى أعتاب الشهر الرابع من العدوان الغاشم، قررت سلطات الكيان الصهيوني سحب 5 ألوية من القوات العاملة في غزة، ما فسره طيف واسع من المراقبين، بمن فيهم صهاينة، بأنه إشارة على قرب التحول إلى المرحلة الثالثة في المعركة، تمهيدا لتعليق العملية البرية والبحث عن مخرج. وقال الجيش الصهيوني في بيان، إنه وفقًا لتقييم الوضع وتطور القتال في غزة: قرر تسريح 5 ألوية قتالية من المناورة البرية في قطاع غزة - بما في ذلك اللواءان 551 و14 احتياط وثلاثة ألوية تدريب. ويعتقد، على نطاق واسع، أن القرار محاولةٌ للتخفيف من العبء الاقتصادي للحرب، حيث استدعت سلطات الاحتلال عساكر الاحتياط على نطاق واسع بلغ أكثر من 350 ألف مقاتل، ما ألقى بظلاله على الوضع الاقتصادي. كما يؤشر القرار على قرب الدخول في المرحلة الثالثة من الحرب التي تركز على العمليات النوعية والقصف الجوي.