اختتمت أمس أشغال المؤتمر الرابع لمنظمة المرأة العربية الذي عقد في الجزائر على مدار الثلاثة أيام الماضية، وتحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وبحث التحديات التي تواجه المرأة العربية المقاولة في تجاوز العقبات والعراقيل لإنجاح المشاريع، مثلما تم عرضه من تجارب ناجحة لنساء عربيايت ومن مختلف البلاد العربية. تميزت الجلسة الختامية بعرض ما تبقى من النماذج الناجحة لنساء عربيات كن مثالا للشجاعة والتألق وكانت أولى تجربة متميزة لسيدة الأعمال الجزائرية فتيحة آيت قاسي صاحبة مؤسسة «روسكيروس» للبناء والأشغال العمومية والبنية التحتية للاتصالات مهندسة دولة في الإلكترونيك من جامعة وهران تخصصت في الألياف البصرية، كسبت تجربة هامة من خلال عملها في عدة مؤسسات وطنية، قبل أن تقرر إنشاء شركتها الخاصة التي تخصصت في تهيئة الطرق وحماية الشواطيء وتكسير الصخور وتهيئة خطوط السكك الحديدية. السيدة آيت قاسي التي اختارت سبيل أحدث التكنولوجيات في مجال الاتصالات والألياف البصرية، على وجه التحديد، فضلت التعامل مع شركاء أجانب وخاصة من ألمانيا من أجل إدخال هذه التكنولوجيات إلى الجزائر، سمح لها بتوسيع مشروعها من خلال فتح رأسمالها لشراء آليات وتجهيزات باهضة الثمن مثلما تقول خلال عرضها الذي أثار إعجاب الحاضرين، وذلك من أجل مواكبة التكنولوجيا الحديثة والايفاء بالتزاماتها تجاه الزبائن، داعية النساء العربيات إلى تشجيع الشراكة فيما بينهن وتبادل الخبرات والتجارب. التجربة الثانية لاحدى النساء الناجحات كانت للسيدة سالمة الهادي مينة من ليبيا، عندما انطلقت في عالم الأعمال كانت في مقتبل العمر وبرأس مال بسيط جدا، ولكي تتحصل على الترخيص لمزاولة نشاط التوكيل التجاري والمقاولات العامة والأشغال، باعت حليها وانطلقت في عالم المقاولات، المرأة الوحيدة في وسط ذكوري بامتياز، لكنها استمرت في تجاوز العقبات وكللت بتأسيس عدة شركات مقاولة في كل من تنزانيا وغامبيا وشركة لصناعة الملابس في تايلاندا وشركة تجارية في ماليزيا وسنغافورة إلى أن تأسست شركة مقاولات كبيرة في بلدها. واختتمت السيدة آمال مجذوب رباح من جمهورية السودان سلسلة التجارب الناجحة التي اختيرت كنماذج لنساء متميزات في الوطن العربي وعرضت خلال مؤتمر الجزائر، حيث تحصلت على الجائزة الوطنية للمرأة المنتجة في السودان نظير تميزها في الانتاج الزراعي، وكان محفزا للمرأة السودانية لكي تتنافس فيما بينها. أجمعت المشاركات في المؤتمر الرابع لمنظمة المرأة العربية على نجاح الدورة الحالية التي شهدت إطلاق الموقع الالكتروني لمشروع «ألف / باء» حقوق المرأة في التشريعات العربية، ومداخلات ثرية حول المقاولة النسائية، وزعت على خمس جلسات عمل وبحثت مواضيع هامة في مجال الاستثمار الصناعي والتجاري والتربية والتعليم والاعلام والأعمال الحرة النسائية والسياحة والزراعة والخدمات. التجارب ال13 التي عرضت من قبل نساء مقاولات من دول عربية من بينها الجزائر أكدت على أن المرأة العربية من بينها الجزائر أكدت على أن المرأة العربي تحدت الصعاب والظروف المحيطة بها وتسلحت بالعلم والصبر والأمل لكي تنجح في مشاريعها المتعددة، وتحتل مكانة رائدة في قطاعات كانت فيما مضى حكرا على الرجال، خاصة وأنها لم تتردد في الاستثمار في المجالات المرتبطة مباشرة بالتنمية الوطنية. وحسب مشروع البيان الختامي فإن المشاركين اعتبروا أن منهجية الطرح التي اعتمدها المؤتمر تميزت بالابتكار والنوعية ولكنها أيضا، طرحت فكرة ضرورة تطوير ذات المنهجية بما يسمح بجعل المقاولة تتجسد أكثر وتصبح واقعا ناجحا، وألحوا على ضرورة تنويع الموضوعات لاخراج المقاولة إلى أفق أوسع وزيادة فرص إنجاحها. ولأن تجارب العديد من المقاولات العرب كانت ناجحة فإن الحاجة تدفع إلى نشر مثل هذه التجارب على كافة النساء عبر مختلف وسائل الاتصال والتواصل، حتى تكون بمثابة الدافع للانطلاق بقوة في هذا المجال، فضلا على أهمية نقل الصورة الايجابية للمرأة في مجال المقاولة إلى شعوب غير عربية بغرض تغيير الصورة النمطية من خلال إبراز والترويج لمثل هذه التجارب الناجحة.